في اليمن السعيد المثقل بالجراح المتنوعه من الانفصاليين والحوثيين وفلول القاعدة صدم اليمنيون والعالم بمجزرة دموية إرهابية من النوع الذي لا يمكن تصديقه أو حتى تخيله ..! تفجير مستشفى أمر مشين ومقزز وتأبه كل الانفس والفطر السليمة فكيف إذا كان الوضع أبشع من ذلك بكثير كما شاهدنا في مقطع الفيديو الذي يتضح منه أحد أمرين إما أن أعضاء تنظيم القاعدة بدؤوا مرحلة جديدة من مراحل الحشاشين الجدد أو أن القاعدة بدئت في مرحلة جديدة من الفكر القائم على اهداف جديدة ترتكز على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، ومستعد للقفز على جميع أدبياته العقدية والفقهية، من أجل أن يحقق مكاسب متوهمة، مستندا في ذلك إلى أقوال وآراء كان أو لا يزال أول الكافرين بها. وسبق أن كانت البداية عندما رأينا ذلك في تعامله مع المرأة، عندما زج بها في العمليات الانتحارية والعمل العسكري، على الرغم من أن أدبيات التنظيم كانت تسير في اتجاه واحد، وهو أن دورها يقتصر على تربية الأولاد ورعاية أسرتها وزوجها، مع الاستعانة بها عند الحاجة في الدعم اللوجستي على نحو ضيق، لكن مع حالة التضييق الأمني وتجفيف المنابع، والقبض على معظم الرجال ومحاصرتهم والتضييق عليهم، التفت "القاعدة" على أدبياتها، وزجت بالنساء في قلب المعركة، من خلال استخدامهن لأول مرة في العراق في العمليات الانتحارية، حتى أن زوجة زعيم "القاعدة" الجديد أيمن الظواهري أطلقت نداء عام 2009، للنساء للمشاركة في الجهاد إلى جانب أزواجهن، وزوجها نفسه كان يقول في رسائل سابقة إن مهمة المرأة تقتصر على رعاية زوجها وأبنائها وبيتها. اليوم القاعدة تفتح صفحة جديدة عنوانها القتل من أجل إحداث ضجة إعلامية وحضور في المشهد السياسي وهذا يؤكد أن القاعدة يجب التعامل معها من منطلق أنها حزب سياسي إرهابي يتدثر بالدين من أجل الوصول إلى أهدافه ويحاول جاهدا استغلال الدين كاسم وإلا من يملك أي انتماء لهذا الدين ومهما بلغ انحرافة لايمكن ان يبرر قتل النساء والأطفال والمرضى لوجود الأدلة الواضحة والصريحة في ذلك حتى في أوقات الحروب المعلنة والواضحة والصريحة وليس كحال أولئك القتلة الذين يسعون خلف دم المسلم قبل غيرة ودم الصديق قبل العدو. إنهم الحشاشون الجدد ولن استغرب بعد اليوم أن أجد فتوى لهم تبرر تعاطي المخدرات من اجل النكاية بالعدو كما يقولون، أو قتل الشيخ الكبير لارعاب الخصم او حتى هدم المسجد لاستبانة القوة. إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ،أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عمر قال: بعث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا، فجعل خالد يقتل فيهم ويأسر، فذكر ذلك للنبي – صلى الله عليه وسلم – فرفع النبي – صلى الله عليه وسلم – يده، فقال: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد، اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد". عكاظ