الأيام البحرينية العشق في المجتمعات الشرقية، ولاسيما المحافظة منها، يتسبب في إذلال صاحبه، وربما دفعه إلى الجنون والهلاك وخسارة النفس والمال والأهل والكرامة والمصالح على نحو ما حدث مع المجنونين قيس بن الملوح وقيس بن الذريح الشهيرين بمجنون ليلى ومجنون لبنى على التوالي. فعلى الرغم من ادعاء البعض بأن ما ينطوي عليه العشق ليس إذلالا وانما تضحية وعطاء وتنازل يدلل به العاشق على صدق عشقه، فقد قيل أن الجنون فنون والعشق فن من فنونه، وسُجل عن بعض الحكماء قولهم في العشق قديمأ: « كيف نمدح أمرا يمنع القرار ويسلب النوم ويتسبب في الاذلال ويوله العقل ويحدث الجنون بل هو نفسه الجنون. وفي السياق ذاته قال بعض العشاق: قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم العشق أعظم مما بالمجانين العشق لا يستفيق الدهر صاحبه وإنما يصرع المجنون في الحين وقد عكس غوار الطوشي (دريد لحام) هذا في إحدى مسرحياته حينما قال: «يييه.. يضرب الحب شو بيذل». وفي الأدب العربي يمكن العثور على آلاف الأبيات الشعرية التي تصف لوعة العاشق وما يلاقيه من كمد وقهر وإذلال على يد محبوبته. ويقول جهاد فاضل في القبس الكويتية (6/6/2011) تحت عنوان «التراث العربي.. وجدلية الحب والذل»: « من يستمع إلى الغناء العربي الذي كان سائداً في النصف الأول من القرن العشرين، على وجه الخصوص، وبطلا هذا الغناء هما محمد عبدالوهاب وأم كلثوم، يلفته ورود عبارات «الذل» و«التذلل» في مخاطبة الحبيب، فالمحب يبذل نفسه حتى التهكلة من أجل أنْ يَرضى الحبيب عنه، أو انْ يعود اليه بعد هجرٍ قاسٍ، ولا يتردد المحب في ترداد كل العبارات التي تفيد تعلقه ولوعته وشوقه، والتصاقه اللا واعي به، وعدم قدرته على نسيانه، وكثيرا ما يُدلي المحب بالذل الذي حلّ به، لا كدليل على عاطفته وحسب، بل على أمر واجب الوجود لعزة جمال المحبوب نفسه. وللتدليل على صحة قوله يستحضر صرخة أم كلثوم «عزة جمالك فين.. من غير ذليل يهواك» في أغنيتها «يا اللي يشجيك أنيني». ويعلق قائلا: «اي أنّ مقام جمال المحبوب لا يكتمل من دون ذليل قريب منه، فالذل في الحب إذن من لزوميات الحب، ومن دونه يفقد عرش الجمال سادنا من سدنته، وعلى «الجميل» ألا يمتطي صهوة الغرور ولا يلتفت الى من يهيم به، فمن دون هذا الهائم العابد المستميت في حبه، المنقطع الى تمجيد معبوده، لا يكون هناك جمال ولا اعتزاز به». على أنّ قصيدة «يا باخلا بالوصل» تظل، دون شك، واحدة من أجمل قصائد عتاب المحبين وأقواها، وأكثرها صرامة لجهة لوم العاشق لمعشوقته على إذلالها له. والقصيدة قديمة نُظمت في القرن الثامن عشر الميلادي، وقرأها ورددها الكثيرون، وغناها العديد من مطربي الصوت الخليجي إبتداء من ضاحي بن وليد في البحرين وانتهاء بعوض الدوخي في الكويت ومحمد علي سندي في الحجاز، كما استخدم مطرب القدود الحلبية السوري صباح فخري مطلعها كموّال في بعض أغانيه. وينسب البعض خطأ القصيدة لشعراء من اليمن، فيما