استمرت تداعيات فتوى الداعية السعودية الشيخ عبدالرحمن البراك التي طلب فيها قتل من يجيز الاختلاط في ميادين العمل والتعليم. فبعد حجب موقعه في السعودية الذي نشر تلك الفتوى، رحب الشيخ الدكتور محمد النجيمي بدعوة الكاتب حمد الباهلي لمقاضاته على تصريحات وصف فيها بعض الكتاب السعوديين الذين اعترضوا على الفتوى بأنهم "طابور خامس" يمارس أدواراً تخدم المصالح الإيرانية. وطالب النجيمي الباهلي "بالتحاكم أمام المحاكم الشرعية وليس أمام لجان إعلامية" قائلاً "عندها ستسقط الكثير من الرؤوس". و كان الباهلي بدوره قد طلب مقاضاة الأول من قبل رؤساء تحرير الصحف السعودية وهيئة حقوق الإنسان وهيئة الصحافيين. وقال في حديث عبر قناة "الاقتصادية" الفضائية إن هذا الاتهام خطير ويمس رؤساء تحرير الصحف السعودية وينتزع المصداقية منهم، مضيفاً أن عبارة "الطابور الخامس لإيران" بحد ذاتها جنحة عقوبتها السجن. وجاء هذا التراشق على خلفية تأييد النجيمي لفتوى البراك حيث وصفها بأنها "مترابطة ومتناسقة". وقال لموقع "العربية.نت" اليوم : إذا أراد الباهلي المحاكمة فأنا أرحب بالمحاكم الشرعية التي يهربون منها، وأقول أهلا وسهلا، فليقبل بالتحاكم أمامها، وليس أمام اللجنة الإعلامية التي نعرف جميعاً أنها ضعيفة جداً، لكن القضاء الحقيقي هو القضاء العام. وأضاف "أنصح حمد الباهلي ألا يتحدى أمام المحاكم لأن احتمال الذهاب للمحاكم العامة وليس اللجنة الإعلامية أكبر، ومن المحتمل أن تسقط الكثير من الرؤوس. فهناك سيتحدد من المصيب من المخطئ منا". وكرر النجيمي انتقاده الأخيرة لمجموعة من الصحفيين الذي وصفهم بأنهم لا يتحرون الحقائق ويحاولون شن هجمة إعلامية أخرى ضد الشيخ البراك على غرار ما حدث مع الشيخ سعد الشثري على حد تعبيره، مستنكراً سكوتهم عن بعض التصريحات التي وصفها بالخطيرة، وقوبلت بصمت مستغرب منهم. على الباهلي محاكمة نفسه أولاً وعن أسباب الصمت رأى النجيمي أنها "ثلاثة أسباب لا رابع لها، إما أنهم خائفون بسبب سيطرة حزب الله على أجزاء كبيرة من لبنان ووجود الكثير من المناطق ذات النفوذ الإيراني في لبنان وسوريا، فهم يخشون أن يتعرضوا لمضايقات حين يسافرون لقضاء إجازاتهم هناك، وإما أنهم يتجاهلون الأمر، ويقولون لا يعنينا، وفي هذه الحالة لماذا تجاهلوا هؤلاء، ولا يتجاهلون الكلام الذي يكتبونه ضد علماء المملكة؟، إذا أردت (التطنيش) فطنش الجميع". والسبب الثالث في رأي النجيمي "أنهم متماهون مع الفكر الإيراني وليس معناها أنهم عملاء كالمعنى الموجود في المخابرات، لكن متماهي أي متوافق فكرياً، ونحن نعرف الاستراتيجية الإيرانية التي تركز على القتل والإساءة للرموز السنية والوطنية في الدول السنية، والدليل على ذلك أنه قد حصل تصريحات من الرئيس حسني مبارك وملك المملكة الأردنية الهاشمية والأمير سعود الفيصل في أنه يوجد نفوذ إيراني قوي وخطير في المنطقة". وأضاف "حمد الباهلي عليه أن يحاكم نفسه قبل أن يحاكم الآخرين وهو واحد من هؤلاء الكتاب، أيضاً محمد العلي أحد كتاب صحيفة "اليوم" تهجم على معاوية رضي الله عنه ولم أر حمد الباهلي كتب حرفاً واحداً رغم أنه يكتب معه في نفس الصحيفة". ونفى النجيمي أن يكون حديثه في لحظة غضب قائلاً " عندما تقول الخط الاإراني أو الطرح الإيراني أو الفكر الإيراني فهو خط فكري، كونك تتهجم على علماء السنة، فلو أن واحداً -أي علماء السنة - منهم قال كلمة فإنهم يؤولونها إلى عشرين تأويلاً، فقد سبق و كتبوا ضد اللحيدان والفوزان والبراك والعريفي والشثري". النجيمي يتحدى الباهلي وطالب النجيمي "بنقل العديد من الأسئلة إلى حمد الباهلي متحدياً الأخير أن يملك الرد عليها"، وقال "إسألوا حمد الباهلي لماذا لم يطالب بمحاكمة نمر النمر وهو سعودي في المنطقة الشرقية ويقوم بتأليب الناس على الحكومة ويثير المشاكل؟ فلماذا لم يطالب بمحاكمته وكذلك محمد العلي وهو من شتم معاوية رضي الله عنه قبل سنتين تقريباً في صحيفة اليوم؟". وأضاف "لماذا لم ينتقد حمد الباهلي المرجع الذي يقلده ملايين الناس، و لماذا لم ينتقد من قال من لا يؤمن بعصمة الأئمة الإحدى عشر، ويعرف إمام زمانه الثاني عشر فهو على حد الشرك بالله، وإذا مات مات ميتة جاهلية وهو من الهالكين الخالدين في نار جهنم". رغم أن محمد الهاشمي رئيس قناة المستقلة عارض عبارة المرجع وظل يدعو المرجع ومن حوله للظهور وتوضيح العبارة فلم يخرج منهم أحد، وأنا تناقشت مع فرحان الساعدي مدير مكتب المرجع على قناة الحرة أكثر من ساعة وطلبت توضيح ولم يرد علي، فهل كل هذا لم يره الكتاب السعوديون ولم يسمعوا به ومنهم الباهلي". واستغرب النجيمي أن يتم تحويل حديثه عن الخط الإيراني، كتصنيف، خاتماً حديثه ل"لعربية.نت" متحدياً الباهلي بالرد والكتابة عن هذه القضايا الثلاث. وكان الشيخ محمد لنجيمي قد ظهر في مداخلة هاتفية في قناة الاقتصادية أثناء برنامج يناقش تفاعلات فتوى الشيخ البراك الأخيرة وكان ضيف الحلقة د. عبدالرحمن الوابلي الكاتب في صحيفة الوطن، حينما ظهر الشيخ النجيمي واتهم العديد من الكتاب بالتغاضي والصمت عما وصفه بالتكفير الفعلي مثل قول بهاء الدين الأعرجي و حسن سليمان وغيرهم، كما ذكر أن بعض الصحفيين يشكل طابوراً خامساً وبعضهم الآخر خطاً إيرانياً .