تنحى قاضي إعادة محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك التي بدأت في القاهرة اليوم السبت عن نظر القضية لاستشعاره الحرج، وقرر إحالتها إلى محكمة استئناف القاهرة لإعادة تعيين دائرة قضائية أخرى لنظر القضية. وكانت المحاكمة قد بدأت أولى جلساتها لإعادة محاكمة مبارك ونجليه ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من كبار مساعدي الوزير بتهمة قتل متظاهرين خلال ثورة يناير 2011، كما يحاكم غيابيا في المحاكمة نفسها رجلُ الأعمال حسين سالم. وقال مراسل الجزيرة في القاهرة إن كافة المتهمين في القضية وصلوا إلى مقر أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس في القاهرةالجديدة، وأوضح أن مبارك دخل مقر المحاكمة على سرير طبي نقال مرتديا نظارة شمسية بصحبة نجيله علاء وجمال. وكان قد حُكم على مبارك بالسجن المؤبد خلال المحاكمة الأولى قبل أن تقضي محكمة النقض بإعادة محاكمته، وهذه أول محاكمة تقوم بإجراء التحقيق فيها نيابة الثورة التي شكلها الرئيس محمد مرسي كهيئة قضائية خاصة للتحقيق في الجرائم ضد الثورة. ونقل التليفزيون المصري لقطات للرئيس المخلوع مرتديا ملابس بيضاء ويشير بيديه من داخل قفص الاتهام، وكأنه يحيي الجماهير كما كان يفعل أثناء وجوده في السلطة. وقال عبد الفتاح فايد مدير مكتب الجزيرة في القاهرة إن المزاج العام مختلف خارج قاعة المحكمة عن المحاكمة الأولى للرئيس السابق ورموز نظامه، مشيرا إلى أن الأداء السياسي بعد الثورة وأحكام البراءة التي صدرت بحق عدد كبير من رموز النظام السابق ساهمت في هذا المشهد. وأضاف أن العشرات من أسر الشهداء ومصابي الثورة والعشرات من أنصار مبارك خارج قاعة المحكمة وقال إن الإجراءات الأمنية أقل بكثير مما كانت عليه في المحاكمة الأولى حيث غابت القوات المسلحة ومدرعات الجيش عن تأمين المحكمة. يشار إلى أن هيئة المحكمة التي تنحت عن نظر القضية كانت برئاسة المستشار مصطفى حسن عبد الله وهو رئيس هيئة المحكمة الخاصة فيما يعرف إعلاميا ب'موقعة الجمل' التي برأت جمع المتهمين، وهذه المحاكمة هي أول محاكمة تقوم بإجراء التحقيق فيها نيابة الثورة التي شكلها الرئيس مرسي كهيئة قضائية خاصة للتحقيق في الجرائم ضد الثورة.