الحقيقة هي أن صاحبها هو أحد سلاطين الأسرة البوسعيدية الحاكمة في سلطنة عمان الشقيقة. وهذه الأسرة كما هو معروف أسسها في عام 1744 الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي الملقب بالمتوكل على الله والذي ينحدر من ذرية هناءة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبدالله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبدالله بن نصر بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. ويمثل صعود الإمام أحمد البوسعيدي، الذي كان تاجرا وفارسا مقداما، فولاه سلطان اليعاربة «سيف بن سلطان» ولاية صحار، بداية حقبة جديدة في التاريخ العماني. ذلك أنه تولى الإمامة نزولا عند رغبة أهل الحل والعقد في البلاد، بسبب مواقفه وشجاعته في التصدي للغزاة الفرس، وإخماد الفتن الداخلية، وإعادة توحيد أقاليم البلاد، وإنشاء قوة بحرية كبيرة تحت قيادة إبنه هلال تمكنت من الوصول إلى ميناء فاو العراقي والسيطرة عليه وإجبار العثمانيين على دفع رسوم حماية على سفنهم العابرة للخليج. ومما لا شك فيه أنّ الدور الذي قام به في تثبيت دعائم الحكم قد استغرق منه الكثير من الجهد ولعل أبرز المشاكل التي واجهته في مستهل عهده ثورات اليعاربة ضده بسبب فقدانهم الحكم، ثم تمرد بعض القبائل في منطقة الظاهرة، إلا أنّ الرجل، الذي كان معروفا بشخصيته القوية القادرة على الحسم واتخاذ القرارات المناسبة، استخدم أسلوب القوة حينا واللين في كثير من الأحيان، كما عمدَ إلى أسلوب المصاهرة بهدف التقرب مع القبائل المناوئة له، وحرصَ على توثيق علاقاته مع القبائل العربية القاطنة في جنوب فارس ومنطقة عربستان، وتحالف مع قبائل بني كعب عند شط العرب ونهر القارون، وتوطدتْ علاقاته مع قبائل بني معن القاطنة بالقرب من بندر عباس مما حال دون نجاح الشاه الفارسي كريم خان زند في السيطرة على تلك المناطق وقتذاك. والحقيقة أنّ علاقاته امتدت إلى الهند، حيث ساعد «شاه علم» إمبراطور المغول، وعاونه في حربه ضد القراصنة الذين كانوا يعوقون التجارة بين منغلور على ساحل الهند الغربي وبين مسقط، وقد تُوجت هذه العلاقة بإبرام معاهدة 1766 التي نصت على استمرار علاقات الصداقة وإنشاء دار في مسقط لمبعوث الحاكم المغولي الهندي الذي أصبح يعرف ب «بيت نواب». ويمكن القول أنّ عُمان شهدت في سنوات حكمه الأربعين نوعا من السلطة المركزية والوحدة القبائلية وإزدهار الأنشطة الاقتصادية، وعودة الحركة إلى الموانىء العمانية، وامتلاك البلاد لقوة بحرية مهابة بدليل استنجاد الدولة العثمانية بها في عام 1775 لفك الحصار الذي فرضه الفرس حول البصرة حيث أرسل الإمام أحمد مائة مركب تقودها السفينة الضخمة «الرحماني» إلى شمال الخليج للقيام بالمهمة المطلوبة. وقد كافأ العثمانيون العمانيين بخراج البصرة لفترة من الزمن تقديرا لإنجازهم العسكري الرائع في دحر الفرس. وكل هذا ساهم، بطبيعة الحال، في ترسيخ مكانة وهيبة ونفوذ عمان، الأمر الذي