حيثما أسير في شوارع جدة، وخاصة في الجانب الشمالي الغربي منها ، أحس أني في مدينة أميركية فهناك المولات التي لا يخلو منها أي شارع من شوارع جدة وهناك مقاهي الاستاربروك ومحلات الدونات وباسكنز روبنز وبالطبع وقبل كل شيء مطاعم الماكدونالدز والكنج برجر والبيتزا هوت ، وهناك محلات الجزم إديداس ونايكي ومحلات الجينز والديزل وجس ، ويخرج المرء بانطباع طاغ بنجاح الغزو الثقافي الأميركي ، ونحن لسنا بدعاً في ذلك فهاهو ماكدونالدز يغزو الصين مع أن الأكل الصيني من أعظم المأكولات في العالم ويتوقع المدير التنفيذي لماكدونالدز أن عدد مطاعمه سيصل إلى الألفين بنهاية العام 2013، على أنني لحسن الحظ لاحظت أننا بدأنا نقاوم هذا الغزو فقد انتشرت في المدة الأخيرة في جدة مطاعم المطبق والمعصوب والعريكة والفول والطعمية والحنيذ والمندي، وفي بريدة فإن مهرجان الكليجا يمثل هجمة مضادة لهذا الغزو، وبجانب الغزو الثقافي هناك استلاب ثقافي إن صح هذا التعبير ، وهو استلاب يمارسه اليهود وهدفه الفلافل أو الطعمية والحمص والمتبل، وفي باريس شارع اسمه دي روز تصطف على جانبيه محلات الفلافل ، وأصحابها جميعم يهود، وعلى اللبنانيين بالذات أن يصدوا هذا الغزو على ثقافتهم خاصة وقد اقتنع كثير من الفرنسيين بأن الفلافل أكلة يهودية، فهل يفعلون ؟