التحرير - القاهرة هذه آخر فرصة للشعب المصرى الإلكترونى أن يثبت أنه قادر على التأثير والتغيير. لو فشل فيها لا يلومَنَّ إلا نفسه. أنت تلاحظ -لو لديك عقل طبعًا- أن رفض السيسى يسيطر على جمهور واسع من مستخدمى شبكات التواصل الاجتماعى، وأن أصواتهم هادرة وهائمة على صفحات «الفيس» وحسابات «تويتر»، يهاجمون السيسى على كل شىء ولأى شىء، فإنْ ترقَّق صوتُه استغربوه، وإن اخْشَوْشَن صوتُه استنكروه، وإن قال كلامًا متديِّنًا رفضوه، وإن تكلَّم بأفكار علمانية هاجموه. وبنفس درجة الحُمَّى الإخوانية فى مهاجمة السيسى، ليس مهمًّا هنا مناقشةُ أسبابِهم، فهم يتحدَّثون فى الغالب عن مخاوف أكثر منها وقائع، ويقدِّمون تحليلات ساذَجة مبنيَّة على معلومات مضحكة وأوهام متخيَّلة، لا دليل عليها إلا هواجسهم التى من كثرة نشرها وتشييرها وترديدها أصبحت عندهم حقائق مطلقة، لا ينكرها إلا عميل للسيسى. إذن هؤلاء تسكنهم حالة رفض ضد الرجل، تؤجِّجها العواطف والمشاعر والروح القطيعية داخل هذه المجموعات. حسنًا، هم أحرار وإذا كان مش عاجبك اشرب من البحر. لكن ليتهم يدركون أنهم فى المحطة الأخيرة للحاق بالقطار. فإما أن ينزلوا إلى الشارع ويصوِّتوا لحمدين صباحى منافس السيسى، والذى لا يترك فرصة إلا ويثبت فيها أنه مُرشَّح شباب «الفيس» و«تويتر»، وإلا فإن أحدًا لن يعيرهم أهميةً بعد ذلك، وسيبقون داخل أسوار سرايا الشبكة يتجرَّعون حلاوة اليأس وينعمون بنعمة الإحباط، فالحقيقة أنه مافيش أسهل من اليأس (إلا الشتيمة طبعًا)، فاليأس يوفِّر لك فرصة ممتازة للشعور بالاضطهاد وللسنكحة على الناس كلها بدعوى أنك يائس ولا تدخل أى اختبار أو امتحان أو مظاهرة أو انتخابات أو رئاسة أو برلمان لنعرف فيها أنك فاشل تدارى عجزك بالغضب والشتيمة. لا حل أمام كارهى السيسى إلا التصويت لحمدين، فإن نجح حمدين فها هم هزموا السيسى، وإن فشل فها هم صنعوا لمواقفهم وأفكارهم وَزْنًا. صوِّتوا لحمدين فى الانتخابات كى نراكم!