العديد من الناس يتمنون حدوث تغييرات في حياتهم المهنية، وإذا حدث ذلك فإنهم يشعرون بالضيق والخوف. ولأن التغيير جزء لا يتجزأ من عالم الأعمال، وهو ضروري لبقاء المؤسسات ونمائها، عليك أن تتعلم كيف تتغلب على هذا النوع من المخاوف وتواجهها. هذه كانت مقدمة لتقرير "فوربس" هذا الشهر، وفيما يلي تفاصيل التقرير: أُجري حديث مع 5 خبراء، لمعرفة سبب خوف الموظفين من التغيير، وأنواعه التي يخشونها أكثر من غيرها، وكيف يمكنهم التغلب على مخاوفهم. يقول مايكل كير، متحدث عالمي في مجال الأعمال: "يخشى الناس التغيير في عملهم لأسباب عدة، فقد يكونون متخوفين من الفشل أو من النجاح أو من المجهول، أو حتى مخافة أن يبدوا حمقى." وتقول المستشارة المهنية فيليس: "الإنسان مخلوق يميل إلى ما هو مألوف، وأي تغيير في العمل قد يسلبه ذلك. وقد تكون مرحلة التغيير مليئة بالتوتر والقلق، مما يسبب مخاوف أخرى عديدة." أما د. تمار تشانسكي، مؤلفة كتاب (حرر نفسك من القلق- Freeing Yourself from Anxiety) فتقول: "إن التغيير في العمل هو واحد من أكبر مسببات القلق والتوتر للفرد." وتضيف: "الإنسان بطبعه يفضل الأمور المتوقعة والاعتيادية، وحين يجد نفسه فجأة بعيدا عن كل ما يألفه، يصاب بالتوتر." فيما توضح سارة مينكي، المؤسسة والمدير التنفيذي لشركة (برميير- Premier): "إن معظم الموظفين يشعرون بالقلق إزاء التغيير في عملهم ويقاومونه، لأنه يثير شكوكهم في قدراتهم وقيمهم، ولأنهم غالبا ما يربطونه بالسلبية. ويفكرون: "ما الخطأ الذي ارتكبته ليقرر مديري تغيير وضعي بهذا الشكل؟" أما جويس رينولدز، مستشارة وخبيرة مهنية، فترى بأن الموظفين يشعرون بالتوتر إزاء أدنى التغييرات. وأن أي شيء غير اعتيادي مهما كان ضئيلا، قد يؤثر عليهم ويغير من أمزجتهم. لكن ما هي أكثر أنواع التغيير التي يخشاها الموظفون؟ تقول رينولدز: "إن هذه التغييرات تتضمن: تعديل الوصف الوظيفي أو العلاوة أو الترقية أو التسريح أو تخفيض النفقات وغيرها". بينما يرى المستشار المهني ستيفر روبنز أن التغييرات الأكثر إثارة للقلق هي: الشائعات عن تسريح بعض الموظفين، أو بيع المؤسسة أو أي شيء يثير المخاوف من فقدان الفرد لعمله." وإليكم 10 نصائح من هؤلاء الخبراء، للتغلب على هذه المخاوف في العمل: 1. اعترف بالتغيير: إن أول وأهم خطوة يجب أن تتخذها لمواجهة مخاوفك، هي الاعتراف بوجود التغيير والقبول به، ثم التعامل معه. 2. اعترف بمخاوفك: عندما تخشى التغيير، دون مخاوفك على ورقة لتنظر إليها بموضوعية ووضوح، وتتوقف عن التفكير بها. ثم راجعها واحدة تلو الأخرى، وفكر فيما قد تفعله لو تحققت، فوضع خطة احتياطية يبدد مشاعر القلق. 3. تقبل مشاعرك وابحث عن الدعم: حين تمر بمرحلة تغيير من هذا النوع، فمن الطبيعي أن تشعر بالضيق. لذلك توقع أن تراودك المخاوف وتقبلها، وانشد الدعم ممن يشاركونك تجاربك وردود أفعالك ومشاعرك. وتحدث عن مخاوفك مع زملائك أو أصدقائك أو أفراد عائلتك لتشعر بالتحسن. 4. خصص وقتا للقلق: إن القلق يعرقل الإنتاجية ويعطل المزاج والروح المعنوية، فلا تدعه يسيطر على يومك بأكمله. وإذا كنت متوترا بشأن التغيير فخصص بعض الوقت من يومك للتفكير في الأمر، ويفضل أن يكون هذا الوقت خارج ساعات العمل. 5. تواصل مع الآخرين: إن التواصل واحد من أهم الخطوات للتغلب على الخوف؛ ففترات التغيير تتطلب إجراء تواصل واضح مع الآخرين مثل: زملائك ومديرك. واحذر من إهمال ذلك، لأنك ستلتفت حينها للشائعات التي ستزيد من قلقك. 6. كن إيجابيا: قد ينتج الخوف من التفكير بسلبية، أي من نظرتك للتغيير. لذلك فكر في مواقف مماثلة مررت بها في الماضي، وتساءل عن كيفية تعاملك مع تلك التحديات والمخاوف، وحاول أن تطبق ما فعلته الآن. 7. افهم التغيير ولتكن توقعاتك عنه واقعية: بداية التغيير قد تكون غير مريحة، لكن بعد مضي بعض الوقت يشعر المرء بالتحسن، لاسيما إذا كانت توقعاته عن هذا التغيير واقعية. 8. كن مرنا: تحل بالمرونة لتولي أي مهمة قد تكلفك بها المؤسسة. وحافظ على نظرتك الإيجابية واعتنق التحديات الجديدة، واترك انطباعا جيدا عن نفسك أمام مديريك. وحاول أن تتعامل مع التغيير بعقلية منفتحة على الرغم من المخاوف. 9. شارك في التغيير: تطوع في تنفيذ التغيير عبر المشاركة فيه، فذلك سيساعدك على فهمه أكثر ومواجهة مخاوفك منه. 10. خفف من توترك: التأمل من التقنيات الفعالة للحد من التوتر في العمل. ولا تحتاج لفعله إلا بضع دقائق فقط، من خلال الاسترخاء بعد انهاء واجباتك، وفي مكان هادئ دون مقاطعة، فالتأمل يهدئ الأعصاب.