استطاع نجوم اليوتيوب السعوديون المتخصصين في التقنية في الفترة الماضية تغيير شكل الساحة التقنية المحلية معلنين عن أنفسهم نجوماً مؤثرين يفوقون في شهرتهم شهرة النجوم التلفزيون. وقال فيصل السيف مؤسس قناة «تك بلز» أن بدياته كانت في عام 2009 وذلك بوضع تركيز أكبر على الإعلام الجديد مثل اليوتيوب وانتاج بعض الفيديوهات الخاصة بجديد الأجهزة، لكن في عام 2010 أصبح التركيز جدا أكثر حيث كانت بداية الالتفات الى برامج اليوتيوب حيث أسس القناة لتقديم كل جديد من الأجهزة والأنظمة الإلكترونية للمشاهد العربي وبمصداقية، وقد كانت ومازالت أهداف كثيرة إثراء المحتوى العربي على الإنترنت وتوعية المستهلك، كما أن علينا التخطيط الأدق والأوعى لإثراء المحتوى العربي الهادف بصفات إسلامية هادفة. وأشار إلى أن اليوتيوب منصة مرنه جدا بإمكانها أن توصل محتواك الى كل أنحاء العالم دون عناء، وان النظام التسويقي الذي تم بناء اليوتيوب عليه يتيح الانتشار لما هو مميز وهذه معادلة جميلة جدا، فليس أصحاب الميزانيات الدعائية الضخمة هم المتحكمون بل أصحاب الإبداع، وأن الفرصة ما زالت كبيرة جدا ولكن الصعوبات تزيد لزيادة البرامج، ونحن بحاجة الى «مبدعين لا مقلدين»، فكثير من أصحاب الأفكار لا يطبقها وهذه مأساة بحد ذاتها، أنصح أصحاب العلم الهادف مهما كان مجاله أن علمك ليس لك وحدك مع توفر المنصات المساهمة في انتشار هذا العلم. وأضاف أن فترة الإعلام الجديد ليس فترة لحظية فمن خلاله تغير أساسيات المعلومة وإيصالها، وأن اليوتيوب ليس بمجرد فيديوهات مبعثرة كما يظن الكثير، بل هو قنوات منظمه والكثير منها ذو أهداف نبيل، لكن الكوميديا غلبت اختياراتنا ولا مانع من الضحك ولكن هناك واجب علينا أن نغذي عقولنا بالمفيد أيضا. وقال محمد البسيمي مؤسس موقع «الكتروني» و»ترو جيمنج» أن بداياته بمجهودات شخصية قبل ظهور اليوتيوب على الساحة، حيث كنا نقوم ببرامج الإذاعة الصوتية المعروفة بالبودكاست على الموقع تروجيمنج، ثم اتجهنا الى تصوير برامج الفيديو، لكن بعد ظهور يوتيوب ومعرفة سهولة استخدامه، قمنا في العام 2007 بفتح قناة على يوتيوب في العام 2009 حيث بدأنا بنشاطنا بشكل مكثف أكثر، وبدأنا قمنا بتغطية الأحداث الإقليمية. وأشار إلى أن ميزة يوتيوب الحقيقية هي الوصول لجمهور كبير، فهو يعمل كمنصة مجانية فتحت الباب للمبدعين للحصول على فرصة مجانية و سهلة و بدون عوائق وسهل تواصلنا معهم بشكل أفضل، كما أن تواجد تطبيق اليوتيوب على الهواتف الذكية هو أحد أسباب نجاحه الكبير في السعودية، بل بشهادة جوجل فإن المملكة تعتبر أكثر دولة عالميا استخداما لليوتيوب عبر الهواتف المحمولة، لذلك أصبح الوصول الى الجماهير متاحا بشكل كبير، و هنا تكمن الشعبية الكبيرة لبرامج الإعلام الجديد. وأوضح البسمي أن الفرصة مازالت الفرص كبيرة ومتاحة، وقد لا يدركها الشباب وحتى كبار السن ، حيث تم حاليا توجيه الكثير من الجهود نحو البرامج الكوميدية، وهي ذات شعبية واسعة عالميا، لكن حقيقة هناك الكثير