مازن العليوي - الوطن السعودية حضرت منذ فترة قريبة معرض الشارقة الدولي للكتاب، واقتنيتُ عددا من الكتب المسموحة والأخرى الممنوعة في بعض الدول العربية، وهذه الأخيرة أياً كان سبب منعها، يحتم العمل الصحفي والثقافي على صاحبه 1 حضرت منذ فترة قريبة معرض الشارقة الدولي للكتاب، واقتنيتُ عددا من الكتب المسموحة والأخرى الممنوعة في بعض الدول العربية، وهذه الأخيرة أياً كان سبب منعها، يحتم العمل الصحفي والثقافي على صاحبه الاطلاع على محتوياتها. فهو ربما يحلل، وربما يرد، وربما يحاور.. وحين لا يفعل شيئا يكفيه أنه قرأ وعرف. 2 في معرض الشارقة برغم عدد الزائرين الكبير، لم ألحظ أي حالة خاطئة من الرواد أو الناشرين، كل شخص يبحث عما يريد بهدوء، أجنحة تكتظ بزوارها وأخرى قليلة الحضور.. أما أماكن الندوات والمحاضرت فهناك من يهتم بها، ولا أحد يعترض على نشاط ما. كل ما في الأمر أن المرء لا يذهب لمحاضرة لا تستهويه، ولا يقتني كتابا لا يفيده. 3 طالما كتب المثقفون والكتاب في مقالاتهم: لم يعد المنع مجديا في زمن تطورت فيه وسائل الاتصال. أغلب الكتب الممنوعة موجودة على الإنترنت، وأي واحد قادرعلى تمريرآلاف الكتب في "فلاش ميموري" بحجم ظفره، أو تخزينها في بريده الإلكتروني ويقرأ ما شاء متى شاء.. 4 من غير المعقول في زمن عرب 2011، زمن الوعي والتحولات وسقوط الدكتاتوريات، أن تظهر مجموعة أو مجموعات من الأشخاص لا يُعرف من يوجههم، ليحددوا لجمهور معرض كتابٍ - في أي مكان – ما يجب أن يقتنوا. ولا يعقل أن يمنع هؤلاء كتبا مسموحة، أو يمنعوا أناسا من شراء كتب معروضة تناسب ذائقة أي منهم. 5 كل الدول الإسلامية وغير الإسلامية فيها معارض للكتب، لماذا فقط في معرض الرياض للكتاب يتدخل أشخاص في عمل المنظمين لفرض أذواقهم وأهوائهم تحت مسمى الاحتساب، ويمارسون العنف ويتلفظون بكلام غير لائق تجاه العارضين والمسؤولين؟ وهذا العام لم يسلم حتى الوزير المهذب الدكتور عبدالعزيز خوجة من التهجم عليه بما لا يليق بمكانته وتجربته.. 6 معارض الكتاب الدولية من الواجهات المشرقة للبلدان التي تنظمها. لا يمكن تجاهل أهمية معارض فرانكفورت وباريس والقاهرة ودمشق وأبوظبي.. وحدهم من يعبثون في معرض الرياض يسيئون للصورة. 7 هناك خلل كبير، بدأ مع الدورة الأولى لمعرض الكتاب بالرياض، ولأنه لم يعالج كما يجب، ازداد واستفحل، والخوف أن يكبر أكثر وأكثر..