تتميز الكاتبة نورة الأحمري بقلم نسائي جريء، تكتب القصة القصيرة والمقال، خاضت الكثير من المعارك الأدبية، ولكنها لا تزال لديها القدرة على الدخول في خضم معارك أخرى، من أجل تعميق مفاهيمها وأفكارها التي تدافع عنها. حول تفسيرها للهجوم على الأنشطة الثقافية النسائية، وتقييمها لدور الأندية الأدبية، والعديد من القضايا الثقافية، حاورتها (عناوين)، وإليكم نص الحوار: • كيف ترين هجوم البعض على الأنشطة الثقافية النسائية، وما حدث من إحراق لأحد المواقع الثقافية نتيجة نشاط ثقافي نسائي؟ وهل المستقبل يخبئ الكثير من تلك الحرائق؟ حين تجد أن السهم قد انطلق من القوس فإنه من العبث استرداد السهم، وهذا ما يحدث الآن، لكن السهام كثيرة وفي يوم ستخترق قلب الهدف، ونيرون قد أحرق روما من أجل أن يخلدها التاريخ وهذا ما يحدث، فكل حرق سيخلدنا ويجعلنا على الصفحات عكس ما يعتقدون. • ما سبب تعنت الرجال ضد الأنشطة الثقافية النسائية؟ وهل هو خوف مرضي أم مبرر؟ إنما هي الغيرة والخوف من التفوق النسائي فقط، وأنا أرد السؤال عليك فهل تجده أنت مبرر ؟ • هل تعاني المرأة من تسلط الرجل في ميدان العمل؟ وهل استطعت بسهولة أن تدخلي إلى عالم الصحافة؟ أنت تتحدث مع سيدة سعودية تعلم حقيقية مجتمعها والمعنى أنه مجتمع ذكوري، وقس على ذلك باقي الأمور، وقد كنت أصارع أمواجا، أرضها رمال متحركة وعاليها تيار من الهواء العاصف، فقد كنت كمن ألقى ذاته في أمواج هائجة دون التسلح بشيء. • وبماذا تفسرين التحديات التي تواجه المراة السعودية في عالم الثقافة، على الرغم من الكم الهائل من الكاتبات والشاعرات اللاتي ظهرن على الساحة وبأعداد كبيرة في الآونة الأخير؟ الخوف من نجاح حواء، ثم إن هذا الكم كما تقول هو نتاج الكبت، ومحاولة حواء إثبات الذات، فما المانع من أن تقول ما تشاء حتى يستقر لها المقام فيما تريد.
• هل الوجه الجميل كاف لأن تصبح المرأة من كبار الشخصيات الأدبية كما تدعي الكثيرات؟ الجمال هبة ربانية، وهذا لا يعنى أن الجمال هو بوابة الشهرة أو النجاح، ما لم تكن لديك الأدوات الحقيقية للموهبة، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح . • هل تقف الأندية الأدبية مع المرأة أم ضدها؟ ومن السبب في ذلك ؟ الأندية الأدبية تاريخها سيئ جداً تجاه كلا الطرفين وليس حواء فقط، فهي ترتكز على ثقافة (الصبة الخرسانية)، بمعنى أنها لا تتحرك ولن تتحرك إلا إذا حدثت معجزة من رب السماء. • ألاحظ أن الأندية الأدبية خارج الرياض أكثر فعالية وأكثر اهتماماً بإقامة أنشطة نسائية، ما رأيك؟ من خلال ما أتابعة من الصحافة هو كذلك، والسبب في كبد السماء. • متى تتوقعين أن تصل المرأة السعودية إلى منصب رئيس لأحد الأندية الأدبية؟ أضحكني سؤالك جداً، دعها أولاً تكن عضواً بصورة حقيقية في النادي، ثم بعد ذلك نوجه هذا السؤال. • ماذا قدم لك القلم الذي تحملينه؟ رفع اهتزاز الصوت، ووسع مدى الاستماع لما أود قوله. • وهل تتوقعين أن اهتزاز الصوت جلب لك أعداء؟ لابد أن يكون لكل رفع اهتزاز موجات تحملها طاقة كبيرة، وهكذا قلمي. • هل تجدين تعارض بين نهجك الأدبي ومزاولة الكتابة الأسبوعية في جريدة (اليوم)؟ الحرف هنا أو هناك ما هو إلا تعبير عن فكري ورأيي تجاه الأشياء، قد تكون الكتابة الأسبوعية مع بعض الظروف أبعدتني قليلاً عن العبث مع الحروف.
• ما طبيعة عملك، وهل كان لها دور في التاثير فيما تكتبين؟ سيدي الفاضل لا أحب الدوران خلف التعاميم الحكومية، ولا أحب النمطية في الأعمال الخاصة، لذلك لم أفكر يوماً في طرق باب العمل. • إذاً كيف تقضين وقتك؟ أصدقك القول لا وقت لدي، فوقتي مشحون بكل ما هو مفيد من حرف وحبر. • وما القضايا التي تشغلك ككاتبة؟ ما يشغلني هو كيف أجعل الميزان متساو بين الأطراف، وأن تكون كلمة الصدق نَصل في كبد الغش والتحايل.