يبدو أن الدورات التدريبية التي يخضع لها أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتأهيلهم في التعامل مع الناس أتت بنتائج عكسية خطيرة؛ فقد تطور الوضع لدى بعض منسوبيها المتشددين من مطاردة وملاحقة الناس "شكا" ليقعوا فريسة لحوادث مميتة أو إيقافهم وفق أدلة "ظنية" كما حصل منذ شهور مع فتاة تبوك التي تم حبسها في مركز الهيئة وإغلاق الأبواب عليها مع أربعة من منسوبي الهيئة، والله أعلم ماذا حصل في تلك القضية وهل تمت معاقبتهم أما لا؟! إلى حمل "السكاكين" في جيوبهم وتهديد حياتنا في الأسواق؛ فإما الخضوع والانصياع لأوامرهم التي يفترض أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة وإما "الناس هم الجناة على أنفسهم"! ولماذا لا ؟! ما دام المتحدث الرسمي للهيئة سوف يبرر اعتداء منسوبه بأنه مضطر للدفاع عن نفسه حتى لو كان هو حامل السكين وهو من بادر بالاستفزاز وهو من قام بالطعن؛ ثم يتحول الجاني إلى مجني عليه! ودعونا نقف عند تصريح المتحدث الرسمي لهيئة حائل الشيخ مطلق النابت؛ حيث يقول في أول تصريح له تعليقا على حادثة طعن عضو الهيئة لمواطن كان مع زوجته في السوق كما نشرت "الوطن" منذ أيام؛ بحجة أمره لها بتغطية عينيها "إنه لم يتبين لهم سوى تدخل واعتداء على دورية الهيئة مما تسبب في وقوع تشابك بالأيدي" وأقول: سبحان الله؛ المواطن عطا الله الرشيدي يرقد في قسم الجراحة نتيجة طعنتين من عضو الهيئة وتصرح بأن ما تبين لكم هو اعتداء على دورية الهيئة! ثم ماذا يقول في تصريحه الثاني بعد تأكد الجريمة التي قام بها عضو الهيئة "لرجل الهيئة الحق بأمر المرأة بتغطية عينيها إن كانت مثيرة للفتنة" وأتساءل: هل يصل الحق إلى الطعن بالسكين؟! ومن أعطاه هذا الحق وأكثر الفقهاء أعطوا المرأة حقها في كشف وجهها وليس عينيها؟! وما دام ولي أمرها برفقتها لماذا يتدخل عضو الهيئة ؟! هل باتت نصائح الهيئة ب"السكاكين"؟! وأستغرب لماذا لم يغض بصره هو ما دامت العيون الفاتنة تثير القلوب الضعيفة؟! إذ حتى عيون البقر فاتنة فهل نحكم عليها بتغطيتها؟! ثم يؤكد النابت بعد ما حصل "أن أعضاء الهيئة على قدر من المسؤولية "! ولا أعلم هل طعن مواطن بالسكين هو من المسؤولية التي تحدث عنها؟! بصراحة؛ تمنيتُ وأنا أقرأ تصريح النابت أن يقدم اعتذارا للمواطن الذي تعرض للطعن وكاد يفقد حياته بسبب استهتار عضو الهيئة بحياة الناس؛ تمنيتُ أن يقول في تصريحه على الأقل إنه في حال ثبوت هذه الجريمة المخيفة من عضو محسوب على جهاز ديني حيوي في المجتمع سوف يتعرض للعقوبة والمقاضاة وإن الهيئة لا تتشرف بانتساب أمثال هؤلاء المستهترين؟! تمنيتُ بحق ولو لمرة في كل الحوادث التي نشرت عبر صحفنا وتعرض لها المواطنون وبعضها كانت مميتة نتيجة استهتار بعض منسوبي ومتعاوني الهيئة أن أقرأ خبرا واحدا فقط يفيدني بأنه قد تمت محاسبة رجل الهيئة المخطئ وتمت محاكمته والاقتصاص منه نتيجة خطئه! لو حصل ذلك فلن تتكرر مثل هذه الأخطاء الفردية التي تسيء لجهاز بأكمله!