مع مستجدات العصر أوجدت البيئة الجديدة حيزاً ومساحة للمرأة المثقفة لتبدي رأياً وتطرح كتاباً أو قضية عبر وسائل الإعلام المختلفة ومع ذلك يقال: تظل السيادة للقوة والكثرة لذلك ساد الرجال بأمور الثقافة وضاعت النساء لست مع أو ضد تلك المقولة ولكن كيف ينظر الرجال "المثقفون" منهم على وجه الخصوص للمرأة "المثقفة" وهل يتعاملون معها بالندية نظراً لما اكتسبته من علم وثقافة بعيداً عن ثقافة مجتمعاتهم التي تعاملها كأنثى تسكنها العاطفة وتثير من حولها بالصوت والصورة. وعند منحها بعض الاحترام والتعاطف أحياناً هل يفعلون ذلك تحت تأثير الدهشة من أنوثة عاقلة بعد أن أوشكوا على اليأس من وجودها في دائرتهم بحيزها الضيق الجاف. بزمن مضى بحثت "مي زيادة" الأديبة والناقدة متعددة المواهب حولها عن رفقة لعقلها المفتون بالأدب والبحث عن المعرفة في مجتمع يعم الجهل أغلب رجاله فكيف بنسائه لم تجد إلا رفقة العقول الرجالية بعيداً عن نساء لا يفهمن خطراتها وفكرها.. فماذا كانت النتيجة..!! بحثت عن مفكر يعلي عقلها ومواهبها كأمرأة مختلفة ثم يحب أنوثتها فانضم لمنتداها الأدبي معظم الأدباء الذين قد هاموا بها حباً وعشقاً الكفيف منهم "طه حسين" عشق عذوبة صوتها المبصر تغزل بجمالها ومنهم الرافعي الذي نسج من ظلالها أعظم كتب اللغة العربية في فلسفة الحب.. والعقاد وأخيراً جبران الذي عاشت معه قصصاً أسطورية تجاوزت حب الفكر لحب ذكر لأنثى. وقبلها "ولادة بنت المستكفي" التي تولع الأديب ابن زيدون بعينيها لا بأدبها وفكرة عندما لجأ لمنتداها مع بعض الأدباء بالأندلس. قد يقف الرجل غيرة من أو على المرأة أمام مسيرتها الثقافية والعلمية بمجال الفكر والأدب والإبداع ولكن هل نتوقع ان للمرأة سهماً ودوراً فاعلاً يعزز تلك النظرة الدونية من الرجل للمرأة في المجال الثقافي. @ كيف لا وأحد الكاتبات والمثقفات قد سجلت مقولتها بأحد الكتب أمامي وهي تصرح "الحمد لله إن الله لم يخلقني رجلاً كي لا أتزوج امرأة"، قد أصابت كبد الألم بذلك هروباً بعقلها الذي تراه متضخماً أمام تفاهة عقول النساء. @ كيف لا والموهبة تولد لدى كثيرات منذ صغرهن فيبدعن بمرحلة الدراسة والشباب بأقلامهن فتظهر الأقلام النسائية براقة ثم تختفي فجأة بلا مقدمات.. تضيع الموهبة بل تذبل وتتلاشى بعد دخولها قفص الزوجية وتحمل الأعباء المنزلية لتتحول مع الوقت إلى آلة تنجز عملها أو في متابعة مسلسل أو زيارة صديقة حتى الرغبة للمعرفة تموت بداخلها فتنسى طموحها وتتغير نظرتها للحياة ومع الوقت تتكون لديها مكتبة بفنون الطبخ والأزياء والمكياج وغيرها مع تعدد وسائل الثقافة وسهولة تناولها. @ كيف لا والحروف المسطرة بالذهب عندما تزدحم بها المنتديات تذيل باسماء نسائية مستعارة.. لا هوية لصاحبتها.. ولا قيمة لمجهودها ولا حق لها في امتلاك عصارة فكرها.