شن الكاتب الليبرالي السعودي "محمد عبد اللطيف آل الشيخ" هجوما حادا وعنيفا على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على خلفية تصريح الشيخ مطلق النابت المتحدث باسم الهيئة في مدينة حائل، قال بالحرف: (إنّ رجال الهيئة العاملين في الأسواق سوف يتدخّلون بتوجيه الأوامر لأيِّ امروطن أة بتغطية عينيها إنْ كانت مثيرة للفتنة) ووصف آل الشيخ في مقاله بجريدة الجزيرةالسعودية اليوم الخميس تصريح المتحدث الرسمي بأنه "آخر خزعبلات هيئة الأمر بالمعروف". وقال آل الشيخ في مقاله الذي رصدته "أنباؤكم": أمّا كيف سيتم تحديد وفرز العيون الفاتنة من غير الفاتنة فما زال الجميع يسأل: ما هي هذه المعايير؟ ولا أحد يرد؛ حتى ذات الشخص صاحب التصريح، اتصلتْ به وسائل الإعلام لتسأله من أعطاك هذا الحق، وكيف تحدّد العيون الفاتنة من غير الفاتنة؛ فأغلق جواله وهرب. ويبدو أنه تلقّى تقريعاً من رؤسائه على هذا التصريح غير المسؤول وغير المتزن؛ فآثر التواري عن الأنظار. واعتبر آل الشيخ أن تصريح الشيخ مطلق النابت منسوب الهيئة ليست إساءة للهيئة فحسب وإنما إساءة للسعوديين جميعا حيث تناقلت تصريحاته المثيرة محطات التلفزيون العالمية، ووكالات الأنباء، على اعتبار أنها (مثال) على تزمُّت السعوديين. وأضاف: المحزن حقاً أن يأتي هذا التصريح على لسان (المتحدث الرسمي) ؛ أي مَنْ أوكلَ إليه التعامل مع وسائل الإعلام، الذي كان من المفروض أن يكون لديه ولو قدر قليل من الحصافة، لا أن يجعل جهازه محطّ تندُّر الناس وسخريّتهم في كلِّ مكان. ويتابع: مسخرة بصراحة لم يعرفها أيُّ عصر من عصور الإسلام، والتاريخ أمامكم فاقرؤوه. والسؤال: كيف يسمح لهؤلاء المتزمّتين إلى هذه الدرجة غير المعقولة بالعمل في الهيئة، وتمثيلها، وتشويه سمعة هذا الوطن، وإسقاط معاييرهم المختلّة، على سلطاتهم الحسبية؟.. هذا ما لا أجد له جواباً؛ وبودِّي أن يجيبني أحد كبار المسؤولين في الرئاسة العامة للهيئات على سؤال واحد مؤدّاه: من سمح لمثل هؤلاء بأن يمثِّلوا هيئة حكومية، ويتحدّثوا باسمها، وهم بهذا القدر من الانغلاق والتزمُّت، الذي لا يقرّه الدين، قبل أن يرفضه ويتندّر عليه الناس؟ ورآى الكاتب أنّ الرئيس العام للهيئات مسؤول مسؤولية مباشرة عن مثل هذه (الخزعبلات). فعندما لا تحسن الاختيار، أو تضع ثقتك في أناس لا يُحسنون الاختيار، ويوكلون مهمة التعامل مع الإعلام إلى مثل هذه العقليات المتزمِّتة، فإنّ النتيجة ستجعلك تنتقل من ورطة إلى ورطة، ومن (تبرير) هنا إلى تبرير هناك؛ إلى درجة ستجد فيها نفسك وقد حاصرتك المشاكل في كلِّ مكان يكون لجهازك تمثيل فيه. ويختتم محمد عبد اللطيف آل الشيخ مقاله بالقول: للمرة الألف لا بد من القول إنّ مثل هذه الاجتهادات غير المعقولة سببها أنّ نظام الهيئة ولوائحه التنفيذية تعطي العضو سلطات، دون أن يكون هناك ضوابط محدّدة لممارسة سلطاته، وتعريف دقيق لماهيّة المنكر الذي يجب عليه إنكاره؛ فصار الاجتهاد الشخصي هو الذي يحكم العلاقة بين المحتسب والمواطن. غياب النظام وقصور الضوابط هي السبب الرئيس الذي أفرز مثل هذه (الضبابية) التي يتخبّط فيها هذا الجهاز والعاملون فيه. وأضاف: الحل هو النظام؛ أمّا بقاء الوضع كما هو عليه الآن، فإنّ النتيجة ستكون مزيداً من الفضائح والتجاوزات، طالما أنّ عمل عضو الهيئة يعتمد على اجتهاده، حتى أصبح البرقع هو الآخر مسألة فيها نظر؛ وربما يخرج آخر ليعتبر أنّ (القفازين) أيضاً من أوامر الله جلّ وعلا. الجدير ذكره إن هيئة الأمر بالمعروف تعرضت لانتقادات واسعة من الصحافة السعودية في الفترة الأخيرة الأمر الذي جعل البعض يؤمن بنظرية الاستهداف وأن هناك تعمد لتضخيم الأخطاء التي تقع من منسوبيها فيما يرى آخرون أن أخطاء الهيئة لابد أن تعيد حساباتها لتجنب الانتقادات التي تتعرض لها. --------------------- تنويه: اعتادت بعض الصحف الإلكترونية سرقة الموضوعات الصحفية من صحيفة "أنباؤكم" دون الإشارة للمصدر في تعدي سافر وصريح على حقوق الملكية الفكرية للآخرين، ودون مراعاة للضوابط المهنية والأدبية، وتتمسك "أنباؤكم" بكافة حقوقها القانونية والأدبية لذى جرى التنويه.