المدينة - السعودية الأسبوع الماضي كانت القضية الأبرز التي طَفَت على سطح الإعلام الرياضي قضية (المدرب الوطني عبداللطيف الحسيني)!! فقد كان بينه وبين مسئولي الاتحاد السعودي لكرة القدم شَدّ وجَذب وتصريحات إعلامية متبادلة بعد عَرْضٍ تلقاه من (اتحاد الكُرّة) للعمل ضمن طاقم المنتخب الأولمبي؛ حيث أكد ذلك المدرب الوطني بأنّ العقد والراتب اللذين عُرِضَا عليه كانا زهيدين جداً مقارنة بما يأخذه المدربون الأجانب؛ أما الحُجّة والبرهان؛ فلأنه مدرب وطني له لائحة خاصة تحكمه (فيها السعودي الحلقة الأضعف)!! قد أكون غير مهتم بقضايا (الميدان الكروي) باعتباره اليوم في غالبه مجرد صِرَاعات إعلامية خرجت عن الروح الرياضية، ودخلت نفق سوء الأخلاق ، بل ومتاهات العنصرية البغيضة التي تفرق أبناء الوطن الواحد؛ فهو في حقيقته إهدار للأموال على لَسْتَكٍ منفوخ !! ولكن دعوني أعترف بقوة وفاعلية الإعلام الرياضي وبرامجه المباشرة، وقدرتها على رفع الصوت والسَّقْف!! أعود للقضية الجوهرية؛ فلو كانت (مسألة إحباط المواطن ومعاملته معنوياً والأهم مالياً وكأنه مواطن درجة ثالثة) لَهَان الأمر؛ لكن مساحة ذلك التعامل تتسع دائرتها لِتَشمل العديد من القطاعات الحكومية الخَدمِيّة!! خذوا مثلاً (أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الحكومية)؛ ففي حين يكتوي أغلب السعوديين منهم بنيران الإيجار فإن المتعاقد الوافد حتى العَربي (مع تقديري لبني يَعْرُب) يحظى ببدل سَكن، وتذاكر طيران درجة أولى سنوية مِن وإلى بلده، وبدلات أخرى محروم منها أبناء البلد!! ومثلهم الأطباء وكبار المهندسين وغيرهم؛ مما جعل المتميزين منهم يرحلون للخارج أو للقطاع الخاص!! أما لو سألتم عن السبب: فهو تلك اللوائح والأنظمة القديمة الجامدة التي لم تتغير منذ نصف قُرن، وكَان مَن صنعها وافِدون أَقَرّوا الميزات والبدلات لهم؛ وتناسوا المواطنين!! أخيراً (المواطِن) في العديد من البلدان له ميزات كثيرة ينفرد بها عن الزائر والمقيم؛ ففي (مِصْر القريبة) يمتاز المواطن المصري مقارنة بغيره بتخفيضات كبيرة جداً في تذاكر الطيران، وفي أجرة الفنادق، وفي رسوم دخول الأماكن السياحية وغيرها؛ فمتى ينال المواطن السّعودي حظه ونصيبه في بعض قطاعاتنا!! [email protected]