انتقدت صحف سعودية صادرة اليوم(الثلاثاء) ما اعتبرته تدخل النظام الإيراني في الشئون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي على خلفية تصريحات مسئولين إيرانيين بشأن تطورات الأحداث في البحرين ومشاركة السعودية ضمن قوات درع الجزيرة في حفظ الأمن والاستقرار هناك. واتهمت صحيفة (الرياض) في تعليقها، النظام الإيراني بقمع الثورة المضادة في إشارة للمظاهرات التي شهدتها إيران أخيرا للمطالبة بإصلاحات سياسية، فيما لا تتمتع بحسب الصحيفة كل القوميات والأقليات بمواطنة متساوية مع الإيرانيين القوميين سواء أكانوا أكرادا أم عربا،أم أوزبكيين وبلوش وغيرهم فضلا عن حرمان السنة عن حقوقهم وممارسة معتقداتهم الدينية وحرية بناء المساجد. واعتبرت الصحيفة الادعاء الإيراني بأن الثورات العربية هي استنساخ لثورة الخميني جاء كحالة تضليل; لأن الثورات العربية تقدمت بمشروع إصلاحات سياسية، وهيكلية اجتماعية تفضي لنظام ديمقراطي لا يرفع شعارات قومية أو مذهبية كشأن طروحات الخميني وشعاراته، ولم تأكل تلك الثورات أبناءها كما يجري الآن بتصفية رؤوسها والاعتماد على عسكرة الوطن تحت ظل إحياء شوفينية قومية. وأشارت الصحيفة إلى أن الوقت ما يزال يملي للعقلاء أن يذهب المسلمون إلى التعايش الموضوعي طالما الجميع يواجه حملات الخارج دون فرز لمن يكون سنيا أو شيعيا، وإيران لن تحميها التحالفات والمصاريف الهائلة لخلق تيارات تلتقي معها بينما تنكر أن حجم السنة يفوق بشكل كبير تعداد الشيعة، ومع ذلك ففرص التعايش موجودة لكن بإجماع كل المذاهب لا حصرها في لون واحد. من جانبها، رأت صحيفة (الجزيرة) أن اطماع النظام الإيراني في دول المنطقة امرا ليس غريبا فهو قديم متجدد و له سوابق تاريخية معاصرة باحتلال ايران للجزر الاماراتية الثلاث وما تزال ترفض اعادتها أو حتى التقاضي والخضوع للتحكيم الدولي، معتبرة ما جرى في البحرين بداية التنفيذ لمخطط يهدف الى مد النفوذ والهيمنة والضم القسري لارض عربية الى دولة إقليمية لا تخفي أطماعها في اراضي العرب وخاصة دول الخليج. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأطماع الإيرانية ليست خافية بيد ان التحول الذي احدثته ثورة الخميني كشف عن طموحات الحكام الجدد في ايران في اراضي العرب عبر شعار تصدير الثورة من خلال نسج توجه أيديولوجي مبني على إثارة النعرات الطائفية وتغذية العداء للأنظمة الوطنية بداعي الاختلاف. وحملت الصحيفة حكومات ومجتمعات دول المنطقة مسئولية تجاهل المخططات الإيرانية على مدى الثلاثين عاما الماضية إلى أن اتضحت خطورتها وإفرازاتها الماسوية في كل الدول العربية وبخاصة ما جرى في البحرين وقبل ذلك في العراق ولبنان وحتى في شمال اليمن. وكانت وزارة الخارجية السعودية قد استنكرت تعرض بعثاتها الدبلوماسية في ايران قبل ثلاثة ايام لاعتداءات وحملت الحكومة الإيرانية المسئولية الكاملة لحماية بعثات المملكة وكافة أفراد البعثة الدبلوماسية على أراضيها، وذلك بموجب القوانين والاتفاقيات الدولية.(شينخوا)