يعيش المسلمون في العالم دقائق ثمينة، وهم يستمعون إلى البث المباشر لإحدى الصلوات الجهرية من المسجد الحرام أو من المسجد النبوي، ويستمتع المتابعون للصلاة التي لا يخلو بيت من الاستماع لها من الراديو أو مشاهدتها عبر التلفاز من التأثر بكلام الله، وهو يتلى من أحد أئمة الحرم، خصوصا المسجد الحرام الذي يتميز بوجود عدد من الأئمة أصحاب الأصوات الجميلة، ويعد الشيخ ماهر المعيقلي أعذب هذه الأصوات بقراءته المؤثرة في المستمعين، وقبل ذلك في المصلين، وقد أعجبني أن يكون هناك تناوب في الصلاة الجهرية بين أئمة الحرم، وخصوصا إعطاء الفرصة للشيخين ماهر المعيقلي والشيخ عبد الله الجهني اللذين كان أكثر ظهور لهما في رمضان كل عام وبعض أيام السنة، وأذكر أني كتبت مقالا في هذه الجريدة قبل قرابة العام طالبت بأن يأخذ المعيقلي والجهني الفرصة في الصلاة الجهرية بالتناوب مع الشيخين القديرين السديس والشريم، إضافة إلى الغامدي وغزاوي، والحمد لله هذا مشاهد الآن، ونسأل الله أن ينفع بهم جميعا، ولعل الذين استمتعوا بروحانيات شهر رمضان الماضي، حيث الأجر العظيم والحسنات المضاعفة يرى أن المسجد الحرام الأكثر إقبالا طوال العام، والناس التي تأتي من خارج هذه البلاد يشدها كثيرا صوت الشيخ ماهر المعيقلي - وفقه الله - بنبرة صوته الحزينة والمؤثرة، حتى من يعيشون في هذه البقاع الطاهرة أو يستمعون لهم من خلال وسائل الاتصال المختلفة للصلوات الجهرية، ولو دلف أحدنا إلى بعض المكتبات المجاورة للحرم المكي والمكتبات لوجد حجم الطلب على أشرطة أئمة الحرمين لما لهم من تأثير في السامع، فسواء كان القارئ الشيخ سعود الشريم أو الشيخ عبد الرحمن السديس أو الشيخ الجهني أو الشيخ ماهر المعيقلي حتى الشيخين خالد الغامدي والغزاوي، فإن لكل واحد منهم معجبين بقراءتهم، فالناس أذواق، وكل يتذوق القرآن، ويستشعر لذته من القارئ الذي يميل إليه وهم جميعا محل تقديرنا واعتزازنا فهم أئمة أفضل المساجد على سطح البسيطة، والمسلم المحب لدينه الذي يأتي إلى مكةالمكرمة إما لعمرة أو لحج يريد أن يحظى بمزيد من الصلاة في المسجد الحرام، ويريد أن تنعكس هذه الصلاة على عمله وعلى طاعته، ومحافظته على الواجبات الدينية، وربما كان لهذه الزيارة أو الحج تحول طيب في حياته فيكون أكثر محافظة على الصلاة في المسجد وأدائها في وقتها، لأنه تأثر بالصلاة في المسجد الحرام، وواصل لعدة أيام، واستمع لقراءة مختلفة من أئمة الحرم منهم من كان صاحب صوت عذب نال اهتمامه أكثر من غيره، فكان يرتاح لقراءته وصلاته، لأنه أسهم في خشوعه، وكما كان الشيخان السديس والشريم هم الأكثر مبيعا في أشرطة القرآن في التسجيلات الإسلامية، فإن الحال الآن تبدل، كما ذكر لي صاحب أحد محال التسجيلات الإسلامية أن أشرطة القرآن للشيخ المعيقلي عليها طلب كبير من قبل محبي الشيخ، وكذلك الشيخ الجهني يتميز بصوت طيب وعذب وله محبوه، ولهذا فإن التنويع الذي نشاهده الآن يرضي جميع محبي مشايخ الحرم المكي - وفقهم الله - لكل خير .. نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى, إنه ولي ذلك والقادر عليه. الكاتب : سعد السهيمي