عبدالله المفلح التقرير الكندية لا يشك عاقل أن رضا السعودية لم يعد أولوية لدى أمريكا. فاعتماد أمريكا على النفط السعودي تقلَّص كثيرًا وسيتقلَّص أكثر في السنوات القادمة مع تطور تقنيات استخراج النفط الصخري الذي تمتلك منه أمريكا مخزونًا ضخمًا جدًا يجعلها في غنى عن النفط الخليجي. إضافة إلى حقيقة أن الخليج لم يعد أولوية أمريكية بالمقارنة مع شرق آسيا حيث يتمدد نفوذ الخصم اللدود، الصين، أكثر فأكثر. وبالتالي لم تعد أمريكا تعطي وجهة النظر الخليجية -والسعودية بشكل خاص- الأهمية ذاتها التي كانت تعطيها في السابق سواءً أغضب ذلك السعوديين أم لا، فأمريكا لا تعرف غير لغة المصالح. ولقد رأى الجميع كيف أن أمريكا تجاهلت رأي السعودية فيما يخص إسقاط نظام بشَّار، وكذلك رأيها فيما يخص التقارب الأمريكي الإيراني. ومع هذا فحين أرادت أمريكا صنع تحالف دولي ضد داعش اختارت الرياض "السنية" للإعلان عن تحالفها الذي انضمت إليه السعودية مباشرة! ورغم هذا، فلم تحصل السعودية على مكسب واحد، بعكس إيران التي لم تشارك بشكل علني ومع هذا حصلت على ورقة تفاوضية مجانية جديدة،"ورقة ابتزاز التحالف من خلال دعمها البري والاستخباراتي لعملياته"، وحصلت بالإضافة لهذه الورقة التفاوضية المجانية على ضوء أخضر يسمح لها بنقل قواتها البرية من إيران إلى العراق ومنها إلى سوريا. والجميع رأى كيف يتبختر قاسم سليماني في مناطق الصراع بحرية كاملة. ومع كل هذا ما زالت السعودية مستمرة في دعم هذا التحالف بشكل غير مفهوم، الأمر الذي دفع الدكتور خالد الدخيل، والدكتور عبدالله الشايجي عن الإعلان بصراحة شديدة عن دهشتهما العريضة من قيام السعودية ودول الخليج الأخرى بالمشاركة المجانية في هذا التحالف الذي بات غطاؤه الجوي يحمي الميليشيات الشيعية البرية لقاسم سليماني، والتي تقوم بتطهير المدن العراقية السنية من أهلها، ويحمي كذلك ميليشيات بشار وحزب الله في سوريا. مما يعني عمليًا أن التحالف الدولي يعمل في خدمة إيران وحلفائها! (يمكنك قراءة مقالة الدكتور خالد الدخيل "وهم الحل السياسي في سوريا"، ومقالة "أمريكاوإيران.. تناقضات الحلف المكشوف" للدكتور عبدالله الشايجي). لماذا تستخف أمريكا بنا؟ الجواب لا يحتاج إلى الكثير من الذكاء؛ لأنها تظن أن السعودية لم ولا ولن تفكر في فك الارتباط الاستراتيجي بها، مهما شجبت واستنكرت وغضبت. وهذا هو خطأ السياسة السعودية الكبير، اعتبار الحلف مع أمريكا زواجًا كاثوليكيًا ينتهي بالموت. فك الارتباط سيحصل عاجلًا أم آجلًا، فلماذا لا تبدأ السعودية بالتفكير فيه منذ اللحظة؟ السعودية في حاجة إلى رؤية جديدة، جريئة، وشاملة. في حاجة إلى أدوات ووسائل ديناميكية. وما نراه مع قدوم الحكم الجديد مطمئن ومشجع جدًا. يظهر ذلك في انفتاح السعودية على تركيا، وإعادة العلاقات مع قطر إلى طبيعتها، وفتح صفحة جديدة مع حماس، وإيقاف الشخصيات التي تؤثر داخليًا على وحدة الصف، وإطلاق سراح بعض المعتقلين السياسيين. بدأت السعودية تتلمس طريقها في رؤية المشهد كما هو، بعينيها، وليس بعيون أمريكية، دون عدسات محدبة تُضخم الوقائع فتُصيب بالهلع والفزع، أو عدسات مُقعرة تُصغِّرها فتُسبب الاستخفاف واللامبالاة الكارثيين. أمريكا ليست الله الذي يقول للشيء كن فيكون، ولم تعد كما كانت. ولم تعد إمكانياتها وجرأتها تسمح لها بالدخول في معارك جديدة. أمريكا منهكة، والأمريكان يعلمون ذلك. وإيران المحترفة باللعب على التناقضات تستخدم ذلك بشكل مدهش. أمريكا تفشل بشكل ملحوظ في خلخلة البلاد التي يحكمها نظام حكم مدعوم شعبيًا. رأيناها تطيح بتشافيز، ثم رأينا شعبه يعيده للحكم رغمًا عن أنفها، رأيناها تحاصر كوبا لإسقاط كاسترو فيظل كاسترو لعقود طويلة شوكة في بلعومها، رأينا بوتين رئيس روسيا يضغط عليها ويركعها، ورأينا طالبان تخرجها من أفغانستان ذليلة، ورأينا كوريا الشمالية تمسح فيها البلاط، وإيران تسخر منها. أمريكا تتعامل باحترام وندية مع الأقوياء، وباستهتار ولا مبالاة مع من يستمع إليها كثيرًا. إن لم يحترم الأمريكان السعودية ورأيها فيتكلمون معها كحليف حقيقي وقوي ينبغي أخذ مصالحه على محمل الجد؛ وإلا فعلى السعودية أن تعلق تحالفها معهم. فمن الواضح جدًا أن أمريكا تعمل اليوم ضد المصلحة السعودية متناغمة مع المصلحة الإيرانية في الكثير من الملفات، في العراقوسوريا واليمن والبحرين، ومن الخطأ أن تعتقد السعودية بعد كل هذه الشواهد التي تفقأ العين أن أمريكا لن تضحي بها! أمريكا تبتز البلاد غير الديمقراطية طوال الوقت، فتهددها بفتح ملفات حقوق الإنسان، وتحريك الأقليات، والحصار الاقتصادي ...إلخ، وكل هذا مفهوم ومنطقي من جهة كونها دولة عظمى تحاول السيطرة على المواقع ذات الأهمية بالنسبة إليها. لكن، ماذا لو زودت أمريكا العيار حبتين، وقررت استبدال حليف بحليف آخر تدعمه وتسمح له بابتلاع كل مناطق الحليف القديم؟! ما الذي على الحليف القديم أن يفعله لتأمين مصالحه؟ لنعترف بالحقائق، كما هي دون مبالغة. ودون أن نُقحم النوايا وشعارات الوطنية في الموضوع، فالوطنية كما يعلم الجميع هي آخر أسلحة المنافقين. وأرجوكم دون الاتهام بالإخوانية، تهمة الليبروجامية المحببة من الواضح جدًا أن الخارجية السعودية لا تقرأ بشكل جيد ما يجري من حولها؛ ولذا تفشل في الكثير من الملفات، مع كامل الاحترام لهذا الجهاز والقائمين عليه، لكن لسوء حظه فإن أقصى ما يستطيع بذله لم يعد كافيًا. فشل في لبنان، وفشل في سوريا، وفشل في العراق، وفشل في اليمن. زمن السياسات المحافظة البطيئة جاء لنا بالكوارث، حتى إن القرار الوحيد الصحيح والجريء وهو إرسال قوات درع الجزيرة إلى البحرين، خرج من وزير الداخلية الراحل الأمير نايف رحمه الله، كما يعلم