منتدى المحتوى المحلي يختتم أعمال اليوم الثاني بتوقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج    اعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم    «الصحة الفلسطينية» : جميع مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل    المملكة توزع 530 قسيمة شرائية في عدة مناطق بجمهورية لبنان    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    انطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادم    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    فعل لا رد فعل    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة "الموظف الصغير" احتفالاً بيوم الطفل العالمي    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. القحطاني: جئنا لنوزّع مطبوعاتنا الأدبية بمصر لكن الأدباء لم يستلموها

كان في القاهرة حيث يشغل منصب الرئيس الشرفي لمؤتمر لسان العرب الذى انعقد تحت رعاية جامعة الدول العربية حيث فجّر مطلبه بمجمع عربي قومي يتجاوز التشتت بين المجامع في كل دولة قنبلة من العيار الثقيل إذ لم يستطيع أحد من “مشاركي الميكروفونات” المزايدة عليه بقميص عثمان القومي.. الدكتور عبدالمحسن القحطاني رئيس نادي جدة الأدبي الثقافي لم يكن يريد المجمع المقترح قنبلة لأنه يؤمن بعمق بضرورة تجاوز ثقافة “التجزئة” التى يعترف ب”أننا تربينا عليها”.. كانت المشاركة.. وكانت القنبلة فرصة لنا للتحاور مع الدكتور القحطاني الذي رحب بها مقدرًا " الأربعاء" ومعربًا عن احتفائه به وبالتوأمة التى عقدها النادي معها.. وشجعنا الترحيب على أن نحول حوار الفندق إلى ندوة في مكتب القاهرة. وشجعنا الترحيب أيضًا على أن نطرح بلا تردد كل ما لدينا من شجون حول النادي والساحة الثقافية السعودية والعربية.. ولم يخذلنا الضيف ولم يتحفظ على سؤال يحمل اتهامًا أو تساؤلاً يتعلّق به شخصيًّا.. فولد هذا النقاش طازجًا كما نزعم.. مجمع قومي * دعوتم أثناء مشاركتكم في مؤتمر لسان العرب إلى إنشاء مجمع لغوي قومي عربي تحت مظلة جامعة الدول العربية فكيف ترى هذا المجمع وآلياته وهل نحن في حاجة لوجوده أم أن المجامع اللغوية الموجودة كافية؟ كل المثقفين في أمتنا العربية يسعون إلى أن يكونوا تحت مظلة واحدة وهذه المظلة هل ستتحقق أم لا.. على الأقل إذا لم نستطيع تحقيقها سياسيًّا ولاجغرافيًّا فلنحققها على مستوى لغتنا العربية، فهي لغتنا ووعاؤنا الثقافي الأول وحضارتنا التي تجمعنا والمجامع المشتقة ليست في صالح اللغة العربية وإنما صالحها الحقيقي يكمن في جعلها تحت مظلة واحدة، فنحن فرحنا بوجود الجامعة العربية وأول ما أنشئت هرع الكتاب والشعراء يمدحون هذه الخطوة، فما هو المتوقع لو اجتمعت المجامع اللغوية على مستوى العالم العربي تحت مظلة واحدة بدلاً من هذا التقسيم فإن ذلك سيكون أفضل بكثير من الوضع الحالي، خاصة وأن أعضاء مجمع الخالدين في مصر قد لا يعلمون كثيرًا عن أعضاء المجامع الأخرى وهكذا، وللأسف نحن ربينا على التجزئة ولم نربى على التكامل، وقد طالبت بأن يكون هذا المجمع المقترح تحت مظلة الجامعة حتى يتم صهر المجامع اللغوية العربية في بوتقة