فضحت ويكيليكس خفايا أسباب سقوط فاروق حسني في انتخابات اليونسكو، وكانت الولاياتالمتحدة وراء هذا الفشل، وكان الدافع إليه تصريحا لفاروق حسني قال فيه: إن إسرائيل ليس لديها ثقافة وأنها سرقت ثقافة الآخرين وادعتها لنفسها، وهذا صحيح وواضح وضوح الشمس في رابعة النهار، فقد جاؤوا من أوروبا، وكانوا أقلية في المجتمعات التي عاشوا فيها، ولذلك لم يكن ممكنا أن تقوم لهم ثقافة في ظل ثقافة الأكثرية في هذه المجتمعات، حتى أدبهم لم يعكس هوية يهودية، وحين نقرأ كافكا وهو أعظم كاتب يهودي لا نشعر بأنه يهودي، وأنه مختلف عن باقي الكتاب الألمان، وحين جاؤوا إلى فلسطين حاولوا أن يتجذروا فيها بسرقة ثقافة المنطقة وتبنيها، وهذا ما فعلوه ونجحوا فيه إلى حد ما، ولعل أسرع الأدلة التي تتوارد إلى الذهن في هذا الصدد سرقة المغنيات الإسرائيليات لأغاني أم كلثوم وفيروز التي تغنيها المطربة الإسرائيلية ساريت، وإذا اعتبرنا الأطعمة جزءا من الثقافة، فقد سرقوا أيضا أطعمتنا وخاصة الفلافل، وهناك شارع في باريس أغلب سكانه من اليهود واسمه دي روز تنتشر فيه مطاعم الفلافل، وقد عرفته عن طريق صديق فرنسي قال لي إن هذا الشارع فيه مطاعم تقدم أكلات يهودية، وقد سرقوا أيضا سلطة الحمص والمتبل التي تعرض العلب التي تحتويها في السوبر ماركيتات الفرنسية، وعليها "صنع في إسرائيل" على أن الجريمة الكبرى أنهم سرقوا التاريخ، واعتبروا تاريخ فلسطين تاريخا يهوديا.