خلف الحربي - عكاظ السعودية التراشق بمقاطع الفيديو أصبح لعبة مسلية هذه الأيام، ويبدو أن هذا التراشق المصور سيتحول إلى شكل من أشكال التعبير في عصر العولمة، فعلى الصعيد المحلي تميز الحوار الإعلامي والفكري طوال الأسبوعين بلعبة اليوتيوب واليوتيوب المضاد، فيديو مثير يأتي كرد سريع على فيديو آخر أثار اهتمام الناس، وبعد ذلك يتم توزيع فيديو تصحيحي لترقيع سقطات فيديو سابق!. وقبل أن تتصاعد لعبة التراشق بمقاطع اليوتيوب المحلية طوال الأسبوعين الماضيين كان أكثر مقاطع الفيديو استئثارا باهتمام الجمهور هو ذلك الفيديو الذي كشفت فيه شرطة دبي أدق تفاصيل عملية اغتيال قيادي حماس المبحوح على يد عملاء الموساد، فقد أثار ذلك الشريط إعجاب الكثيرين، خصوصا أنه قدم وقائع الجريمة المعقدة بشكل متسلسل اعتمادا على التحليل الذكي الذي قامت به شرطة دبي لمئات الآلاف من الصور التي التقطتها الكاميرات المزروعة في المطار والفنادق والمجمعات ومواقف السيارات. أما هذا الأسبوع فإن مقطع الفيديو الأكثر سخونة هو مشهد ضرب طبيب نادي النصر السعودي على يد جماهير نادي الوصل الإمارتي في دبي، يدعي أنصار الوصل أن الطبيب قام بحركة خادشة للحياء كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت المشجعين ودفعت عددا كبيرا منهم للنزول إلى أرض الملعب والاعتداء على طبيب النصر، حيث أشبعوه لكما ورفسا ومزقوا ملابسه ثم اعتدوا على بعض لاعبي النصر الذين حاولوا إنقاذ الطبيب، وبعد تدخل لطيف من قبل الشرطة عاد مشجعو الوصل إلى مقاعدهم بكل احترام وهدوء!. واللافت أن الكاميرات المنتشرة في دبي بالإضافة إلى الكاميرات التي يحملها ألاف المشجعين في جوالاتهم.. ناهيك عن كاميرات التلفزيون التي كانت تنقل الحدث على الهواء مباشرة لم تلتقط أي صور لحركة الطبيب التي يقال إنها كانت السبب في الاعتداء عليه، قلت لنفسي ربما تكون كاميرات التلفزيون أو كاميرات المشجعين أو كاميرات دبي الذكية قد التقطت الحركة ولكنها وجدت أن عرضها أمر مستحيل بسبب بذاءتها، ولكن لو كان الأمر كذلك فعلا لتسرب المقطع بشكل أو بآخر إلى شبكة الإنترنت واكتسح خلال دقائق مشهد ضرب الطبيب، بل سيظهر حينها أكثر من يوتيوب يدمج بين لقطة الحركة إياها ولقطات تنفيذ العقاب الفوري!. كرة القدم دائما ما تتلاعب بالعقول المأزومة، وقد تابعنا قبل فترة قصيرة المهازل الإعلامية التي صاحبت مباريات مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم، ولعلنا نتذكر اليوم أن مقاطع الفيديو كانت أسلحة رائجة في تلك الحرب الكروية العجيبة، لذلك يجب أن نخفف من لغة الصراخ والتهويل التي عمت البرامج الرياضية الخليجية هذه الأيام كي لا تصبح بيئة خصبة لاقتناص العديد من مقاطع اليوتيوب المتوترة والتراشق بها بين الأشقاء!. عموما كان أطرف ما في مقطع الفيديو المتعلق بجمهور الوصل أن بعض المشجعين الذين شاركوا في حفلة الضرب العلني لطبيب النصر عبروا عن غضبهم الشديد من رجال الشرطة لأن هؤلاء كانوا يستعجلون عودتهم إلى مقاعدهم!.. (يا أخي الشباب تعبانين من كثر البوكسات والشلاليت اللي عطوها للرجال.. اصبروا عليهم شوي لين ياخذون نفس ويرجعون أماكنهم.. الدنيا ما طارت!).