واحدة مما يجعلها تفكّر تفكيرًا جماعيًّا لحماية اللغة العربية وليس تفكيرًا فرديًّا أو محليًّا، فنحن نريد أن تخرج المجامع اللغوية من عباءة المحلية والإقليمية وترتدي ثوب العروبة والقومية، وهذا المجمع يحتاج إنشاؤه لقرار سياسي على مستوى رؤساء وملوك الدول العربية من خلال القمة العربية حتى يتم تفعيله وتنفيذه. ليست مقاطعة * في المؤتمر نفسه دعا المفكر الدكتور محمد سليم العوا إلى مقاطعة المدارس الأجنبية من جانب الأسر العربية والعودة إلى التعليم العربي الأصيل كحل وقائي لحماية اللغة العربية خاصة لدى الأجيال الجديدة.. فكيف ترى دعوته؟ دعوة د. سليم العوا ليست المقاطعة وإنما يجب أن تبدأ أي لغة ثانية بعد العربية من سن التاسعة وهو أراد عدم شغل أبنائنا بلغات أخرى وهم في عمر الطفولة فإذا جاء سن التاسعة تستطيع الحبال الصوتية لدى الطفل تحمّل اللغة الثانية كأنها لغته الأولى، ولكن الآن الذي لا يتعلم لغة ثانية فهو أقرب إلى الأمية من التعلم، فقضية المقاطعة ليست حاسمة ولكن يجب ألا تطغى اللغات الأجنبية على اللغة العربية في تعليم أبنائنا. مسؤولية جماعية * من وجهة نظرك من المسؤول عن حماية العربية.. هل هو السياسي أم المثقف أم الأسرة ذاتها أم أنها مسؤولية جماعية؟ المسؤولية جماعية ومشتركة بالتأكيد، وأنا من المتفائلين بمستقبل اللغة العربية رغم كل مايواجهها، فالقضية الأساسية هي المحافظة على الصوت لأن بها يكون الحفاظ الحقيقي على اللغة العربية، وإن اللغة العربية دائمًا نجدها في الطروحات على مستوى رؤساء الدول بأهمية المحافظة عليها ثم يأتي بعد ذلك مستوى التنفيذ ونحن المسؤولين عن هذه الجزئية، وذلك من خلال أولاً محاصرة اللهجات العربية حتى يتذوق العامة اللغة العربية من خلال لهجته العامية أيضًا كما يحدث في مصر على سبيل المثال فاللهجة المصرية العامية هي وصيفة الفصحى ويحمد لمصر أنه ليس بها مجلة شعبية تهتم باللهجات كما يوجد في دول الخليج لأن سيطرة اللهجات العامية تغيب الفصحى، ونحن في المملكة سيطرت لغة المثقفين على اللهجات المحلية. مع النبطى.. ضد الفضائيات * هل معنى ذلك أنك ضد الشعر النبطي؟ بالعكس أن متذوّق جيد للشعر النبطي فهو الذي علمني فهم المعلقات وأنا أتلذذ به ولكن مشكلتي معه أنني لا أستطيع أن أنقله للأمة العربية كاملة، لأن هناك من الفنون الشعرية في العالم العربي مثل الشعر الملحون في الجزائر أو الشعر الحميني في اليمن وغير ذلك يجد المواطن العربي العادي صعوبة في فهمها، وزد على ذلك أن الشعر الشعبي عدوّه الحقيقي الإملاء لأنه شعر شفهي في المقام الأول، والآن الساحة العربية أصبحت متسعة وتسع الجميع وتعدد الأجناس الأدبية ساعد على الزخم الثقافي وإن كانت الفنون الشعرية المحلية قد لا تصل إلى خارج محيطها ولا يصل إلا الشعر الفصيح، وعلى صعيدي الشخصي كنت في محاضرة عن الجوائز الأدبية وتعرّضت لجوائز القنوات الفضائية وقلت فيها أنها تكريس للعامية والجهوية والقبلية وإنها لا تساعد على الارتقاء بإنتاجنا. في انتظار اللائحة * ماذا عن انتخابات الآندية الأدبية.. ولماذا سبقتها الغرف التجارية والمجالس البلدية رغم أن الآندية يفترض أنها المسؤولة عن إشاعة ثقافة توسيع المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار؟ قصة الانتخابات في الآندية الأدبية بدأت في أولى لوائحها منذ التكوين الأول لهذه الآندية، وتمت ممارستها بالفعل في أكثر من ناد مثل نادي جدة ومكة وأبها؛ ولكنها أيضًا كانت انتخابات صورية ولم تكن هناك عضوية حقيقية بالانتخاب ولم تفعّل هذه التجربة، ووقتها كان الأعضاء قلّة، وبعد ذلك لم يحدث تجديد لهذه الانتخابات، وظل رؤساء الآندية الأدبية بالتعيين، واستمر هذا الوضع لخمس وعشرين عامًا، وحينما تم ضم الآندية الأدبية إلى وزارة الثقافة والإعلام بدأ التخطيط من جديد لاعداد لائحة لانتخابات الآندية، وبدأنا في وضع شروط من يستحق أن يكون عضوًا للجمعية العمومية ويملك حق الانتخاب والترشح، واتفقنا كرؤساء للأندية على وضع معايير محددة، وتم رفع هذه المعايير لوزارة الثقافة لتمريرها من خلال القنوات القانونية والنظامية وذلك منذ ما يقرب من عام، ونحن الآن قيد الانتظار للبدء في تنفيذ لائحة الانتخابات وإعداد العضوية وشروطها، ونحن نتمنى فعلاً أن يتم تفعيل اللائحة الانتخابية بإيجابياتها دون النظر إلى سلبياتها؛ فأي شيء له سلبيات، ولكن إذا لم نقتحم هذه السلبيات ونؤمن بوجودها فلا يمكن لأي عمل أن يرقى، ونحن نتمنى أن يتم الإسراع في الانتهاء من هذه اللائحة وتخرج إلى حيز التنفيذ، لأنه من مصلحة الآندية الأدبية وجود الانتخابات حتى يرفع عنها الاتهام بتعيين أعضائها ورؤساء مجالس إدارتها الذي جاء الآن ك”ضربة لازب”، ونتمنى أن تتم هذه الانتخابات لوضع كل عضو ورئيس أمام مسؤولياته وإن كانت هذه الأمور كلها ستظل بمشاكلها، فنحن الآن كمجتمع نحتاج إلى أن نمر بفترة لنستوعب هذه الانتخابات، وحتى يمكننا تخليصها من الجهوية والقبلية والفئوية وتبقى للصالح العام وللثقافة وللوطن. صندوق الأديب خرج ولم يعد * لتسمح لنا بالاستمرار في فتح الملفات الشائكة.. بصفتكم رئيس نادي أدبي وناشط ثقافي ماذا عن المبدعين الذين يتساقطون مرضًا وموتًا في غياب صندوق لرعايتهم.. ولا زالت أوجاع المبدع محمد الثبيتى عالقة بأهداب الوسط الثقافي؟ قبل عشر سنوات أو أكثر كنت ممن اشتغلوا على لائحة صندوق الأديب وأعددناه وانتهيناه منها.. وكان ذلك من خلال اجتماع لرؤساء الآندية الأدبية في نادي المنطقة الشرقية وتم إرسال المشروع إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب حينما كانت الآندية تابعة لها؛ ولكن لم يخرج هذا الصندوق من هناك، ونحن ننادي به مما يطمئننا الآن أن الدولة حين تعرف أن هناك مأساة أو ظروف صحية يمر أحد الأدباء فإنها تسارع لإنقاذه والوقوف بجواره وهذا جهد مشكور تقوم به الدولة ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام وغيرها، ولكننا لا نريد أن يحتاج الأديب والمبدع إلى مثل ذلك الأمر، فهذه لفتة جميلة وحانية من الدولة على مبدعيها ولكني أريد الأديب أن يكون مطالبًا بحقه فعلاً وهو لا يملك هذه المطالبة بهذا الحق إلا إذا كان عنده صندوق للمبدعين وله الحق فيه، وهذا الصندوق الذي يرعى احتياجات المبدعين السعوديين عند الحاجة إليه هي أمنية كل مبدع في المملكة، وهناك