لا شك أن انتشار مرض إنفلونزا الخنازير H1N1/A يحتاج إلى توعية صحية شاملة، خاصة أن الناس أصبحوا في رعب من هذا المرض، لا سيما مع الإعلان عن حالات الوفاة لبعض المصابين بهذا المرض، وفي إطار الحملة التي تقوم بها وزارة الصحة لتوعية الناس بهذا المرض أقترح عليها أن تنظم محاضرات توعوية للناس في المساجد واستغلال تجمع الناس في صلاة التراويح لتنفيذ هذه الحملة أو حتى بعد شهر رمضان، فالمساجد من الممكن أن تكون أحد أهم أماكن التوعية بهذا المرض، وتكون هناك مشاركة من بعض العلماء للحديث عن الوجهة الشرعية في مثل هذه الأمراض، وبذلك تحقق الوزارة نقلة في التوعية بحيث تصل مباشرة للناس، لأنه مع احترامي وتقديري للخطباء لو قاموا بالتوعية في هذا المرض فمن الصعب أن تصل الرسالة، فالناس تريد أن تكون الرسالة من المتخصصين في المجال الطبي، ويمكن أن تكون ضمن خطة الوزارة التوعوية. وهذه خطوة يمكن أن تحقق النجاح وإيصال الرسالة للناس, خصوصا لو تمت فيما تبقى من رمضان لتجمع معظم الناس في المساجد، ويمكن اختيار بعض المساجد الكبيرة في بعض المدن لتكون منطلقا لهذه الحملة، والمسجد يرتاده الناس بشكل يومي خمس مرات ، ويمكن أن تكون مثل هذه المحاضرات أو حتى الكلمات بعد صلاة المغرب أو العشاء، أو حتى بعد صلاة الجمعة، وهي تضاف لخطوات التوعية التي في نظري يمكن أن يستغل فيها أيضا المشاركة في التوعية أثناء المباريات الرياضية المنقولة والمباشرة حيث تصل الرسالة لكثير من العاشقين للرياضة، وهذا أمر مهم جدا ويسهم في توعية الناس بخطورة هذا المرض، ويمكن أن يضاف هذا الدور للأدوار الكبيرة التي يقوم بها المسجد في كل زمان ومكان، ويؤكد مكانة المسجد وما ينبغي أن يقوم به، وما يمكن أن يسهم به في قضايا المجتمع ووفق سياسة واضحة تتم بمباركة وزارة الشؤون الإسلامية كجهة مشرفة على المساجد ويهمها أن تسهم فيما يعود على الوطن والمواطنين بالخير. كما يمكن أن تقدم معلومات لأئمة المساجد من وزارة الصحة لإيصال رسائل معينة لتوعية الناس بحيث يشير الخطيب إلى أن هذه المعلومات وصلته من الوزارة ترغب فيها من المواطنين القيام بخطوات معينة، وهذا من شأنه أن يساهم في توعية المواطنين ويرفع معنوياتهم لمواجهة هذا المرض وفق الوسائل والخطوات التي تحددها وزارة الصحة. ونأمل أن يكون في مثل هذه الخطوات تحقيق دعم لتوجه الوزارة التوعوي للوقاية من انتشار هذا المرض، وأتمنى أن يزداد الوعي لدى المواطنين، ويتخذوا الوسائل المتاحة للوقاية، وليكون عندنا تعلق بالله سبحانه وتعالى أولا وأخيرا ثم بعد ذلك الأخذ بالأسباب التي لا تنافي التوكل على الله. نسأل الله أن يقينا وجميع المسلمين خطورة هذا المرض إنه جواد كريم.