مهد للسلطات الهولندية والانجليزية والفرنسية الاعتراف بالسيادة العمانية على كثير من شواطىء الخليج والمحيط الهندي، والنفوذ في شرق أفريقيا أيضا. وحينما توفي الإمام أحمد في سنة 1783 في الرستاق، التي كان قد اتخذها عاصمة له، خلفه في العقود التالية عدد من الأئمة والسلاطين الذين نقلوا العاصمة من الرستاق الى مسقط، فيما عانت البلاد من فترات من الضعف والانكماش والتخلف والاحتراب الاهلي. أما الشخصية التي حكمت مباشرة بعد وفاته فهي ابنه الرابع الإمام سعيد بن أحمد بن سعيد البوسعيدي. حيث بويع هذا بالإمامة نظرا لمرض أخيه الأكبر هلال الذي كان غير قادر على الحكم بسبب مرض في عينيه. غير أنّ حكم الامام سعيد لم يدم طويلا، لأنه بحسب بعض المصادر كان زاهدا في الحكم والادارة، وبحسب مصادر أخرى أرغم على التنازل لصالح إبنه حمد في عام 1779. وأيا كانت الحقيقة فإن الابن حمد تولى زمام الأمور واتخذ من مسقط مقرا للحكم، بينما بقي والده سعيد في الرستاق. ومع مضي الأيام تزايدت قوة ونفوذ حمد حتى أصبحت السلطة الفعلية في يده.وبعد موته في عام 1792 آلت أمور الحكم في مسقط إلى عمه السيد سلطان بن أحمد بن سعيد، فيما استعاد والده الإمام سعيد السلطة في الرستاق، ولم تلبث أمور البلاد أنْ خلصت للسيد سلطان بعد موت أخيه سعيد بن أحمد، وساس الناس سياسة محمودة وسار على وتيرة أبيه الإمام أحمد بن سعيد وزاد في بذل المال فكان لا يرد سائلا، ولا يدخر عن قومه شيئا يستطيع بذله لهم، فأحبه الناس ووقروه واحترموه. والحقيقة أنّ عهد السلطان سلطان بن أحمد البوسعيدي ما بين عامي 1792 و1804 شهد استتباب الأمن في الربوع العمانية، وكسبْ ود القوتين العالميتين الكبيرتين البريطانية والفرنسية، وإخضاع جزيرتي قشم وهرمز الفارسيتين وميناء بندر عباس لتأمين خطوط الملاحة والتجارة المارة في الخليج العربي، وتوقيع معاهدة تجارية هامة مع شركة الهندالشرقية، وذلك طبقا لما ورد في كتاب البريطاني «جون كيلي» الموسوم ب «بريطانيا والخليج 1795-1870». كما قام هذا الحاكم العماني بفرض نفوذه على موانىء بلوشستان مثل مينائي شهبار وغوادر، الأمر الذي أدى توثيق الصلات بين عمان وبلوشستان وازدياد هجرة البلوش إلى عمان بأعداد كبيرة. وقد خلفه في حكم عُمان، من بعد مقتله، ابنه الشهير السيد سعيد بن سلطان الذي يعتبر عهده من أزهى العصور التي مرت على عُمان خلال القرن التاسع عشر إن لم يكن أكثرها ازدهارا رغم الصعوبات الكثيرة التي واجهته في بناء الدولة. ويرى المؤرخون أن السيد سعيد بن سلطان هو بلا شك من أبرز الشخصيات في أسرة البوسعيد التي لعبت دورا في تاريخ عُمان والخليج وشرق إفريقيا، لا بل من الشخصيات الهامة جداً في تاريخ العرب الحديث والمعاصر لأعتبارات كثيرة منها تأسيسه لإمبراطورية عمانية واسعة امتدت من بندر عباس الى زنجبار، وإقامته لعلاقات دبلوماسية وتجارية مع الولاياتالمتحدة، وشرائه لأسلحة امريكية لدعم قوته العسكرية الضاربة