أشكل على بعض الناس وبالأخص الطلاب أكل كبدة الجمل في المدارس وغيرها، وأن هناك بعض طلاب أكلوا ذلك وصلوا صلاة الظهر بدون وضوء. السؤال : هل كبدة الجمل تنقض الوضوء؟ وما قولك فيمن أكل وصلى بدون وضوء؟ الجواب الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد .. فالصحيح من قولي العلماء أن أكل لحوم الإبل ينقض الطهارة مطلقاً ، وهذا يشمل جميع أجزائه ؛ لعموم الأدلة في هذا ؛ ففي حديث جابر ، سئل النبي صلى الله عليه وسلم أنتوضأ من لحوم الإبل ؟ قال : نعم ، قال : أنتوضأ من لحوم الغنم ؟ قال :إن شئت . رواه مسلم. وفي حديث البراء : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن لحوم الإبل ؟ قال : توضئوا منها ، وسئل عن لحوم الغنم فقال لا يتوضاٌ . رواه أبو داود والترمذي وصححه الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه. وإذا أطلق اللحم شمل جميع أجزاء البهيمة ، ولا يُعتبر التفريق والتغايربينها لغة وعرفا إلا إذا اجتمعت في موضع واحد؛ فيقال : هذا لحم وهذه كبد ، وحيث أطلق اللحم فهو إذا شامل لأجزائه. وليس في الشريعة حيوان يفرق بين أجزائه حلاً وحرمة ؛ فلزم أن لا يفرق بين أجزاء الجمل في الطهارة صحة وانتقاضا ، وأما القول بأن اللحم غير الكبد أو الكرش ونحوهما ، فنقول: إن الله تعالى قال: "حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير" ، ولا أحد يقول: بحل كبد الخنزير وكرشه رغم عدم النص عليه. ولكن من أكل كبد الجمل وصلى بدون وضوء اعتمادا على قول بعض أهل العلم؛ كالذي جاء في الرواية الثانية عن أحمد أو شيئا ظنه صحيحا فلا إعادة عليه في أرجح القولين، ولتصحيح تأثير الجهل أو الخطأ في هذه الحال تفصيل ليس هذا موضعه . والله أعلم . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.