عاش المسلمون في العالم الإسلامي ليالي وأياما جميلة في شهر رمضان المبارك، ولعل من أبرز المزايا التي لمسناها في هذا الشهر العظيم الإقبال من الناس على الطاعة والعبادة وهو أمر يتكرر كل عام، ومن الذين استمتعوا بروحانيات شهر رمضان الذين قضوه في ربوع المسجد الحرام أو المسجد النبوي حيث الأجر العظيم والحسنات المضاعفة عن غيرها من مساجد العالم، ويبقى المسجد الحرام الأكثر إقبالا والأكثر تميزا في الإٌقبال على الله, واستمتع الناس بالصلاة في أفضل بقعة على الأرض المسجد الحرام، وعاشوا أياما جميلة وهم يصلون خلف أئمة المسجد الحرام بأصواتهم المميزة والعذبة, نسأل الله لنا ولهم القبول والأجر الجزيل. ولكن بعد نهاية شهر رمضان اختفت بعض الأصوات التي اعتادها الناس في رمضان إلا ما ندر، ولعل الذي يتابع جدول الصلوات في المسجد الحرام يجد أن الشيخين المعيقلي والجهني لا يوجدان في الصلوات المفروضة إلا في حال غياب بعض المشايخ, حيث إن صلاة الفجر يصلي فيها - إماما - الشيخ سعود الشريم في حال غياب الشيخ ابن حميد وصلاة الظهر بين الغامدي والغزاوي, وصلاة العصر الشيخ أسامة خياط, وصلاة المغرب الشيخ السديس وصلاة العشاء الشيخ صالح بن طالب، ولم يتبق إلا الشيخان المعيقلي والجهني اللذان ربما وجدا في حال غياب بعض المشايخ، وكثير يتمنى أن يكون الشيخ المعيقلي إماما لإحدى الصلوات الجهرية بالتناوب مع بعض المشايخ من أئمة الحرم, فهو صاحب صوت عذب ينال اهتمام المصلين ويرتاحون لقراءته، ويسهم في خشوع المصلي أثناء أداء الصلاة، ولذلك نتمنى ألا يقتصر دوره على الصلاة في رمضان فقط أو في حال غياب بعض الأئمة الموضوعين في الجدول، ونتمنى أن تسند إليه بعض الصلوات الجهرية كما أسلفت مسبقا مثله هو والشيخ عبد الله الجهني ولو بالتناوب، والجميع فيهم البركة لكن حاليا الشيخ المعيقلي أحد الأئمة الذين يتمنى المصلون في المسجد الحرام الصلاة خلفه في بعض الصلوات الجهرية، وقد ذكر لي صاحب أحد محال التسجيلات الإسلامية أن أشرطة القرآن للشيخ المعيقلي عليها طلب كبير من قبل محبي الشيخ، وكذلك الشيخ الجهني يتميز بصوت طيب وعذب وله محبوه، ولهذا فإنه من المؤمل أن نجد هذين الشيخين يتناوبان بعض الصلوات الجهرية بعد انتهاء رمضان بصفة مستمرة، وهذا أمر طيب نتمنى أن يتحقق، ولا سيما أن جميع المشايخ أئمة المسجد الحرام لهم أصواتهم الجميلة والمميزة في قراءة القرآن، والكل يرتاح لها وعندما يحدث التناوب يشارك جميع الأئمة في أداء الصلوات طوال العام، وهذا في حد ذاته له تأثير إيجابي ويعطي الفرصة لجميع الأئمة للمشاركة في الصلاة في المسجد الحرام. نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى, إنه ولي ذلك والقادر عليه.