وتأمين حدود امبراطوريته الواسعة، ودخوله في علاقات اقتصادية مع الهند والصين وجنوب شرق آسيا وسيلان وايران، وتحقيقه لإستقرار داخلي استمر طوال مدة حكمه التي دامت نصف قرن من عام 1806 وحتى وفاته في عام 1856 على ظهر السفينة فيكتوريا بالقرب من جزيرة موريشوس. كل ما سبق كان مجرد توطئة للحديث عن الإمام سعيد بن الامام أحمد بن سعيد البوسعيدي، ثاني حكام الدولة البوسعيدية المولود في عام 1774 والمتوفى بمرض الجدري في عام 1821 أي بعد وفاة ابنه حمد وبعد مقتل خليفته السلطان سلطان بن أحمد الذي سبق وتحدثنا عنه في السطور السابقة. ويصف نور الدين عبدالله بن حميد السالمي الإمام سعيد في كتابه «تحفة الأعيان بسيرة أهل عُمان» بالأديب والشاعر، لكنه يضيف قائلا أنه «لم يعدل في ملكه ولم يرض المسلمون عنه» فخرج عليه شيخ من كبار رعاياه إسمه ناصر أبي نبهان، الأمر الذي أدى إلى اضطراب أمره وضعضعة مكانته. وقد ثبتَ أنّ الإمام سعيد البوسعيدي كان شاعرا لبيبا فصيح اللسان، وعارفا بمعاني الشعر وبيانه، وقادرا على التمييز ما بين الركيك والحسن منه، على الرغم من أنه كان شاعرا مقلا لم يكتبْ سوى قصائد معدودة ظهرتْ في كتابي «الموجز المفيد، نبذ من تاريخ آل بوسعيد» و»الطالع السعيد، نبذ من تاريخ الإمام أحمد بن سعيد» لسيف بن حمود بن حامد البطاشي، وكتاب «تحفة الأعيان» للسالمي، وكتاب «شقائق النعمان على سموط الجمان في أسماء شعراء عمان» لمحمد بن راشد الخصيبي. من أشهر هذه القصائد على الإطلاق قصيدة «يا باخلا بالوصل»، ثم تليها قصيدة بعنوان «لهفي»، وأخرى بعنوان «مصاب جلل»، وثالثة بعنوان «حمد»، إضافة إلى قصائد له في الإخوانيات والمراسلات بينه وبين أخيه السيد سلطان. وجميع هذه القصائد تؤكد أن شعر الإمام سعيد البوسعيدي تتميز ب «رقة تراكيبه اللغوية وبراعة أخيلته وبديع تصويره» طبقا لما جاء في موسوعة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري. وإذا كانت قصيدتا «مصاب جلل» و»حمد» قد نظمهما الإمام الشاعر في رثاء ولده فعبّر من خلالهما عن تجربته الخاصة في فقد الإبن بلوعتها ومرارتها، فإنه لا يُعرف تحديدا من هي تلك المرأة التي أحبها فخانته وغدرتْ به فجعلته ينظم قصيدته الخالدة «يا باخلا بالوصل» التي تقول أبياتها: يا من هواه أعزه وأذلني كيف السبيل إلى وصالك دلني وتركتني حيران صباً هائماً أرعى النجوم وأنت في نوم هني عاهدتني أنْ لا تميل عن الهوى وحلفت لي يا غصن أن لا تنثني هبّ النسيم ومال غصنُ مثله أين الزمان وأين ما عاهدتني جاد الزمان وأنت ما واصلتني يا باخلاً بالوصل أنت قتلتني واصلتني حتى ملكت حشاشتي ورجعتَ من بعد الوصال هجرتني الهجر من بعد الوصال قطيعة يا ليت من قبل الوصال تركتني أنت الذي حلفتني وحلفت لي وحلفت أنك لا تخون فخنتني لما ملكت قياد سرى بالهوى وعلمت أني عاشق لك خنتني ولأقعدن على الطريق فاشتكى في زي مظلوم وأنت ظلمتني ولأشكينك عند سلطان الهوى ليعذبنك مثل ما عذبتني