انباؤكم - معركة قرندايزر وسبيس تون يحتدم في صدري تأوهات ذكرى،وتراتيل زمن، وينتصب في مؤخرة جمجمتي تمثال الرجل الاخضر وقتالية قرندايزر. انها خيالاتي التي تجرني بلا رأفة موالي ولا شفقة محب، لتتسع حدقة ذهني ويضمحل واقعي، وكل هذا في ثواني او جزيئات منها. فهل لبداهة الخِلقة دور في ذلك ، وهل يحدث هذا مع اصحاب الجماجم والاخيلة مثلي، ام انني نفرت بتصوراتي عن منظومة البشر واخيلات الخلق، بتفرد غير مقصود وبندرة جهلاء. ولماذا تظهر في عقلي تلك التصورات والتخيلات؟؟ ولماذا أجد نفسي انساق لها بنظرة تخترق ما امامي لتثبت على نقطة لم توضع لاجل تلك النظرة الحيرى؟؟ انني اعرف السبب، ويعرفه كل من عرف لغة الصورة والصوت، وشيفرة السيناريوهات. "كل ما اراه يثبت في عقلي" مقولة يعرفها اصحاب اللغة التأثيرية الملفوظة وغير الملفوظة. من اكثر من خمس وعشرين سنة كان لقرندايزر صفحة في عقولنا وقالب يشكل سلوكاتنا الصغيرة، فها أنا اخرج من بيتنا لاجعل كفي طائرة تطير وصوتي صدى لهديرها ، ثم اخترق حواجز وهمية لاقذف بقنابلي الحارقة صوب ارض غبارية لاحثو بعدها بالغبار بقدمي ليموت عدوي واكسب المعركة ثم اعود لوطني. قصة قصيرة،واحداث متقطعة،ونهاية احبها. ومرة اخرج من بيتنا لاحدّث نفسي، واعاقب جندي، واجلد حاجز جيراننا وكأنه حارسي الخاص لانه اخطأ، بحق من اخطأ ؟ لا اعلم ، المهم اني من يعاقب. الحمد لله ان قرندايزر كان صاحبنا في تلك الحقبة، ولم يكن بطل من ابطال سبيس تون، او ام بي سي ثري، لكان الوقع اشد، والصواريخ تخرج من ظهورنا بين العظم واللحم، واصوات متداخلة، وتشويش لعقل صغير كاد ان ينفجر لانه حفظ جدول الضرب. انها والله مأساه أن نعلم خطورة قنوات تتحكم عبر عملياتها التأثيرية في عقول صغارنا، ثم يكبروا فنلومهم لانهم خرجوا عن الجادة ،وجرحوا شخصياتهم بسكين العنف وكسروا ذواتهم بفؤوس الفتنة. رفقاً بابنائكم وبناتكم وليكن في قلوبكم رحمة، فما تفعلونه اسميه "بالعنف الوالدي المغلف" فهو مغلف برحمة ابوية وحب والدي فطري، ولكنه في حقيقته عنف خفي متطرف، واسراف في القتل، فهو قتل للشخصية، وقتل للمواهب، وقتل للرجولة في ابنائنا وللانوثة في فتياتنا، وقتل ايضاً للفكر والاخلاق. لا تتوقعوا أن رؤية فيلم كرتوني او بشري حقيقي هو مجرد مشاهد ذات تسلسل عشوائي مرتبط بزمن غير مدروس، انه اسلوب تأثيري عقلي، يغزو الروح فيمزق فيها عذريتها ويدهس كل حياة تنمو في جنباتها فتخلق انسانا منقادا حتمي الهلاك. فلا تلوموا اولادكم على انحرافهم ان انحرفوا، بل لوموا قرندايزر أنه لم يقتل احد ابطال سبيس تون ليحل محله ونعود ادراجنا لنثير الغبار ونهزم العدو ونكسب المعركة ونعود بعدها للوطن. عجبي ،، *كاتب متخصص في التأثير اللاواعي