عضوان الأحمري - الوطن السعودية أحياناً تشعر أن الصراخ على قدر الألم من بعض الشخصيات, وفي أوقات أخرى يراودك الشعور لكن بمنظور آخر, أن بعض الشخصيات قد وظفت نفسها حتى تدخل في سباق "الصارخ الأعلى"؛ هذا ما يحدث للأسف حين نخرج كسعوديين نتحاور في شأن محلي بحت على قناة فضائية عالمية. في برنامج أجندة مفتوحة الأسبوع الماضي على قناة BBC العربية, تبادل الشيخ محمد النجيمي والكاتب عبدالعزيز الخميس الشتائم والألفاظ الخارجة عن أدب الحوار, فيما تحلى بقية الضيوف وخصوصاً الناشط الحقوقي عبدالرحمن اللاحم, الذي تجرد من أي أيدولوجية ليجيب على الأسئلة من منظور قانوني بحت ووطني, وهو ليس بمستغرب عليه فقد حمل على عاتقه عشرات القضايا الوطنية الإنسانية. النجيمي يصف الخميس بكذا وكذا.. ويرد الخميس على النجيمي بقوله أنت كذا.. وأنت كذا.. فيما ضاع صوت المذيع أثناء هذا التراشق. وهذا لم يعد مستغربا على بعض الضيوف الفضائيين, وأتمنى من النجيمي الذي أكن له التقدير والاحترام كشخص فقيه ألا يظهر كثيراً حتى لا تحترق ورقته الأخيرة. في الوقت الذي كان فيه الحوار الوطني في الأحساء راقياً وفعالاً, وآتى أكله كما يقول الأستاذان الأنيقان والدكتوران، حتى لا نهضم الناس ألقابهم، علي الموسى وحمود أبو طالب نجد أن الفضائيات تنضح بالحوار اللاوطني واللا أدبي, أبطالها دائمون ومعروفون, قد تجدهم مستعدون في أي لحظة لترديد نفس الألفاظ والمصطلحات والأفكار والدوران حول أنفسهم أحياناً إن لم يقم أحد باستضافتهم. في برنامج أجندة مفتوحة, كان اللاحم يفند بعض القضايا قانونياً ويشرح الموقف القضائي منها, وكانت الكاتبة والإعلامية مها عقيل تتحدث من الجانب الإعلامي والدكتورة سميرة العسيلان من تجربة لها في كلية الطب وعن الاختلاط وأنه لا ضرر فيه على المجتمع, وفجأة يصرخ النجيمي من الرياض ويرد عليه الخميس من لندن, وضاعت الحلقة في تهم وألفاظ وتخوين, استفدنا منها أن الفضاء الذي أصبح مفتوحاً للجميع لم يخرج سوى فتاوى مضحكة وأخرى قاتلة, وفتن مذهبية والأغرب شخصيات تصرخ حتى لو لم يتحدث معها أحد.