تعد المملكة واحدة من أكثر البلدان تنوعًا ثقافيًا في العالم، حيث تتعدد وتتنوع المأكولات السعودية وتعبّر عن عادات وتقاليد كل منطقة من مناطق المملكة، فكل طبق يحمل في طياته قصة من الماضي ويمثل هوية المكان الذي نشأ فيه. من هذه المأكولات التي ما زالت تزين الموائد السعودية وتستمر في عبور الأجيال، تبرز «القرص» كأحد الأطباق الشعبية التي تزين أيام العيد والمناسبات السعيدة، ورغم أن «القرص» يبدو للوهلة الأولى طبقًا بسيطًا، إلا أن تفاصيل تحضيره تروي حكايات عن الماضي وحياة الأجداد وارتباطهم الوثيق بأرضهم. تعود شهرة «القرص» إلى رجال «العقيلات» من منطقة القصيم، الذين كانوا يسافرون في قوافل التجارة إلى بلاد الشام والعراق والسودان، وكانوا يتزودون بها بفضل قدرتها على الحفاظ على طعمها وجودتها لفترة طويلة، مما جعلها الغذاء المثالي للمسافرين على ظهور الإبل في رحلاتهم الطويلة. وقد ارتبط هذا الطبق ارتباطًا وثيقًا بالحياة البدائية وأسلوب السفر القديم، حيث كانت «القرص» بمثابة غذاء غني ومغذي يفي بحاجة المسافر في تنقلاته. وعلى الرغم من أن «القرص» يمتاز بتقليديته وبساطته، إلا أن طرق تحضيره تختلف بشكل كبير من منطقة لأخرى، مما يعكس التنوع الثقافي والجغرافي الذي يميز المملكة. ففي القصيم، يتم تحضير «القرص» باستخدام دقيق البر الذي يعد المكون الأساسي، ويُقدّم عادة مع السمن أو العسل، مما يعزز من غناه ويجعل مذاقه لذيذًا ومناسبًا للمناسبات الدينية والاجتماعية، حيث يرافقه الشاي أو القهوة في أغلب الأحيان. في قرى نجد، يتم تحضير «القرص» بشكل مختلف قليلًا حيث يتم خبزه على الجمر، وتضاف إليه طبقة من السمن لإضفاء طعماً غنياً وفريداً، مما يجعل المذاق أكثر دسامة ويمنحه نكهة مميزة. «حلاو الحمر» نكهة حامضة بلونها الأسود الداكن