الجميع. أسباب هذا الفشل متعددة وكثيرة ومتشابكة، لكن، هناك سببان رئيسان، الأول: أن خاطر أمريكا كان بمثابة العصا في الدولاب السعودي. لم تستطع الخارجية السعودية الوقوف على أرضية صلبة وراسخة حين يتعلق الأمر بالمصلحة السعودية في مواجهة المصلحة الأمريكية. لقد سلَّمت أمريكاالعراقلإيران، بشهادة الخارجية السعودية. وقفت أمريكا متفرجة على تدخل إيران بميليشياتها في العراقوسوريا، بشهادة الخارجية السعودية. وقفت أمريكا متفرجة على سيطرة الحوثيين على اليمن. لا تقلق أمريكا مطلقًا لوجود إيران على حدودنا الشمالية أو الجنوبية! نعم لدينا مصالح مشتركة مع الأمريكان، لكن حين تتعارض مصالحنا ومصالحهم علينا أن نُقدِّم مصالحنا أولًا، كما تفعل تركيا، الحليف القوي لأمريكا. السبب الثاني، هو طبيعة السياسة الخارجية السعودية، وهي طبيعة محافظة حد الشلل، مع كل أسف، والنتائج خير شاهد. السياسة هي فن الممكن. وهذا الممكن، مفتوح على مصراعيه، وقد يشمل التدخل في الشؤون الداخلية لمن يتدخل في شؤونك الداخلية، ودعم معارضات خصومك وإلهاب جبهاتهم بالمناوشات، وضرب اقتصادهم، ورفع القضايا في المحافل الدولية ضدهم ...إلخ. متى كانت آخر مرة استخدمت السعودية أيًا من هذه الأسلحة؟ لدى السعودية مشكلة مع الإسلام السياسي، لكنها غير مقتنعة حتى اليوم أنها مشكلة قابلة للحل أو الاحتواء، فهي تنظر لهذه المشكلة من خلال عدسة مُحدَّبة، وهذا يدهشني جدًا. لطالما عرفت السعودية كيف تحتوي جميع التيارات الإسلامية تحت جناحها بذكاء شديد، فما الذي تغير، وما الذي جعل السياسي السعودي يرى أن خطر الإخوان ثم داعش أكبر من خطر إيران التي تقف الآن على حدوده شمالًا وجنوبًا، والتي يبدو أن السياسي السعودي يرى خطرها من خلال عدسة مُقعرة؟! إنه التفكير الرغبوي الصرف للحكم القديم. التفكير غير القائم على رؤية المصلحة، لا أحب الإسلاميين؛ لذا فلن أتعامل معهم مطلقًا ضد عدونا المشترك. لكن، على الجهة الأخرى لا أحب الإيرانيين لكنني سأتعامل معهم ضد عدونا المشترك! أليست قاعدة مختلة بعض الشيء؟! ولاحظ أن إيران دولة قوية "ومدعومة أمريكيًا"، يجب أن نخشى منها في المقام الأول، وأما الإخوان وداعش فحركات مغضوب عليها أمريكيًا ودوليًا نستطيع الوقوف في وجهها بمساعدة العالم بسهولة. لقد فات السياسي السعودي أن يفكر في صحة افتراضاته حول انتصار الإخوان مع الربيع العربي انتصارًا كاسحًا، وحول كونهم سيمسكون لوحدهم بدفة السلطة، وحول أنَّهم سيتسببون بإشعال ثورة في الداخل السعودي! إنها افتراضات غير دقيقة ولهذا قادت تلك الافتراضات غير الدقيقة إلى خشية متوحشة لم يكن لها ما يبررها. إنَّ مصر مستقرة وقوية تحت حكم الإخوان أرحم ألف مرة من حكم عسكري فاشي يقتل شعبه، ويفشل في إدارة البلد، ويدعم نظام بشَّار، ويشحذ النقود، ثم يشتم من يتصدق بها عليه! وفات