بطولة كأس الخليج لكرة القدم في دورتها (رقم 21) بدأت فِعْلِيّاً في البحرين البارحة، ولكن حضورها الإعلامي في مختلف الوسائل والأدوات الإعلامية انطلق منذ أسابيع وازداد مع صَافِرَة البداية!! العديد من القنوات الفضائية نافست للفوز بحقوق نقل البطولة، ودفعت مقابلها الملايين من الريالات، وكان منها قنوات عربية من أفريقيا، وهناك إذاعات، وملاحق في الصّحف ومواقع الإنترنت!! أما البرامج الحوارية المباشرة والمسجلة التي تناقِش أدق التفاصيل ماضياً وحاضراً فهي بالعشرات تُبَثّ في مجموعها في أكثر من (200 ساعة يومياً)!! ذلك الضجيج الإعلامي لاشك ينطلق من أرضية صلبة هي القاعدة والمتابعة الجماهيرية العريضة لتلك الفَعَالِيّة. في المقابل تَمُرّ الاجتماعات السياسية الخليجية الكبرى التي المفترض أنها تناقش قضايا مصيرية تهم شعوب المنطقة، مَرور الكرام لا حِس ولا خَبَر ولا متابعة اعلامية إلا في يومها عبر الأخبار الرئيسة؛ بل هناك مَن يُبَدّل القناة أو يقلب الصحيفة لو صَادف حديثاً عن اجتماع مَا! فهل ذلك نابع من تكرار نتائج تلك الاجتماعات وطول انتظار الجماهير للوحدة الخليجية الكاملة التي لم تتم بعد أسوة ب (الاتحاد الأوربي) الذي جاء بعدها؟! أم أنّ ذلك دليل سيطرة لغة الكُرة ذلك (اللّسْتَك المنفوخ) على العقول واكتساحها للسّاحَة؟! ربما الإجابة مجموع الاثنين؛ المهم أنّ هذا الواقع يذكرنا بجماهيرية محاورات الشِّعْر الشعبي، وجَفَاف الحَضُور في أمسيات الشّعْر الفَصِيْح!! [email protected]