انباؤكم - د . سعد بن عبد القادر القويعي على الرغم من أن القومية الإيرانية , اتسمت بالتوسع في العصر الحاضر , وذلك عن طريق تصدير " الثورة الخمينية " , إلا أن استقراء التاريخ , يؤكد أن : تلك السياسات الخاطئة للحكومة الإيرانية , كانت عرضة للتفكك الداخلي , بسبب النزاعات بين العنصر الفارسي وباقي الأقليات , من جهة . ومن جهة أخرى , بسبب علاقاتها بقوى المقاومة وقوى الممانعة . حاول الإيرانيون استرداد حريتهم , من خلال قدراتهم الذاتية . كما حاولوا إسقاط ورقة التوت , بعد أن رفض الجيل الجديد ولاية الفقيه , ورفضوا قيادة الحلف الصفوي التوسعي الجديد , والتي سترت عورة النظام - فترة من الزمن - . - لاسيما - وأن "60 % " هم من شباب إيران , المولودين بعد ثورة الخميني . فكانت النتيجة أن : عانى المواطن الإيراني من مشكلة البطالة , ومن مشكلة الفقر , التي استشرت بين أوساط الشعب الإيراني . فتخطى عدد الفقراء " 43 % " , ووصل معدل البطالة إلى " 12 % " , وبلغ مستوى التضخم " 25 % " . - إضافة - إلى انتشار - ظاهرتي - المخدرات , والانتحار . مما جعل من - الباحثة الإيرانية - فاطمة كودرزي , تتألم من الخيرات الكبرى في إيران , التي لا تتوزع بالعدالة على المواطنين . وكيف أن الحكومة - رغم - شعاراتها البراقة , بالقضاء على لوبي الفساد , واللصوص , وقعت في فخ اللصوص . فقالت : " إن فقراءنا ينامون على كنوز الذهب , لكن بطونهم غير ممتلئة بالخبز , واللحم ؛ لأن تلك الكنوز قد أسيء استخدامها من قبل السياسيين " . هذه السياسة الخاطئة , جعلت معدل الإدمان على المخدرات في إيران , من أعلى المعدلات في المنطقة , وذلك حسب تقديرات نشرتها " منظمة اليونيسيف " , - من خلال - موقعها عبر الانترنت ، - فإضافة - إلى آثارها الاجتماعية , والاقتصادية ، أصبح الإدمان على المخدرات عاملا أساسيا , يسهم في الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب , ومرض الإيدز . بل إن عالم الاقتصاد الإيراني - البروفسور - جاويد صالحي أصفهاني , أكد ما سبق ذكره , في مقال له نشر في مجلة " السياسات الخارجية " الأميركية (foreign policy) , في العدد الخاص بشهر أغسطس (آب) , من عام 2009 م , حين تحدث عن الأسباب , التي أسهمت في أن تحصل إيران على مرتبة متقدمة في ترتيب الدول القريبة من الفشل، وذلك في تقرير عام 2009 م , للدول الفاشلة , والذي وضع الصومال في المرتبة الأولى , والنرويج في المرتبة الأخيرة ، حيث احتلت إيران المرتبة " 38 " , مقارنة بالمرتبة " 49 " للعام 2008م ، أي أنها تقدمت خلال عام واحد "11 " مرتبة نحو الفشل . ويرى أصفهاني أن أحد الأسباب الرئيسة , لوصول إيران لهذا المستوى , هو : سياسات أحمدي نجاد الاقتصادية ، - وخاصة - سياسة العدالة الاجتماعية , والتي رفع شعارها تحت مسمى : توزيع الثروة النفطية على المواطنين , بطريقة أكثر عدلا , وذلك من خلال دعم الأسعار ، فقد أسهمت هذه السياسة في رأي الاقتصاديين , إلى ارتفاع معدلات التضخم ، حيث ارتفعت من 15% إلى 30% , مما يعني أن المستفيد الأكبر من سياسة دعم الأسعار هذه , هم الأغنياء ؛ لأن استهلاكهم أكبر . ومن كان يصدق : أن إيران , كانت - في العام الماضي - أمام أزمة وقود خانقة , وهي تعتبر على مستوى تصدير النفط , رابع بلد في العالم . وحق - للكاتب الإيراني - حيدر الموسوي , أن يستغرب من : أن شعبه المعذب , تعصف به رياح الفقر , والبطالة , ونظامه مستمر في الإنفاق اللامحدود على برامج التسليح النووي , والصناعات العسكرية , والدفاعية , الذي يدفع المواطن الإيراني فوائده من الفقر , والبطالة , والفساد إداري , والاجتماعي , وتفشي تعاطي المخدرات بين الشباب المهمش , وغيرها من الأمور التي يعرفها الإيرانيون , ويشاهدونها , دون أن يستطيعوا التكلم ؛ خشية من الوقوع بأيدي الأجهزة القمعية , التي لا ترحم صغيراً , ولا كبيراً , ولا امرأة , ولا طفلا .. مستغربا : كيف أن حكومة بلاده , تقوم بإنفاق مليارات الدولارات على شركات , وواجهات الحرس الثوري , وقوة القدس ؛ لتعود بفائدة على مسؤوليها , ولحساباتهم الخاصة , تحت شعار : " تصدير الثورة الإسلامية " , وحماية المذهب , والإسلام .. إلى آخر هذه الشعارات , التي باتت معروفة نواياها الحقيقية للقاصي , والداني , والمتمثلة بأفكار توسعية , تم كشف معظم خيوطها , وذلك بدعم ميليشيات , وأحزاب طائفية مسلحة , وخلايا إرهابية , تنشط في جميع المنطقة , تمهيدا لضمها لإيران الكبرى . والحقيقة تولد أسئلة , مثل : ألم يكن حرياً بالنظام , بدلاً من أن يدفع رواتب منظمة بدر , وثأر الله , وحزب الله , وحماس , والمنظمات الإرهابية الأخرى , وبمسميات مختلفة , توفير فرص العمل لخريجي الجامعات , - من خلال - فتح المعامل , وبناء المنشآت , التي يمكن أن تعالج ما يعانيه المواطن الإيراني . ويبقى الكلام عاجزاً عما يفعله نظام طهران , بحق الشعوب الإيرانية , التي ابتليت بالملالي . فكان أن تحرك الشعب في مواجهة السلطة المطلقة , التي يمثلها - المرشد الأعلى للثورة - علي خامنئي , بعد أن هيمنت الفكرة السياسية على أيدلوجية الثورة , معترضين على نتائج الانتخابات - قبل عام ونصف من الآن - . سيظل الوضع الداخلي لإيران , محور اهتمام المواطن الإيراني في المرحلة القادمة . ولن يكون هناك تحصين من الداخل , دون إلغاء - كافة - أشكال التمييز بين الأقليات القومية من عرب , وبلوش , وأكراد , وتركمان , وغيرهم , وحصول الجميع على حقوقهم . ولن يستمر قمع النخب السياسية , والمثقفة , بيد من حديد ؛ للتعبير عن رأيها , وما رافقه من جدل واسع في الشارع الإيراني , وذلك عندما آثرت إيران , الدخول في صراعات عدوانية مع دول المنطقة , عن طريق المساعدات الخارجية ؛ لخدمة النظام , فساهمت في إخراج العملة الصعبة من إيران , وبالتالي . ضعفت قيمة العملة الإيرانية ,على حساب تحسين أوضاع البطالة , والفقر , وتوفير حياة كريمة للمواطن الإيراني , فمثلت مشاكل متفاقمة في إيران .