حذّر رجل الدين التونسي فريد الباجي من أن السلفيين المتشددين في البلاد سينتقلون إلى من مرحلة التكفير الى مرحلة التفجير، كما حذّر من تحوّل تونس الى "غابة وفوضى كبيرة". ونقلت إذاعة "موزاييك أف ام" التونسية، عن فريد الباجي رئيس جمعية "دار الزيتونية" وخطيب جامع بلال في مدينة سوسة "150 كلم شرق"، قوله إن "فصيل السلفيين المنافس سيمر الآن من التنظير والتكفير إلى التفجير". وأشار الى أن تونس "ستصبح غابة وفوضى كبيرة"، وقال إن "الحركة الوهابية وخاصة الجهادية في تونس بعد أن انتقلت من مرحلة التنظير الى مرحلة التكفير، الآن ستمر الى المرحلة الثالثة مرحلة التفجير". ويأتي هذا التحذير فيما تزايدت ما توصف في تونس بأنها "استفزازات" التيار السلفي المتشدد، في أعقاب المواجهات التي جرت الاحد في مدينة سوسة داخل مسجد، والتي سقط خلالها عدد من الجرحى، بالإضافة إلى إقدام مجموعات من السلفيين على غلق عدد من الحانات في مدينة سيدي بوزيد. كما شهدت مدينة جندوبة "250 كلم غرب" ليلة السبت الأحد حملة على محلات بيع الخمر نفذتها مجموعة سلفية متشددة في خطوة أثارت خشية من أن تمتد الى بعض المدن السياحية الأخرى. ودفعت هذا الأعمال وزير العدل التونسي نورالدين البحيري إلى القول إن السلفيين "تجاوزوا كل الخطوط الحمراء.. وستتم معاقبتهم بحزم"، وذلك في أول رد فعل حكومي. وأضاف في تصريحات بثتها إذاعة "أكسبرس أف ام" التونسية، لقد "إنتهت الفسحة" التي منحتها الدولة للسلفيين، و"لن نسمح بإقامة دولة داخل الدولة وكان وزير العدل التونسي نور الدين البحيري حذر الاثنين من أن "الفسحة" التي منحتها الدولة للسلفيين "انتهت" وذلك في أول تعليق لمسؤول حكومي على مهاجمة سلفيين حانات مرخصا لها في مدينة سيدي بوزيد "وسط غرب" وإغلاقها بالقوة نهاية الأسبوع. وقال البحيري في تصريح اذاعي "أقول للناس الذين تمادوا كثيرا وظنوا أن الدولة خائفة منهم إن الفسحة انتهت.. ولن نسمح بإقامة دولة داخل الدولة" وذلك ردا على سؤال بشأن موقف السلطات من مهاجمة سلفيين حانات مرخصا لها وإغلاقها بالقوة في سيدي بوزيد. وقال شهود عيان ان "عشرات من السلفيين مسلحين بالهراوات والأسلحة البيضاء أغلقوا يومي السبت والأحد حانات مرخصا لها في سيدي بوزيد وأتلفوا محتوياتها واعتدوا على بعض روادها، كما أحرقوا مخزن خمور واربع شاحنات تملكها شركة لبيع وتوزيع المشروبات الكحولية". وأكدوا أن "مطاردات ومواجهات عنيفة جرت السبت والأحد بين السلفيين ومجموعات تضم تجار خمور وشبانا غاضبين من غلق الحانات، تم خلالها التراشق بالحجارة وتبادل إطلاق النار من بنادق صيد". وقال سلفي بمدينة سيدي بوزيد في شريط فيديو نشر الأحد على فيسبوك ان "الخمر يباع لغير المسلم.. لا نريد الفساد في البلاد.. ولن نسكت" مستنكرا إقبال "كل" شباب المنطقة على احتساء الخمور جراء فتح الحانات.