حذّر الدكتور محمد النجيمي من التطرف, سواء التطرف الديني أو الليبرالي، واصفا حلقة (طاش ما طاش) التي عُرضت ثالث أيام شهر رمضان, بأنها كانت موغلة في التطرف اللليبرالي. وقال الأستاذ الدكتور محمد النجيمي، رئيس الدراسات المدنية في كلية الملك فهد الأمنية, وأستاذ الفقه المقارن في المعهد العالي للقضاء, وعضو المجمع الفقهي الإسلامي؛ ل (عناوين): "إن صاحب الفكرة والحوار هو يحيى الأمير، ومن المعروف أن يحيى الأمير ليبرالي متطرف غير محايد, وله تصفية حسابات مع التربية والتعليم". وشدّد النجيمي على أن المسلسل من أوله إلى آخره أكاذيب، موضحا: "فلنبدأ بموضوع الوطني والمواطنة، فالاحتفال باليوم الوطني مسألة متنازع عليها بين الفقهاء المعاصرين". وبيّن أنه عندما عَرض المسلسل أنه أثناء الاحتفال باليوم الوطني عقدت ندوة ذكر فيها منكرات الاحتفال باليوم الوطني، فهذا أمر غير صحيح. وقال: "أنا حضرت بنفسي أكثر من مناسبة, وما يتم فيها هو الحديث عن المواطنة في الإسلام وجهود الملك عبد العزيز في توحيد المملكة والدعوة إلى نبذ التطرف والإرهاب والحث على طاعة ولاة الأمر". وأضاف: "لا شك أن هناك منكرات تقع في الاحتفال باليوم الوطني ويجب التحذير منها, كإغلاق الشوارع بالسيارات ووضع علم المملكة على الجزم التي تقع من البعض". ونوّه بأنه عندما تحدّث يحيى الأمير من خلال الحلقة عن أنه يريد تعليما مدنيا, فقد ترك كلمته مبهمة، ولم يوضح ماذا يريد بالتعليم المدني, ولم يحدّد ماهيته. وحول المقابلة التي تكون في وزارة التربية والتعليم، قال النجيمي: "هي ليست مقابلة علمية بحتة, وليست مقابلة دينية بحتة, كما أراد أن يسوق الأمير، يجب أن تحدث المقابلة لكي نحذر من أن يتسلل إلى التعليم أصحاب التفكير المنحرف, سواء كان انحرافا دينيا أو انحرافا أخلاقيا، إذن فالهدف منها معرفة فكر الإنسان". وقال النجيمي: "ما حدث في الحلقة هو تصفية حسابات، ومن المعروف أن يحيى الأمير شخص محيّد في وزارة التربية والتعليم, بل إنه لا يملك مكتبا". وأضاف: "وحول ما ذكر في كتاب الحديث للصف الثالث الثانوي عن حرمة استقدام الخدم من غير المسلمين، فهو أمر مستبق عليه ومعروف لدى المشايخ جميعا والتربويين أيضا, ومن آثار ضرر الخدم على الأسر السعودية؛ أن الخادمة لدينا تعمل في دور المربية, فكيف لهم أن يأمّنوا على أبنائهم مع غير المسلمين, ومعروف مدى خطورتهم على أفكار الناشئة؟". وقال: "عندما ذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (أخرجوا الكفار من جزيرة العرب), فهذا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يجوز تغييره أو تحريفه، وهو يتساءل: "لماذا لم تذكر السعودية فقط"، فإنه من المعروف أن ثلاثة أرباع الجزيرة العربية هي المملكة والربع الآخر هو جمهورية اليمن الشقيقة؟" أما عن تحريم البطاقات المصرفية, فإن المقصود منها بطاقات الفيزا, التي أجمعت المجامع الفقهية على تحريمها, لأنها تتعامل بالربا، وليس المقصود البطاقات المصرفية العادية التي نستخدمها يوميا ونسحب عن طريقها المال من الصراف الآلي". وأردف النجيمي قائلا: "نحن وصلنا إلى مرحلة جيدة من الحوار، ولكن يبدو أن الجانبين المتطرفين, سواء الليبراليين المتشدّدين أو المتشدّدين دينيا, سيجرّوننا إلى معارك جانبية". وأضاف: حلقة المسلسل كانت متطرفة وإرهابية، ولا تسهم في تطوير التعليم، بل تجعل للمتطرفين مدخلا جديدا. وحذر النجيمي من التطرف, سواء الليبرالي أو الديني، قائلا: "ولمصلحة الطرفيين أن تبقى المعركة قائمة، فكل من الطرفين مرتبط بأجندة خارجية، وقد يدخل في حربهم العاقل وغير العاقل". وأضاف: "إن الحلقة أعادتنا إلى المربع الأول، بل إن التيارين كل منهما يغذي الآخر". ودعا قناة (إم بي سي) إلى أن تسهم في حل المشكلات الداخلية الحقيقية، وأثنى على أول حلقتين من المسلسل، قائلا: "الأولى التي كانت تتكلم عن الحجر, والثانية عن الفقر, كانتا رائعتين". وقال على القنوات الخاصة، وخاصة السعودية منها يجب عليها أن تتناغم مع الوضع الداخلي السعودي المتمثل في الثوابت الوطنية والدينية ، لا أن تسعى لإثارة الفتن.