أن يقدم أحد الكتاب على السرقة الأدبية هو أمر لا يدعو إلى الاستغراب والدهشة، فهناك كثيرون يمارسون الكتابة من أجل الشهرة والسمعة، وليس حبا وانجذابا إلى ما يقومون به من عمل، لذلك هم لايبالون أن يكذبوا وينسبوا إلى أنفسهم جهد غيرهم كي يحققوا لأنفسهم إشباع شهوة الشهرة بكثرة المؤلفات. وأذكر هنا مقالا قديما قرأته للدكتور زكي نجيب محمود رحمه الله أشار فيه إلى أمثال هؤلاء مشبها لهم بطائر يسمى أبو زريق، وهو طائر صغير الحجم كاليمامة يتصف بأنه كما يقول عنه: «ينهب حصاد غيره، فغيره يعمل وهو الذي يحصد، ويريد أبو زريق مثلا، أن يضع البيض، فلا يهم ببناء العش الذي يبيض فيه، وينتظر، ويرقب الطيور الجادة العاملة حتى إذا ما وجد طائرا منها قد فرغ لتوه من إقامة عشه بين غصون الشجر، انتهز صاحبنا أبو زريق فرصة غيابه سويعة وقفز إلى العش الجاهز ورقد فيه ليبيض». وإذا كانت طيور أبو زريق تنتشر بيننا ويتكرر ظهورها من حين لآخر، فإن اللوم لايقع عليها. لكن اللوم يقع على الجهات المسؤولة عن حماية الحقوق الفكرية إن هي تهاونت في إحقاق الحق وفضح المختلس، ويقع أيضا على صاحب الحق إن هو تكاسل عن المطالبة بحقه وركن إلى التسامح والتغاضي، فمثل هذه الاختلاسات ربما لاتضر المختلس منه قدر ما أنها تضر المجتمع، فهي تعين على انتشار المدعين للثقافة والمعرفة زورا وبهتانا، كما أنها تعين على انتشار الاستهتار بالأمانة العلمية والجرأة في التعدي على حق الآخرين. من هنا فإني أشعر بالتقدير تجاه الكاتبة سلوى العضيدان على إصرارها وتصميمها على أن يؤخذ لها الحق ممن تعدى فاختلس بعضا مما ورد في كتابها، كما أشعر بالامتنان تجاه وزارة الثقافة التي التزمت بتطبيق أنظمتها الخاصة بالحفاظ على الملكية الفكرية، وابتعدت عن حل النزاع بالصلح، فليس دائما يكون الصلح خيرا، في هذه القضية وأمثالها، يكون الخير في البعد عن الصلح وإصدار حكم يدري به الناس ويصل خبره إلى طيور (أبو زريق)، فيكون فيه إنذار لها يجعلها تتردد كثيرا قبل أن تقرر السكنى في عش غيرها. قرأت عن محاولات كانت قد جرت لتمييع القضية لكن المدعية ظلت متشبثة بحقها مرابطة باستماتة تطالب بإنصافها وأن يتخذ قرار حاسم بشأن قضيتها، فكان أن تحقق لها ما سعت له وأجهدت نفسها في سبيل نيله. هنا أود أن أذكر كل من يرى أن له حقا أو غاية يود نيلها بأن عليه أن يعمل بجد من أجل ذلك وأن لا يبالي بما يتكلفه في عمله من مشقة وعناء، فالغايات لا تتحقق بالأماني والحقوق لا تنال بمجرد الطلب، هذه طبيعة الحياة عرفتها الأستاذة سلوى فتعاملت معها كما هي، وأرجو أن تكون في إصرارها وتشبثها بحقها قدوة ومثالا جميلا للآخرين. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة