يضم كتاب "أشرطة كلينتون - مصارعة التاريخ مع الرئيس" الذي سينشر الشهر المقبل أسرار بعضها طابعها دبلوماسي دولي وأخرى عائلية وجنسية وعلاقات شخصية ودولية، جاءت جميعها في تسجيلات على 79 شريطا لمقابلات مع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون قام بها مؤرخه الشخصي تيلار برانش خلال زياراته في ساعات متأخرة من الليل للبيت الأبيض لتسجيل ما كان يدور في الخفاء في أروقة البيت الأبيض. التسجيلات قام بها برانش بين 1993 و2001، والتي تغطي الفترة التي مكثها كلينتون في البيت الأبيض رئيسا للولايات المتحدة، والتي كان ينوي من خلالها تسجيل أدق التفاصيل وما كان يحدث في الخفاء خلال فترة إدارته. تيلار برانش، الصديق الشخصي لبيل كلينتون، والذي عاش معه في غرفة واحدة عام 1972 حينما أدارا حملة الرئاسة لجورج مغافارن، قد حول هذه الأشرطة التسجيلية إلى كتاب من 700 صفحة. وحول علاقته بمونيكا لوينسكي كشف كلينتون كما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية في هذه التسجيلات أن الاتصال الذي تم بينه وبينها جاء بسبب الضغوط التي كان يواجهها على الصعيد السياسي والشخصي، بما في ذلك وفاة والدته وعدم حصوله على الأغلبية في انتخابات الكونجرس عام 1994. وقال "لم أتحمل الضغوط وأصبت بالانهيار". في بداية التسجيلات بدا كلينتون مترددا في الحديث مطولا حول العلاقة خوفا من القضاء واستخدام التسجيلات في القضية. إلا أنه وبعد 6 شهور بدأ يتكلم بانفتاح وصراحة عن الموضوع. وفي مقابلة مع صحيفة "يو.اس.ايه. توداي" قال تيلار برانش إن الرئيس كلينتون انزلق أكثر من مرة في هذا الاتجاه "يقصد العلاقات خارج الزواج"، إلا أنه كان مصمما أن لا يقوم بأي عمل من هذا النوع في البيت الأبيض. ومن وجهة نظره فقد نجح بمقدار 99 في المئة، إلا أنه شعر بالحزن تجاه نفسه، وقام بما قام به وترك العنان لشهواته". ويضم الكتاب حادثة الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين خلال زيارته إلى واشنطن عام 1995 بعد واحدة من سهراته المتكررة في ساعات متأخرة من الليل. وكان الرئيس الروسي ضيفا في "بلير هاوس"، الذي تستخدمه الحكومة الأمريكية لضيوفها من زوار واشنطن ويقع في "جادة بينسلفينيا" مقابل البيت الأبيض. وتمكن الرئيس الروسي من الإفلات من رجال جهاز الأمن السري. وبعد البحث عنه وجدوه يقف بسرواله الداخلي في وسط الشارع، وقال لهم بكلمات غير متزنة تبين حالة الثمالة إنه يريد تناول البيتزا. احتفظ الرئيس كلينتون بالتسجيلات في درج الجوارب في البيت الأبيض. ومن ضمنها أيضا محادثة بينه وبين نائب الرئيس الأسبق آل جور عندما ترشح الأخير للرئاسة وخسرها أمام جورج دبليو بوش. وقال كلينتون له في التسجيلات إنه كان من السهل الفوز بالرئاسة لو ركز في حملته على هامبشر وأركنسو، إذ كان يتمتع كلينتون بشعبية عالية في هاتين الولايتين، إلا أن آل جور رد عليه قائلا إن علاقته بمونيكا لوينسكي دمرت فرصته بالفوز بالرئاسة وشكلت حملا ثقيلا على حملته من بدايتها، وانفجر الاثنان مكيلين لبعضهما البعض الشتائم.