قال الضَمِير المُتَكَلّم : ( مُوَاطِن ) من إحدى القرى البعيدة : أَحْسَسْتُ بألم شديد في ( عَقْلِي ) ، فتوجهت مباشرة للمركز الطبي في قَريَتِي ؛ الذي كان في واقعه ( مَشْفَى ) في مبنى نموذجي ، ومجهز بأرقى الأجهزة والتقنيات الطبية ، وأحدث وسائل الاتصالات!! استقبلني أحد الممرضين عند الباب بابتسامة رَقْرَاقَة ، ومباشرة دخلت على الطبيب المختص الذي بوجه طَلْقٍ بادر بالكشف الدقيق على مَصْدَر آلامي !! مَارس عمله بإتقان وسرعة ، وبعد الكشف وعدة تحاليل ؛ كانت النتيجة خلال دقائق : إذ قَرّر فريق من الأطباء أن حالتي تستدعي نَقْلِي عاجلاً للمستشفى المختص في العاصمة !! وهنا كان مرافقي يحاول الاتصال بشركة الطيران لترتيب سفري !! فتدخل مدير المركز الطبي : لقد طلبنا طائرة الإخلاء ، وهي في الطريق !! مدة قصيرة ، وحضرت ( طائرة مروحية ) مجهزة ، وما هي إلا ساعتان وإذا أنا في ذلك المستشفى المتخصص ، ودون انتظار أو مواعيد ، وجدت العناية والاهتمام وكأني المريض الوحيد !! المهم أكدوا أهمية وسرعة مغادرتي لمركز دولي متخصص في ( باريس ) ، فكانوا هم مَن قام بالمكاتبات والإجراءات ، بل وأصدروا لِيْ ولمرافقي التأشيرات !! يومان أو ثلاثة وكنت في ( فرنسا ) ، حيث استقبلني مندوب من السفارة هناك ، ورافقني حتى دخلت المستشفى !! أُجْرِيت في ( عَقْلِي الصغير ) عملية دقيقة ، تكللت ولله الحمد بالنجاح !! وحقيقة فطوال بقائي هناك كانت اتصالات كبار المسئولين لا تنقطع تسأل عن أحوالي ؛ فمسئول من الصحة كانت مهمته الاتصال اليومي يَطْمَئِن ، ويُطَمْئنني على عِيَالِي، أما مندوب السفارة فكان في كل يومٍ بزيارته يتفقد حالِي !! خرجت من المستشفى ، وأردت العودة ، فقالوا : ( لا تستعجل ، فلابد من فترة نقاهة ، تسترد فيها كَامِل عافيتك في أحسن المنتجعات ، وهناك قضيت أياماً في عَالَمٍ من الأحلام ) !! جاء وقت عودتي للوطن ، وتمّ ترتيب كافة الإجراءات ، وكان استقبالي من صالة كبار الضيوف !! وهناك كان ينتظرني مندوب من الصحة ، وخرجت من المطار بالمزمار والدّف في أحلى زَفّة !! سرت منتشياً ، وشعرت وأنا المواطن البسيط أني بالفعِل ( مواطن خَمس نجوم ) !! ولكن فجأة سقطت كل النجوم ، وظهرت الهموم والعلوم ؛ فما كان ذلك إلا حِلْما من الحُلوم ، وتذكرت أني ذهبت للمستشفى الحكومي ، وبعد محاولات وواسطات ؛ تكرم وتفضل المختص برؤيتي بوجه تملأه التكشيرة ومن وراء الطاولة ، ومن تحت النظارة ؛ أعطاني موعداً بعد ستة أشهر !! وهذه الآلام تكاد تقتلني !! آه يا عَقْلِي ، لو كنت ( مطرباً أرقص بصحبة الطبلة والنّاي والعُود ، أو لاعِب كُرة يطرد ذلك اللستك المَنْفوخ ، بجسم شبه مصلوخ ) ما كان هذا حالي ، ولما زادت آلامي !! لكن الدنيا حظوظ ، واللهم غِبطة وليست حسداً ، اللهم اشفِ جميع المساكين ، وللمجتمع كونوا مطربين !! آه ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain