يجمع محللون أمريكيون على أن العمل العسكري في العراقوسوريا يسير دون استراتيجية سياسية واضحة، مشيرين إلى أن هدف الإدارة الأمريكية في تدمير تنظيم داعش يتطلب وجود حكومات قوية في كل من العراقوسوريا، وهو الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن، وبهذا فإن غياب استراتيجية حقيقية سيقوض أي نجاح عسكري. ووفقا لتقرير صحيفة "مكة أون لاين" صباح اليوم الخميس، قالت الخبيرة الأمريكية في شؤون الشرق الأوسط مارينا أوتاواي «حتى الاستراتيجية العسكرية تمثل إشكالية بحد ذاتها، فواشنطن تعتمد في قتال داعش على الضربات الجوية دون وجود قوات برية على الأرض. ولا يمكن أن تحسم المعركة مع داعش بالاعتماد على بقايا الجيش السوري والبشمركة في العراق، أو تدريب قوات المعارضة السورية في عدة أشهر للقيام بالمهمة». ورأت أوتاواي أنه لن يكون بالإمكان «تقويض جاذبية أفكار داعش وبالتالي حسم المعركة إلا بتفعيل الدور السعودي، في تصحيح المفاهيم وإبراز الصورة الصحيحة لتعاليم الإسلام التي يسعى المتطرفون لتشويهها بممارساتهم هذا أولا». وأضافت «ثانيا؛ إن السعودية لديها خبرة أكبر بكثير من التحالف في التعامل مع القبائل العربية في العراق وغيره من الدول، ناهيك عن قدرتها على إقناع زعماء العشائر واستمالتهم للتصدي للإرهابيين أكثر من الولاياتالمتحدة، لأن جميعهم يكرهون داعش ولا يثقون بأمريكا التي خذلتهم في الماضي». من جهة ثالثة، فإن الولاياتالمتحدة، وفقا لأوتاواي «هي التي تنكبت عن وعودها للسعودية بإقصاء بشار الأسد من الحكم قبل عام، ولم تستمع إلى قادتها حين طالبوها بتسليح المعارضة ناهيك عن ضيق السعودية من نتائج سياسة أمريكا الخاطئة في العراق التي أدت إلى تزايد نفوذ إيران في بلاد الرافدين طيلة السنوات الثماني الماضية التي تسلم فيها نوري المالكي رئاسة الوزراء». وحسبما يراه المحللون فإن هناك استياء خليجيا عند مناقشة موضوع الإرهاب، ذلك لأن الولاياتالمتحدة «تحصر الإرهاب في السنة فقط، بينما تغض الطرف عما يقوم به حزب الله في سوريا والميليشيات الشيعية في العراق وبدعم من إيران، وبدلا من ذلك تواصل التفاوض مع إيران حول برنامجها النووي وكأنها تكافئها على ما تقوم به». وأضافوا أن السعودية «أثبتت أنها دوما الحليف الإقليمي القوي الذي يمتلك أوراقا متعددة ولا يتردد أو يتراجع، بينما تتسم مواقف دول أخرى في المنطقة مثل تركيا بالتناقض، ومن ثم فإن نجاح تطبيق استراتيجية سياسية في المنطقة لمرحلة ما بعد داعش سيعتمد بشكل كبير على إسهامات السعودية». مطلوبات ومحاذير: ------------------- حشد الإمكانات السياسية والأيديولوجية لكسب المعركة. تأسيس حكومة عراقية تشمل أطياف المجتمع كافة. تقوية الجيش السوري الحر لتعزيز مكاسبه الميدانية. الحرب ضد داعش في سوريا تدعم سلطة بشار. الإبقاء على نظام الأسد يعزز قبضة إيران في المنطقة. إشراك طهران في التحالف يثير قلق دول المنطقة.