قال الضَمِير المُتَكَلِّم : بعد معركة (زُعَيبِل) الشهيرة التي حدثت قبل أسبوعين بين الأشقاء الخليجيين في نادي النصر السعودي ونادي الوصل الإماراتي ، وما أعقبها من مُلاسنات بين بعض المسؤولين هنا وهناك ، وموجات طاحنة من الشتائم الإنترنتية استخدمت فيها عبوات ناسفة من القصائد الهجائية ، وصواريخ من الرسائل الهاتفية ؛ في ظل تلك الأجواء الملبدة بغيوم التهديد بالانسحاب ، واللعب على أوتار كرامة الإنسان التي فجرتها (كورة) التي هي ببساطة : (لَسْتَك منفوخ يُطَارِده إنسان شبه مصْلوخ) ؛ سألتني نفسي الأمارة بالسوء أن أعقد مقارنة بين الاتحاد الأوروبي الناشئ الذي تأسس بناء على اتفاقية عرفت باسم معاهدة (ماسترخت)، وقعت عام 1992م، ويضم حتى الآن (27) دولة ؛ هذا الاتحاد استطاع خلال مدة وجيزة أن يوحد تلك الكيانات على منهجية مشتركة تعتمد في بنيتها التنظيمية على (3) أجهزة إدارية تعرف بما يسمى المثلث الإداري وهي مجلس الاتحاد الأوروبي، المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي. ورغم الاختلافات العرقية بين شعوب دول الاتحاد ، وما كان بينها من حروب عالمية ؛ إلا أن الاتحاد الأوروبي استطاع الوصول لنقاط مشتركة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ؛ حيث أصبح اليوم أكبر شراكة سياسية واقتصادية في العالم، حيث يشكل 38% من التجارة العالمية الحرة ، مع حرية الحركة للبضائع والخدمات والأفراد لمواطنيه البالغ تعدادهم (500 مليون نسمة) ، ويكفي منه فقط التنقل المفتوح بين دوله ، والسوق الاقتصادية المشتركة ، والعملة الموحدة (اليورو). أما حبيبنا مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي تأسس عام (1981م) ويضم فقط (ست دول) يجمع شعوبها الدين والأصول المشتركة ؛ فليس له سياسة خارجية واحدة فكل دولة فيه لها أطروحاتها الخاصة ، ومازال التنقل بين أعضائه بجواز السفر ؛ والسوق والعملة الموحدة قتلهما التأجيل حتى أصبحا ضرباً من المستحيل ؛ بل حتى الرياضة التي يقال عنها : بأنها للتنافس الشريف أصبحت فيه ميداناً للصراعات !! في الحقيقة هناك ثمرة ملموسة لمجلس التعاون الخليجي أفاد منها الأطفال وهي برنامج (افْتَح يا سِمْسِم) بأبطاله المحبوبين (نعمان وأنيس وبدر) الذي أنتجته مؤسسة البرامج المشتركة لدول الخليج العربي ؛ والجميع يردّد (خليجنا واحد ، وشعبنا واحد) !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. [email protected]