سحب عدد من شركات النفط الكبرى عمالاً أجانب من العراق خشية أن يهاجم المسلحون من شمال البلاد حقول النفط الرئيسية التي تتركز في الجنوب برغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية لتشديد الأمن، بحسب ما نقله موقع "العربي الجديد" صباح اليوم. وتقبع نحو 71% من احتياطيات النفط العراقي في الجنوب، وتنتج حقول البصرة وبيسان (جنوب) نحو 90% من إجمالي إنتاج النفط في العراق. ويقول مسؤولون عراقيون إن المناطق الجنوبية آمنة تماماً من المسلحين الذين سيطروا على مناطق واسعة من شمال البلاد خلال أسبوع مع انهيار قوات الحكومة المركزية. وتقول الحكومة إن نحو 100 ألف شرطي مخصصين لحماية منشآت النفط يقفون في حالة تأهب قصوى وهم مسلحون جيداً. غير أن شركات النفط لا تخاطر عندما يتعلق الأمر بالعاملين من الخبراء الأجانب خوفاً من المسلحين. وبدأ القلق يتسلل إلى بعض المستوردين للخام العراقي بخصوص الامدادات. وقال الرئيس التنفيذي في بي.بي، بوب بادلي، وهي مستثمر رئيسي في العراق من خلال عملها في حقل الرميلة العملاق، في تصريحات للصحافيين في موسكو "نتوخى الحذر بشدة في العراق. الأشخاص غير المهمين بالنسبة للإنتاج غادروا. لكن العمليات متواصلة". وقالت نشرة (تقرير نفط العراق) المعنية بالقطاع، إن إكسون موبيل التي تطور حقل غرب القرنة -1 تخفض أيضاً مستويات العمالة. ورفضت الشركة التعليق. وفي مؤشر على القلق في الخارج، أخلت تركيا قنصليتها في البصرة المركز النفطي بجنوبالعراق، أمس الثلاثاء. وبرغم أن رحيل موظفين أجانب سيكون له تأثير محدود فقط على الإنتاج في المدى القريب، فإن خطر نشوب حرب أهلية أوسع قد يؤثر على الإنتاج ومن المؤكد أن يعطل خطط التوسع. وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس: إن أهداف نمو إنتاج النفط العراقي تبدو معرضة للخطر بشكل متزايد، وهو ما يبرز المخاطر المتنامية على الإمدادات الناجمة عن القلاقل السياسية والعنف في الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" مع ارتفاع الطلب بفضل تحسن الاقتصاد العالمي. وقالت شركات روسية إنها لم تقلص عدد موظفيها حتى الآن لكنها تدرس خططاً للطوارئ. وقال النائب الأول للرئيس التنفيذي لشركة جازبروم نفت، فاديم ياكوفليف، التي بدأت العمل في حقل بدرة، هذا الشهر للصحافيين يوم الثلاثاء "يقع حقل بدرة على الحدود مع إيران. يسير كل شيء وفق الخطة الآن لكننا نعمل على الخطة البديلة. بما في ذلك خيارات الإجلاء". ونصحت وزارة الخارجية الصينية المواطنين بتجنب السفر إلى العراق. وفي الهند، وهي مستورد رئيسي لنفط العراق ثاني أكبر منتج للخام في منظمة أوبك، قال مسؤول إن هناك مخاوف بشأن مستقبل الامدادات العراقية. وقال المسؤول في وزارة النفط الهندية إن الوزارة طلبت من شركات التكرير البحث عن بدائل. وتعمل كل شركات النفط الكبرى تقريباً مع بغداد في مشروعات مشتركة، ومنها إكسون موبيل، وبي.بي، ورويال داتش شل، وإيني، وجازبروم نفت، ولوك أويل وشركات صينية. وقالت مصادر أمنية تعمل في قطاع النفط إن الشركات ستشرع في عمليات إجلاء كاملة لمئات العمال الأجانب من العراق إذا حدث تصاعد كبير في العنف مثل وقوع هجوم كبير في بغداد أو البصرة.