د محمد المشوح - عكاظ هيئة الطيران صرحت أخيرا أن تطوير مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة تأخر عشرين عاماً!. وأمين منطقة الرياض يصرح أخيرا أن حل النقل تأخر في مدينة الرياض عشر سنوات، ومثل ذلك تصاريح آخرى بعضها تلميح وآخرى تصريح. كثير من الخدمات المقدمة للمواطن في البلديات والمطارات وحركه السير والنقل ومثل ذلك الخدمات الصحية والمستشفيات المتخصصة جميعها عذرها «تأخرنا». وقبل أن أطرح سؤال لماذا التأخر في تلك الخدمات ينبغي أن أوضح أمرا مهما وهو الاحتقان الذي يشعر به المواطن تجاه نقص الخدمات وانعدامها أحيانا مما يشعر البعض بالقصد من الجهاز المختص. والحقيقة المعلومة أن التباطؤ والتخاذل وهو من كثير من المسؤولين الذين «يولولون» ولا يعملون ويقولون ما لا يفعلون. وتمضي السنوات وتتعاقب الأجيال والخدمات متوقفة تتحول بعد زمن قصير إلى «متأخرة». إن سر النجاح في كثير من تجارب الدول التنموية ليس مواكبة التطور وتلبية الاحتياج فحسب بل يتجاوزه إلى التفكير بالمستقبل والاستعداد للقادم. ولسنا بحاجة إلى ضرب الأمثال وتوجيه الأبصار، لك أن تتحدث مع أي مسؤول سيجيبك بالاستراتيجية المستقبلية لجهازه التي سرعان ما تتبدل بتغيير المسؤول فيتم قلب الأوراق وطي الصحف وكما يقال «نبدأ من جديد» المشكلة في نظري لدى كثير من الاستراتيجيات التجارية المقدمة للجهات الحكومية أنها تفتقر إلى أدنى مقومات العمل وهو استشعار سرعة النمو الذي تعيشه المملكة بدءا بنمو تكاثر المواليد وتزايد أعداد الوافدين وحاجة الخدمات إلى صيانة ورعاية مستمرة وتوسع مستقبلي دائم. وكم أحزنني ذلك المقال «المبكي» الذي قدمه الكاتب عبدالله مناع ومقارنته بين مطاري جدة وهيثرو . السؤال المطروح دوما ماذا دهى العروس؟. أحد الأصدقاء تشاءم لفظة «العروس» ويقول ها هي عروس الخليج الكويت توقف وخبا جمالها وحسنها وبهاؤها وإبداعها منذ زمن طويل وعروسنا مثل ذلك. لن أنسى مشهد تلك المرأة العجوز وهي تنزل بعناء ومشقة شديدة من سلم الطائرة في مطار الملك عبد العزيز وقد قدمت للعمرة فأجهدها نزول الطائرة وسرق ما حملته معها من همة وعزيمة. تعالوا نستمع يوميا لتلك المناشدات التي نطلقها وحملات لرعاية المعوقين والعاجزين ومطار الملك عبدالعزيز في جدة يفتك بالكثير من أولئك وهو ينزلون بعناء ويركبون بمشقة ويرحلون في خضيض وعراك. رفقا أيها المسؤولون المؤتمنون بالمواطن العاشق لوطنه والذي لن يجد جوابا على هذا التخلف سوى مقولة «لقد تأخرنا» !!.