تعزف انامل البعض هذه الايام على اوتار التغيير المناهجي الخاص بالمواد الشرعية في مدارسنا للحاجة الماسة لصناعة وعي حضاري جديد قادر على تقبل تغييرات العالم المتحضر ( كما يزعمون ). وهؤلاء العازفون على وتر المناهج لاحداث انتقالة في عقول النشء هم ابعد عن فهم منهجية التغيير أصلاً. فالمناهج الدراسية في عمومها ما هي الا وسائل تعليمية - نظرية كانت او عملية - ذات بعد عقلي محدود أعدها مختصون في التعليم وهي – كما يعلم عقلاء التعليم عامة – قد مرت على مراحل تغييرية ملحوظة بحسب التغيرات الواقعية وهذا أمر طبيعي ناشئ عن بشرية الاعداد والمنهجية والتطورات الحادثة في العالم. فالتغيير هو التغيير، ولكن هل يعي هؤلاء العازفون ماهي منهجية التغيير قبل ان يطرقوا ابواب تغيير المناهج الشرعية؟ التغيير ايها الاخوة ليس مجرد انتقال من حالة الى حالة اخرى، وليس مجرد ألماً وصفياً يشعر به الفرد عند انسلاخه من حالته الراهنة ، وليس مجرد تجربة قاسية من تجارب الحياة ، بل هو عملية نفسية في أصلها فكرية في تأثيرها ، ونحن اذ نطالب بتغيير ما فيجب ان نكون عارفين بمنهجية التغيير المطلوب احداثه. ويجب ان تكون فلسفة التغيير المناهجي للمواد الشرعية عبر فهم منهجية التغيير اولاً،ولا يعي ذلك الا اهل الاختصاص الشرعي وليس كل من هب ودب ممن كتب وانشأ وصار له عمودا في صحيفة ومقالا دوريا في صفحة الرأي. التغيير مسؤولية يتحملها من له حق التغيير وليس لمن لهم باع في تغيير الحق، فالصمت ايها العازفون اولى من صناعة زوبعة فكرية تشوش على الناس مفاهيمهم وثقتهم في منظومة التعليم في بلادنا، فكما انه لا يحق للعالم الشرعي ان يطالب بتغيير المنهج الاقتصادي مثلاً في البلد نظراً لعدم تخصصه وقلة فهمه فمن باب اولى عدم احقية كتاب الصحف اليومية ممن تخصصوا في الهندسة والكيمياء ان يتحدثوا في تغيير المناهج الشرعية. فهل نتعلم يوماً فلسفة اي الابواب تطرق اولاً..!!! * كاتب سعوي