حكاية حب عادية لاجديد فيها ، طرف يتعزز وآخر يتحرق شوقاً للوصال . تقربهما العهود ويباعد بينهما النكث بها . ولكن هذه الحكاية تجملت بالبساطة والعذوبة اللفظية التي بدت انعكاساً لنفس شاعر رقيق المشاعر سهل التعبير رغم أنه من شعراء القرن الثاني عشر الهجري الذي وصم بالضعف والتدهور في معظم انتاج شعراء ذلك الزمن غير أن الشاعر سعيد بن أحمد لم يكن منهم فهاهي قصيدته تتلقفها الحناجر بالغناء مابين فترة وأخرى أو يستنهضها أحدهم من أرفف المكتبات لنتلقاها سهلة رائقة لا ضجيج فيها يامن هواه أعزه وأذلني كيف السبيل إلى وصالك دلني وتركتني حيران صباً هائماً أرعى النجوم وأنت في نوم هني عتب المحب مرتبط دائماً بالمقارنة بين حاله وحال محبوبه وهي صورة متكررة كثيراً في القصائد العربية هو يسهر وهي تنام هي تجفو وهو يتهالك من أجل الوصال . وغريب أننا كقراء أومستمعين لتلك القصائد مغناة لانمل من ذكر الأحبة لمعناتهم المتكررة عتب المحب مرتبط دائماً بالمقارنة بين حاله وحال محبوبه وهي صورة متكررة كثيراً في القصائد العربية هو يسهر وهي تنام هي تجفو وهو يتهالك من أجل الوصال . وغريب أننا كقراء أومستمعين لتلك القصائد مغناة لانمل من ذكر الأحبة لمعناتهم المتكررة . وعندما قال الشاعر إن محبوبته عُزت بهذا الهوى في حين أنه ذل به لم يكن يعني أن ذلك من جرائر الهجر بل هو صد كامل حين مال بها الهوى في اتجاه آخر فاستجابت وحلفت لي ياغصن ألا تنثني هب النسيم ومال غصن مثله أين الزمان وأين ما عاهدتني جاد الزمان وأنت ما واصلتني وكأنه لا يريد أن يفصح حتى لا يذل نفسه أكثر من ذي قبل ولم يوجه له تهمة الميل عنه إلى غيره بل أخبرنا أن هناك من مال عليها وكأنها اختطفت من بين يديه فراحت وعودها أدراج الرياح أبخلاً ذاك أم تمنعاً وتلاعباً بمشاعره بين وصل يقطعه الهجر وينخر فيه تعليل لا يوفى يا باخلاً بالوصل أنت قتلتني واصلتني حتى ملكت حشاشتي ورجعت من بعد الوصال هجرتني لما ملكت قياد سري في الهوى وعلمت أني عاشق لك خنتني إنها الخيانة يصدح بها بعد أن حاول إخفاءها بأمل يحفه اليأس ، و قرب يعضده البعد ،إنه الوثوق بالتملك ذاك الذي يطفئ جذوة الأشواق ويميت الحياة في العلاقة الإنسانية فيلجأ بعضهم إلى طرق أبواب الجديد بحثاً عنها . ولكن الشاعر في النهاية يأسى على حاله الذي انتهى به إلى ما انتهى عليه معها فيقسو ويطلب الثأر لمشاعره ولأدعين عليك في جنح الدجى فعساك تبلى مثل ما أبليتني هو لايريد أكثر من ذلك ! فكل ما يتمناه لها أن تشرب من كأس تذوق مرارتها بعد أن جرعته كأساً امتزج فيها العشق بالخيانة والظلم بالمهانة Twitter: @amalaltoaimi