فجر خميس التاسع من شهر الله المحرم رجب ترجل "البطل" عابد الرحمن أبو أنس ذاك الرجل الألمعي الذكي الوفي الندي الرضي مارأيته" أبدا" إلا وهبنا روحا وأنسا وتجددا وانطلاقا وألقا كم دار بيننا من لقاءات وهنافات ومهاتفات وروحات وجيات قبل مرضه منذ عشر سنين وبعده فما أجده إلا حاثا ومحفزا ومشجعا الكل يهاتفه ويسأله فيجيب ويفرح بخدمتهم ويسرع في رضاهم مداوة علاجا مواساة حتى في غير عالمه دعوة نشاطا اجتماعا كان مجموعة أناسي في إنسان هو قعقاع العصر والرجل الألف حافظ مطلع باللغتين العربية والانجليزية بزغ بين اقرانه بالطب والعلاج والبحث والنظر وتقدم عمره بعشرات السنين لا انسى تماما اتصالاته علي أباعاصم انطلق في عملك وتخصصك وبرامجك يسهل كل عقبة ويجلب لي كل ما احتاج من عالم أو كاتب أو صحفي أوطبيب أومصمم أو مبرمج يا آلله عليه لا أحفظ عليه إطلاقا أن اعتذر مني حين اطلبه بل كان مبادرا أذكرمرة احتجت مبلغا من المال ليس بالقليل قبل عشرين سنة فهاتفته ليلا فسكت قليلا ثم قال ابشر فما أصبح الصبح حتى أتاني به وعلمت لاحقا أنه استلفه من أجلي "فجرا" ومن أعظم ماساهم معي فيه عشرات المحاضرات التي اقيمت في جامع ابن صبيح رحمه الله يحثني ويساعدني ويحضر غالبا إضافة الى أنه المشجع رقم"واحد" بلامنازع لبرنامجي رمضان غيرني وايجابيون واذكر لمازرته قبل وفاته باسبوعين 25/6 كان يسائلني عن برنامج ايجابيون فبشرته بكثافة التسجيل وقوة التفاعل وبلغ تعداد المشاركين أكثر من 13 ألف فكبر وقال مبارك مبارك يا أباعاصم هذا الذي يبقى فانطلق وتجدد والزم الحق والخير واصبر وجاهد وأحسن يكفي لو تغير واحد فكيف في رمضان 12 ألف وايجابيون أكثر كتب لي رسائل ومقالات نشرناها في موقعي رمضان غيرني وإيجابيون الله يا أبا أنس في حياتك ذقت حلاوة البذل والانطلاق"أنا" وف نبأ وفاتك رأيت العظمة والمجد "فيك أنت" علو في الحياة وفي الممات وربك تلك إحدى المكرمات هل سأفقدك أنا ! فقط لا والله بل سيفدك جميع الرجال والنساء والاطفال والصغار سيفقدك الأصحاء والمرضى سيفقدك العلماء والتجار سيفقدك حيك وناديك ستفقدك مدينتك ومنطقتك ودولتك ستفقدك أمتك سيبكيك مستشفاك وصيدليتك ودواؤك سيبكيك معملك ومشاريعك سيبكيك كل يتيم وأرملة يا" خلفهم" يا"بعدهم" سيبكيك ملتقى الصيف وندوات العلم ودورات الحفاظ سيبكيك عز الخيل وفوارس القصيم ورجالاتها وأبطالها وشبابها ونساؤها بل سيبكيك"المنعشون في الاسرة" اذ فقدوك والفتيات المخدرة في البيوت اذ كنت ستر عفافهن ستبكيك الأرامل واسألوا بيوت بريدة وقراها وكم من اللواعج في الحنايا ستبكيك ويبكيك ويبكيك ويبكيك ماذا أقول وماذا أدع ! وان لم تصدقوني فاسألوا المرأة الصالحة أم عبدالله الحنايا! فعندها من أخباره اليقين مرة زرته زيارة خاصة في بيته في البصيرية وكنا لوحدنا ليس معنا الا الله قال" ابوعاصم" قلت" سم" قال الآن أبعمل العملية الثالثة والدكاترة ذكروا أن بقائي بحدود 8 أشهر ففزعت أنا وتوجدت من قوله وتحفزت يالله قلت طيب ايش عرفهم؟ قال هذا توقعهم والدبرة بيد الله وغالبا بمثل هذه الامراض يصدق توقعهم إلا أن يشاء الله لكن وهذا كلام أبي أنس" مو المشكلة الموت فهو قادم ومكتوب لكن الأهم والأخطر على ماذا نموت فبا لله دعوتك يا أخي لي بالثبات على الاسلام ثم دمعت عيناه وأشهد الله تعالى أنه فعلا حيا مسلما عاملا داعيا محسنا باذلا باسما ومات حاملا تلك الروح الملائكيه"هذا ما أحسب حبيبي أبا أنس ولا أزكي على الله احدا" آه على دنيا الخداع والسراب كمالها نقص ونقصها كمال لست مبالغا إن قلت لا أرى في الصحب مثله .. نجدته فزعته حبه إقباله خدمته بسمته طلته تجدده توثبه جلده صبره كرمه إحسانه هذا الذي بقي كم في من حولنا ذهب ومات! لكن مابصمته واثره!! إن موت حبيبي أبي أنس لعبرة لشباب الأمة بمثله تحيا القلوب وبقدوته تبنى الامجاد هل ورث مالا ؟ منصبا! جاها! ورث سيرة فذة طبعت اثرها في كل درب سلكه وانسان خالطه وأقول وبكل ثقة وصدق "انه أميز شاب وصديق مر على حياتي" بكل ماتحمل كلمة التميز من معنى. لكم الله يا أهل بريدة والقصيم بترجل الفارس البطل ولكم الله يا أولي العلم والأمر اذ غاب وقودكم ولكم الله ياشباب الاسلام في السعودية إذ خسف قمركم ولكما الله ياوالديه واخوته واخواته اذ غيب انيسكم ولك الله يا أم أنس إذ مات الزوج الصاحب والخليل وأما أنت يا أنس واخوتك يافلذات كبد صاحبي فبالله ماذا أقول وماعساي أن أكتم بدأتم صفحة اليتم ! فاسأل الله العلي العظيم الحليم الحي القيوم أن يعوض يتمكم ويخلفكم خيرا ويؤنس وحشتكم ويبرد قلوبكم ويليين قلوب من حولكم لكم ويحفظكم ويهديكم وابشروا بخير الذكر وحفظ الله فلقد تعاهدكم والدكم بحق الله والله يرعى من حفظ حقوقه اذ" كان ابوهما صالحا" اللهم اغفر لأخي أبي أنس وآنس وحشته وتولى أمره وارفع درجته واجمعنا وإياه في الفردوس الأعلى واخلفه في زوجه وولده واهله وامته.