شاعرتنا لهذا العدد شاعرة حلقت بعيدا في فضاء الشعر ، فكانت قصائدها تنساب بعذوبة ورقة النسيم بدأت مشوارها مع القصيدة في وقت مبكر وتلقت التشجيع من والدها ، فكانت ترسم قصائدها بروح الفنانة الرائعة كما تُرسم لوحة لمنظر الشمس وقت الغروب ، كيف لا وهي خريجة كلية التربية الفنية ، فجمعت بين هوايتين كلتاهما تمنحنا الجمال والبهجة . أبحرتُ في قصائد شاعرتنا العذبة الروح العالية الأخلاق ، فكانت لي وقفات مع أبياتها تأملوا معي رقة وعذوبة الحرف . ما عشقتك قبل لا البس عباتي ........بس عشقي جا بعد فرض احترامك ناظر عيوني حزينه يا شفاتي ........ناظر أحلامي تهاوت من هيامك هنا تسكب العطر في بيتين رائعين ، ونجد تصويرا رائعا لما تشعر به الشاعرة ، فمن نظرة العيون نكشف أسرار القلوب ، وكل الأحلام تتصاغر أمام حلم الوصال : يا حبيبي ما نفع كثر احذري ما تطيح من الغرام الا الذكيه أبيات تقريرية عن حالة واقعية يعيشها الإنسان ، فمن سلم من هذا العشق ، وقد أجادت الشاعرة توظيف كلمة ذكية حيث خدمت المعنى المراد بقوة ، وربطه مع ( الحذر ) لأن الحب لا يخضع لمنطق العقل وكلما زاد الحذر كلما أصبح الوقوع بالحب أكبر ! انتثر ليلي على صبحي حزين ........ وأشرقت شمسك وانا روض وزهر فاحت جروحي بعطر وياسمين ........ واشتعل حرفي بصدري .. من القهر تعبير رائع عن عمق الحزن الذي يتجاوز الليل والإحساس العميق الذي يشعل الحرف لتسكب أنواع المعاناة وتعبر عنها بكل تلقائية . يا كثر ما جيتني مع كل طاري ........ وانعزل عن عالمي لأجل احتفي بك اعشقك واموت بك وانت اختياري ........وانت تدري في حياتي وش نصيبك يا سهر ليلي ويا صحوة نهاري ........ كل يوم ينتهي بك يبتدي بك تصوير رائع للحالة التي تكون فيها الحبيبة ، عن حلول ذكرى الحبيب ، فكيف تنتقل بعيدا عن عالمه من أجل أن تعيش أجمل الذكريات لهذا الحبيب الذي له النصيب الأكبر من الحب ( يا سهر ليلي ،وصحوة نهاري ) نجد هنا كيف أكسبت ياء المتكلم المعنى دفء الشعور وعمق الإحساس . يا ما تمنيت أعشقك والله دهور ........ ونصير للعشاق رمز وعلامة وتعيش في قلبي مسيد ومغرور ........غصب على الحساد واهل الملامه أمنيات عذبة ، وعشق دائم ، فلا أروع من أن تكون مغرورا بعشقك الذي ملك قلب الحبيب بهذين البيتين نختم رحلتنا التي غصنا فيها بأعماق هذه الشاعرة ونقلنا لكم أجمل ما لديها ، ونتمنى لها مزيدا من التقدم والنجاح ، وإلى اللقاء مع وقفة أخرى وشاعر آخر .