الاقتصادية - السعودية حمدا لله على سلامة حجاج بيت الله الحرام ونجاح موسم حج هذا العام، وبعد انتهاء هذا الموسم الناجح، حان الوقت للتأمل في ممارسات الناس وإبداء بعض الملاحظات. في البداية أود الإشارة إلى فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله- بأن "الأضحيَّة سنة وليست بواجبة، وتجزئ الشاة الواحدة عن الرجل وأهل بيته"، وكذلك فتوى الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين -رحمة الله عليه- بأن "الأضحية عن الأموات تكون على ثلاثة أقسام: الأول: أن تكون أضحية أوصى بها الميت، والثاني: أن تكون أضحية عن الميّت تبعًا للأحياء، والثالث: فهي الأضحية عن الميت وحده تبرّعًا، فهذه لم ترد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أصحابه فيما نعلم؛ لذلك ينبغي للإنسان ألا يقتصر على الميت في التبرّع له بالأضحية، بل يضحّي عنه وعن أهل بيته فيشمل الأحياء والأموات، ونحن لا نقول (والكلام للشيخ ابن عثيمين) إن الأضحية عن الميت حرام ولكنّنا نقول: إن الأَوْلَى اتّباع السنَّة وألا يُضحّى عن الميت وحده ولكنْ يضحي الرَّجل عنه وعن أهل بيته، وفضل الله واسع". بناء عليه يتضح بجلاء المبالغة في الأضاحي وهدر موارد الأسرة، بحيث تبدو الأضحية وكأنها واجبة، بل أصبحت مجالاً للتباهي بين الأسر في بعض الأحيان. فبعض الأسر تنحر أكثر من خمس من الغنم دون مبرر ديني. فكما أشار فضيلة الشيخ ابن عثيمين "ينبغي للإنسان ألا يقتصر على الميت في التبرّع له بالأضحية بل يضحّي عنه وعن أهل بيته فيشمل الأحياء والأموات". كذلك فمن المؤسف أن يتحول عيد الأضحى إلى ولائم ليس للفقراء والجيران والمستحقين فيها نصيب، إلا من رحم ربي! فكثير من الناس ينحر الأضاحي ويقيم عليها وليمة لأسرته أو يضعها في ثلاجة منزله دون التصدق بجزء منها. فقد رُوي عن ابن عباس في صفة أضحية النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ويطعم أهل بيته الثلث، ويطعم فقراء جيرانه الثلث، ويتصدق على السؤال بالثلث. وورد في فتاوى الشيخ ابن عثيمين أن يأكل الإنسان منها، ويتصدق منها على الفقراء، ويهدي منها للأغنياء. ويقول –رحمه الله– أن الحكمة من تقسيم الأضحية أثلاثاً حتى يجتمع في الأضحية ثلاثة أمور مقصودة شرعية، الأول التمتع بنعمة الله وذلك في الأكل منها، والثاني رجاء ثواب الله وذلك بالصدقة منها، والثالث التودد إلى عباد الله وذلك بالهدية منها. وهنا يبرز التساؤل: من المسؤول عن تعميق فكرة الأضحية عن الميت وتشجيعها دون سند شرعي قاطع؟ ومن المسؤول عن تعميق فكرة الأضحية عن كل شخص على حدة؟ هل من المعقول أن لا تترك البرامج الدينية المتعددة التي تُبث على مدار الساعة على عشرات الفضائيات تأثيراً واضحاً وإرشاداً نافعاً للناس؟ أم أن هذا الموضوع مهمل من قبل علماء الدين؟! وإذا لم يحظ باهتمام العلماء، فما الأسباب؟! تساؤلات تبقى معلقة!