السياسي السعودي أيضًا أن يفكر في صحة افتراضاته حول تركيا التي قاطعها لأن حكومتها بنكهة إخوانية كما يقول البعض، رغم أن هذه الحكومة موجودة منذ عام 2002! فأين التثوير الإخواني الانقلابي الذي دعمه الإخوان الأتراك ضد حكومات الخليج؟! هل يذكر لنا التاريخ موقفًا سياسيًا واحدًا وقفت فيه تركيا مع أعداء الخليج؟! إننا لسنا في حاجة إلى أعداء متخيلين؛ فالأعداء الحقيقيون يعلنون عداوتهم لنا ليل نهار وبوضوح شديد. فلماذا نحارب طواحين الهواء، بينما سيوف الأعداء وسكاكينهم تُحد لنا في العلن. هناك أمرٌ آخر أيضًا، كيف ستقاتل السعودية داعش " المتطرفة " دون وجود طرف " معتدل " في صفها يعطيها غطاءً ويضفي على عملها الشرعية الدينية المطلوبة، وإلا استخدمت داعش حرب السعودية على الإسلام المعتدل والمتطرف على حد سواء على أنه حربٌ على الإسلام، وهو ما تنجح داعش بفعله بشكل مؤثر ومفيد؟ لا شك أن الحكم الجديد في السعودية يملك رؤية مختلفة عن السابق، فهو يأتي وقد رأى مفاعيل وضع الإخوان على قائمة الجماعات الإرهابية؛ فمصر في انهيار على كل الأصعدة منذ الانقلاب العسكري، وليبيا في فوضى بسبب دعم حفتر، واليمن سقطت بيد الحوثيين بعد ضرب الإصلاح، والاحترام الشعبي للسعودية بصفتها الطرف الذي عُرِف بالحياد تقلَّص بسبب تدخلات الحكم القديم ودعمه لجماعات مكروهة شعبيًا. اليوم، نحن أمام واقع جديد، ومختلف. واقع يجبرنا على أن نأخذ زمام الأمور بأنفسنا، دون انتظار الضوء الأخضر الأمريكي. حسنًا، ما الأوراق التي في يد السعودية والتي قد تجبر الحليف الأمريكي على إعادة النظر في علاقته مع السعودية؟ بدلًا من وضع كل البيض في السلَّة الأمريكية، لمَ لا يكون لنا سلَّة تحالفات، لمَ لا نقترب من روسيا، أو الصين؟ هذا بالطبع تزامنًا مع ما هو أجدى وأكثر نفعًا من كل دعم خارجي، ألا وهو الداخل؛ فلا شيء أقوى بعد الله سبحانه وتعالى من شعبك. لقد أنهى الربيع العربي كذبة الخارج الضامن. فهذا الخارج سواء أكان أمريكا أو فرنسا أو بريطانيا لم يستطع حماية زين العابدين ولا حسني مبارك ولا علي صالح ولا بشَّار، رغم انتكاسات الربيع العربي. التفاف شعبك حولك هو الضمانة الوحيدة. إشراك الشعب من خلال برلمان شعبي منتخب ممثل لكل شرائح المجتمع، مع قضاء مستقل ونزيه، وجيش وطني حديث ومتطور؛ كل ما سبق هي خطوات مهمة على الطريق الصحيح توقف الابتزاز المستمر من لدن الأمريكان والغرب، وبالتأكيد لن يعجب هذا الأمريكان، لكن ليشربوا ولو مرة من ماء الخليج! على مستوى التحالفات الإقليمية، تستطيع السعودية أن تضغط على الأمريكان من خلال تأمين حلف سني مع تركياوقطر ومصر وبعض الدول العربية الأخرى، يعمل بعيدًا عن المجال المغناطيسي الأمريكي، هذا الحلف قد يساعدها على بناء قوة مشتركة لا تجعلها أسيرة التمدد الإيراني الذي يخوفنا منه الأمريكان