من الفرص لتقديم برامج هادفة أكثر ولم يتم استغلالها بالشكل الكامل حتى الآن، فنحن وجهنا اهتماماتنا نحو جديد الكترونيات المستهلك و التقنية الحديثة. وقال « المميز في يوتيوب هو سهولة الدخول و الاستخدام اليوتيوب فعلا عالم كبير ومميز دون عوائق طالما تملك كمبيوتر أو هاتف محمول و كاميرا، تستطيع الإنطلاق الى يوتيوب فورا، لكن من يطمح لتحقيق إنجاز معين فسيكمن السر في الموهبة أو الفكرة، وهذا هو التوجه الصحيح فحتى قنوات التلفزيون التقليدية أصبحت تبحث عن طريقة لجذب جمهور يوتيوب اليها، لذلك رأينا بعض نجوم يوتيوب يحصلون على فرصة للدخول لعالم التلفزيون التقليدي عبر بعض القنوات الشبابية الحديثة. ومن جانبه، أشار سعود الهواوي مؤسس موقع «عالم التقنية» إلى أن بدايته كانت عبر إنشاء موقع خاص على شكل مدونة التقنية كانت تحمل الكثير من الأخبار والمقالات التقنية وبعض الأخبار العامة، كون أني كنت متخصص ببرمجة الحاسب، وكنت مؤمن جدا بأن الفيديو سيلعب دور كبير في المساعدة انتشارنا حيث كان لنا بث مباشر لبرنامج تقني أسبوعي، بعد ذلك أنشأنا قناة خاصة بموقع عالم التقنية نشرنا فيها العديد من المقاطع الخاصة ولعل أهم ما قدمناه في القناة بتغطية جلسات المؤتمرات التقنية. وأكد الهواوي أن اليوتيوب ساهم في ظهور الكثير من المواهب السعودية وجعل من الشاب السعودي يستغل اليوتيوب في تكوين شخصية وخلق فرص عمل، حيث أصبحت القنوات السعودية المشهورة تحقق أرباح كثيرة، وأن هذا الانتشار الكبير للقنوات السعودية في اليوتيوب في خطر في المستقبل والسبب أن القنوات التلفزيونية لن تكتفي بالتفرج على نجاح الشباب السعودي في اليوتيوب وتريد هي بنفسها ان تستفيد، ودخول القنوات يعني وجود جهات بميزانيات خياليه تفوق ميزانية أصحاب القنوات في اليوتيوب، ولقد رأينا بأنفسنا كيف أن بعض نجوم اليوتيوب أصبحوا يظهرون في قنوات التلفزيون بسبب ان الإغراءات المالية المقدمة من القنوات التلفزيون التي يصعب ولذلك هذا الخطر سيكون قائم خلال الفترة القادمة. وأشار سعود الخميس مؤسس موقع «سعودنولجي» أنه تأثر بالدكتور مصطفى محمود من خلال تقديم المعلومات المعقدة بشكل ميسر وبشكل مجاني وكانت هذه نقطة البداية في عام 2007، لم يتوقع الوصول إلى هذا العدد من المتابعين في البداية لكن في فترة من الفترات لم يكن اليوتيوب معروف بشكل كبير في السعودية ووصلت مشاهدات القناة إلى 500 ألف مشاهدة فزاد التركيز على المحتوى المرئي. وقال الخميس « المتابعات لم تقتصر المتابعين في المملكة أو الدول العربية بل وصلت خلال من فترة بسيطة إلى متابعين غير العرب وكان هذا سبب كافي لدعمي معنويا وتقديم محتوى أثري من ذي قبل قوى بمراحل من الآن تقديراً لكل المتابعين، وهذا العصر يعتبر العصر الذهبي للتقنية بشكل عام والمحتوى المرئي هذه الأيام أصبح طاغي بشكل كبير في الوصول الى المعلومات لدرجة أن اليوتيوب تفوق على التلفاز بشكل كبير وأتاح فرص متعددة في مجالات عديدة سواء التسويق تجارياً أو المحتوى المجاني».