في محاضرة ألقاها بنادي القصيم الأدبي مؤخرا طالب الشيخ د. حمود الحربي الأستاذ المساعد بكلية الشريعة في جامعة القصيم والمتخصص في الدراسات اليهودية ، كافة المؤسسات الثقافية في المملكة وفي الدول الإسلامية بإنشاء مراكز دراسات متخصصة في دراسة وتحليل الشخصية اليهودية لمواجهة التطرف اليهودي ، حسبما نقلت صحيفة "اليوم" السعودية . وقارن الحربي بين تزايد عدد مراكز البحوث المتخصصة في إسرائيل التي تعنى بدراسة الآخر وبالذات العرب والمسلمين، وقلة وغياب المراكز البحثية العربية والإسلامية المتخصصة في دراسة الشخصية اليهودية. وأكد خلال المحاضرة التي جاءت بعنوان " التطرف في الفكر اليهودي " ، أن التطرف اليهودي جزء من الشخصية اليهودية في كل زمان ومكان، مستشهدا بعدد من الآيات الشريفة، وما ظهر منهم من قتل للأنبياء. وبين الحربي أن فكر التطرف والغلو والإرهاب هو سمة لازمة في العقلية اليهودية وهي حقيقة شرعية في الفكر اليهودي، كما أوضح أن مصادر ذلك التطرف تأتي من التوراة المحرف، الذي وصفه بأنه سيف مسلط يستخدمه اليهود في قتل الناس، كما ورد ذلك في الإصحاح ال33 وفي سفر صمويل (الإصحاح 16) وسفر يوشع (الإصحاح السادس) وفي سفر التثنية (الإصحاح 23)، وتأتي من التلمود، والذي تجلت فيه أقوال الحاخامات. واستشهد بالكثير من النصوص على رأسها جملة تقول: "إن جميع الغويم يجب قتلهم دون استثناء" . كما ذكر أن البروتوكولات هي ثالث المصادر، وهي عبارة عن مقررات تقدم بها هرتزل، الذي قال في افتتاح المؤتمر الصهيوني عام 1897 «إننا اليوم سنضع حجر الأساس الذي سيأوي الأمة اليهودية". وقال - بحسب " اليوم " السعودية - إن التطرف يظهر في المجتمع اليهودي ومؤسساته المعاصرة عبر العديد من البرامج السياسية والانتخابية، مؤكداً أن الصوت الليبرالي والعلماني في الكنيست الإسرائيلي لا وجود له في ظل السيطرة الدينية، وموضحاً أن الأحزاب السياسية لا يمكنها أن تحكم منفردة دون الدخول في تحالف مع العديد من القوى والأحزاب الدينية المتطرفة مثل حزب شاس، الذي ما فتئ قادته يعلنون مظاهر التطرف ويدعون لها. وأوضح الحربي أن هذه التجليات جعلت الفرد الإسرائيلي يتقبل ويستمتع في منظر القتل الذي يُمارس ضد الفلسطينيين، مشيراً إلى أن رؤساء الحكومات الإسرائيلية لم يتسموا بالاعتدال منذ قيام الكيان الغاصب، وموضحاً أنه لم يجد فرقاً، من خلال رصده لمسيرة الحزبين المسيطرين في إسرائيل حزب الليكود وحزب العمل، وبين مغزى إطلاق مسمى إسرائيل على الدولة اليهودية، وهو - كما بينه – استدعاء الحس الديني في الفرد اليهودي. وقال د. حمود الحربي إن أحد مصادر التطرف اليهودي يكمن في مناهج التربية والتعليم في الكيان الصهيوني، حيث التلقين المستمر والممنهج للتطرف في المدارس والجامعات الإسرائيلية ، ملقيا الضوء على حادثة المسجد الإبراهيمي واستغلالها من قبل الساسة الإسرائيليين واستثمارها لبث روح الكراهية والتطرف إضافة إلى التأييد المطلق لها. وذكر أن فلسفة التربية في إسرائيل لا تنفك عن تطبيق الأيديولوجية اليهودية في عقول الطلاب، كما بين مدى سيطرة جهاز الشاباك على ثلث المدارس اليهودية.