طوال عقود. وحتى يتمدد النفوذ السعودي؛ لا بد من تقَّلص النفوذ الإيراني، وتقليص النفوذ الإيراني يبدأ أولًا من دعم مساعي إسقاط نظام بشَّار الحليف لإيران وحزب الله، بدعم الثوَّار عسكريًا، ودعم الائتلاف سياسيًا، ودعم الأكراد في العراق كي يقفوا في وجه ميليشيات إيران في العراق، مع دعم سنَّة العراق بكل ما يلزم للوقوف في وجه ميليشيات إيران وحكومتها في العراق، ودعم سنَّة لبنان دعمًا حقيقيًا، يختلف عن السابق الذي كان يضيع هدرًا. هذا الدعم قد يجعل حزب الله يراجع حساباته بخصوص تواجده في سوريا. وتحريك قضية الأحوازيين ودعمهم، ودعم حركة مجاهدي خلق، والحركات المعارضة لحكومة الملالي في إيران. ودعم الحركات الباكستانية والأفغانية على الحدود مع إيران. في اليمن تستطيع دول الخليج جمع اليمنيين، وخصوصًا القوة الضاربة التي يمثلها تيار الإصلاح والعشائر، ومن ثم تزويدهم بالعتاد العسكري المطلوب؛ بل وإذا احتاج الأمر التدخل بريًا بطلب من الحكومة اليمنية (ذات الحجة التي يحتج بها الإيرانيون في وجود قواتهم على الأراضي العراقية)، هذا سيطرد عصابات الحوثي ويعيد الأمور إلى نصابها في اليمن، فاليمن لقمة كبيرة على الحوثي، وأهلها عصيون جدًا ضد الحكم الحوثي إن قرروا المقاومة. زد على هذه الورقة ورقة حماس، والتي يمكن للسعودية سحبها من إيران، وجعلها في صفها، مما يضغط على حليف أمريكا الآخر، إسرائيل، الذي سيضغط على الحكومة الأمريكية لإصلاح علاقتها مع السعودية. ما أقوله باختصار هو أنَّ على السعودية أن تنزل إلى ساحة الصراع الإقليمي فتزاحم الإيرانيين وتتدخل في شؤونهم كما يتدخلون في شؤونها وشؤون العرب. يجب أن تتلقى إيران الصفعات هي أيضًا. كل هذا بعيدًا عن طلب الضوء الأخضر الأمريكي؛ لأنه لن يأتي أبدًاً. إيران في وضع اقتصادي سيئ، وهي تعلم جيدًا أنها لن تستطيع تمويل جماعاتها في اليمن والعراقوسورياولبنان دون رفع العقوبات الدولية عنها، ولهذا تبتزها أمريكا من هذه الزاوية. يجب أن تستمر أسعار النفط منخفضة؛ فهذا يضعف موقف روسياوإيران، ويقوي موقف المملكة سياسيًا، الأمر الذي يسمح لها بالضغط على روسيا فيما يخص الملف السوري. كل هذا بالإضافة إلى ما ذكرته آنفًا حول أن تسخين الجبهات الحدودية لإيران كفيل بإنهاكها، فهي موزاييك هش جدًا عرقيًا، حتى في حال تم رفع العقوبات الدولية عنها. وأخيرًا على السياسي السعودي أن لا يغفل عن حقيقة أن السعودية بلد يضم الحرمين الشريفين، قبلة أكثر من مليار مسلم، وهي بلد مقدسة جدًا ومحترمة بالنسبة للمسلمين في جميع أصقاع الأرض؛ فعلى أمريكا أن تفكر عشر مرات قبل أن تفعل ما من شأنه دفع السعودية لاستثمار هذا الخزَّان البشري الضخم. يُقال إن كل تغيير لا بد له من جناحين: القدرة والإرادة. هل تستطيع السعودية أن تفعل ذلك؟ الجواب، نعم. هل تريد؟ هذا هو السؤال الكبير.