الإصلاح يعني تقويم الاعوجاج، والاعوجاج لا يعني نفي وجود الصلاح وإنما الانحراف عنه أنس زاهد - المدينة العسودية 1 ) المطالبة بالإصلاح بالمجتمعات العربية تعني اعترافاً ضمنياً بأن الفساد طارئ ودخيل، وأن الصلاح هو القاعدة وهو الأساس الذي يقوم عليه الواقع المراد إصلاحه. 2 ) إصلاح الفساد عبارة مضطربة الدلالة. الفساد لا ينفع معه الإصلاح، لأن الإصلاح معني بالتعامل مع واقع يعتريه بعض القصور، وليس معنياً بالتعامل مع واقع قائم في الأصل وبشكل أساس، على القصور. الفساد لا ينفع معه الإصلاح. الفساد لا يجدي معه سوى الاجتثاث الكامل. 3 ) إذا ما استولى الفساد على الواقع فلا مكان للإصلاح ولا جدوى من تطبيقه. الإصلاح يعني تقويم الاعوجاج، والاعوجاج لا يعني نفي وجود الصلاح وإنما الانحراف عنه. الإصلاح يعني أن الصلاح هو الأساس. 4 ) عملية الإصلاح يلزمها وجود واقع قائم على الصلاح سابق لها. الإصلاح لا يعني خلق هذا الواقع من العدم. قد يكون اجتثاث الفساد أو محاربته، جزءا من عملية إصلاح كبرى.. على شرط أن يكون هذا الفساد محدوداً ويمكن مطاردته بعد تحديده وحصره في مجالات بعينها. تفقد مفردة الإصلاح كل دلالاتها إذا ما كان الفساد هو القاعدة وهو الأساس. 5 ) المطالبة بالإصلاح تعني منح الشرعية للواقع المراد إصلاحه لا نفيها عنه. الإصلاح يعني التعديل، والتعديل لا يُطلب إلا في ما يتصف بالعدل باعتباره هو الأصل. 6 ) الإصلاح يعني التغيير ولكن في نطاق التعديل والتطوير لما هو قائم من الأساس. 7 ) الإصلاح لا يهدف إلى تحقيق التغيير الجذري. الإصلاح صيغة للتعديل تعترف بأن القواعد التي يقوم عليها الواقع المراد تعديله، يغلب عليها الصلاح. ليس هناك إصلاحي واحد ينادي بالثورة أو يسعى إلى قلب نظام الأشياء. 8 ) الإصلاح يعني الاختلاف ولا يعني التمرد أو الثورة. حتى في الدول الديموقراطية التي تعتبر المعارضة فيها جزءا من نظام الحكم، تطرح المعارضة برامجها ووجهة نظرها في الأمور، وفق رؤى إصلاحية. مرة أخرى أكرر: الإصلاح يعني الاعتراف بشرعية الواقع المراد إصلاحه.