ولأدعين عليك في جنح الدجى فعساك تبلى مثل ما أبليتني لقد شدتْ هذه القصيدة اهتمام الكثيرين، وخصوصا بعدما أديتْ كأغنية ملحنة، وآية ذلك قيام أحد الشعراء بكتابة رد عليها على لسان المرأة المعنية. وقد أخذ الرد الشكل التالي: يا أيها السلطان حسبك أنني أسرعتُ لما قيل أنت طلبتني وأتيتُ لكن ما رأيتُ بداركم من جاء يشكوني فكيف دعوتني فابعثْ إليه الآن يأتي مسرعا إنْ لم «أراه» الآن ما أنصفتني ولتستمع مني فقلبي يشتعل أرجوك قبل سماعي لا تحتجني وإنْ اكتفيتَ أو احتكمتَ لزعمه فلقد ظلمتَ الحب ثم أهنتني قل للذي مني تشاكى قائلا إن الهوى قد ذلّه وأعزني هيهات أنْ يعتز يوما بالهوى منْ بالهوى يرضى وكيف سيعتني إنّ الهوى بالذل دوما يكتسي من يرتدي ثوب الهوى فسينحني فانظر إلى جسدي ووجهي ذابلا إنْ لم تر ذلا عليه لعنتني إنْ لا يهنىء بنوم جسمه أينام جسمي يا إمام خذلتني قلي بربك هل ينامُ متيمٌ إنْ كنتَ تعرفُ من ينامُ أجبتني أما الخيانة للعهود فليته لم ينطق اللفظ الذي قد هدني أنا ما ظلمتُ ولا هجرتُ وصاله بل كلما قلتُ الوصال يردني لم ينثني غصنُ المحبة إنما أنت الذي فيما ادعيتَ ذبحتني تبت يدي إن كنتُ أبخل وصلكم احترتُ فيما تدعي حيرتني أنت الذي أخفيتَ في القلب الهوى وكتمتَ حبك لي وما صارحتني فلئن دعوتَ عليا في جنح الدجى فالله حسبي منك إن هددتني ولئن قعدتَ على الطريق لتشتكي فلأصبرن عليك إنْ آذيتني كما قام شاعر آخر بتشطير القصيدة كما يلي: يا من هواه أعزه وأذلني أبشر بذل مثلما أذللتني ستعود بعد الذل تصرخ قائلا كيف السبيل إلى وصالك دلني وتركتني حيران صبا هائما أبكي عليك وأنت ما واسيتني جعلت ليلي كالنهار بطوله أرعى النجوم وأنت في نوم هني عاهدتني ألا تميل عن الهوى ماذا جرى لهواك حتى ينحني أنسيت أم نسيت أنك قلت لي وحلفت لي يا غصن ألا تنثني هب النسيم ومال غصن مثله وغدى نسيمك كالرياح فجعتني أتعطلت قيم المحبة عندكم أين الزمان وأين ما عاهدتني جاد الزمان وأنت ما واصلتني قل لي لماذا يا خليل خذلتني أتظن أن الوصل مالٌ ينتقص يا باخلا بالوصل أنت قتلتني واصلتني حتى ملكت حشاشتي ثم اختفيت عن الورى حيرتني أحييت قلبي وأطمئن مع الهوى ورجعت من بعد الوصال هجرتني الهجر من بعد الوصال قطيعة وجريمة كبرى بها أتعبتني أحييتني يا هاجري وأمنيتني ياليت من قبل الوصال تركتني أنت الذي حلفتني وحلفت لي أغلظت بالأقسام حين عرفتني أخلفت عهدك والعهود غليظة وحلفت أنك لا تخون، وخنتني لما ملكتَ قياد سري بالهوى فرّطتَ فيما حزته وأضعتني وأضعت حبي من يديك وكنزه وعلمتَ أني عاشق لك فخنتني فلأشكينك عند سلطان الهوى ليرى وفائي للهوى ويضمني وسيستمع مني الحقيقة كلها ليعذبك مثل ما عذبتني ولأقعدن على الطريق وأشتكي كي يعلم العشاق من منا الغني وسينظرون إلي من نور الهوى في زي مظلوم وأنت ظلمتني ولأدعين عليك في جنح الدجى لترى العدالة مثلما أوهمتني هذا هو العدلُ الذي لك ينبغي فعساك تُبلى مثل ما أبليتني.