حراك شديد في ذلك الأمر، ونحن نريد أن يسارع الأدباء والمبدعين لتفعيل هذا الصندوق، وعلى الآندية الأدبية ألا تتكاسل قط في أداء دورها ومسؤولياتها تجاه الأديب وأن تسارع إلى تلبية كافة احتياجاته، والدولة الآن متجهة لإنشاء مراكز تحتوي في داخلها على الجمعيات الثقافية والآندية الأدبية وتمر الآن بمخاض، وهي لكي تبني نفسها وتنظم تحتاج إلى وقت لتمتزج وتتحول إلى مراكز إشعاع ثقافي على المستويات كلها، والآن بعض الآندية تهيئ نفسها لهذه المرحلة حتى يكون هناك مركز ثقافي في كل مدينة وذلك لخدمة المشهد الثقافي العام في المملكة وما يهم المجتمع بشكل عام من تطلعات وآمال، وأن تكون هناك رسالة لهذه المراكز لخدمة الثقافة السعودية. نخبوية الآندية * هل ستكون هذه المراكز الأكثر جذبًا للجمهور السعودي بعيدًا عن نخبوية الآندية الأدبية؟ نعم؛ الآندية الأدبية في المملكة متهمة اليوم بأنها نخبوية؛ لكن المسميات الآن عندنا مختلفة ما بين نادٍ أدبي فقط وما بين نادٍ ثقافي، وما بين نادٍ أدبي ثقافي، فنادي جدة على سبيل المثال نادي أدبي ثقافي، والاتهامات الموجهة الآن تتمحور في لماذا تكون هذه الآندية نخبوية، ولماذا تكون للفصحى فقط وليست للإ بداعات الشعبية، ولماذا لا تكون مفتوحة لكافة الجمهور، ونحن نسعى إلى أن نتعلّق بأهداب ما يجمع الأمة العربية لغة وفكرًا وأملاً وتطلعًا، وألا نبقى في دائرة إقليمية، ونحن نضع أقدامنا في المملكة ولكن رؤوسنا تشرئب لعالمنا العربي؛ وليس أدل على ذلك من أن نتاج الآندية الأدبية يقرأ في كل مكان عربي، ولو تمت كتابته باللغة الشعبية فقد أهمل بذلك هدفًا أساسيًّا من أهدافه الرئيسية، فإذًا نحن الآن في الآندية الأدبية نحاول المحافظة على اللغة حتى لا يتيه الشباب، فالآندية الأدبية صنعت كثيرًا من النقاد الشباب ولأول مرة يقفون على منابرها ويتحدثون وتم صنع هؤلاء النقاد الشباب من خلال الحوار والإنصات والحديث والحضور إلى آخره، والذي يقال الآن إن الآندية الأدبية لا تفكر إلا في نخبويتها ليس صحيحًا؛ فكثير من الناس ينظرون إلى المشهد الذي ملأ عليهم الأفق، لكن بنظرة أكثر واقعية نجد أن مطبوعات الآندية بها أسماء متعددة ومن فئات عمرية مختلفة، وليس على الصعيد السعودي فقط وإنما من عالمنا العربي كله. مشكلة التوزيع * هذا يسحبنا إلى الاتهام الآخر وهي أن إصدارات الآندية الأدبية نخبوية في مضمونها وفي توزيعها أيضًا؟ قضية التوزيع مشكلة؛ وقد جئنا لنوزّع مطبوعاتنا الأدبية بمصر، وأرسل النادي الأدبي مطبوعاته لبعض الأسماء في مصر، ولكن لم يستلموها لوجود جمارك على المطبوعات أغلى من ثمنها الأساسي، وهذه ليست مشكلة مصر وحدها أو الآندية الأدبية وإنما سوء التوزيع هي قضية عامة على مستوى العالم العربي كله، وأيضًا بالنسبة للتوزيع الداخلي في المملكة أيضًا هناك مشكلة وصعوبة فلم نجد من يوزّع داخل المملكة بشكل صحيح رغم ما نقدمه من حوافز وخصومات لتسهيل التوزيع؛ ولكن من يأخذ حق توزيع المطبوعات للأسف يحتكرها في أماكن بعينها، والنادي الأدبي لا ينتظر عوائد مادية من مطبوعاته وإنما يريد انتشارًا وإشعاعًا. محاباة واصطفاء *استكمالاً للإتهام.. هناك أيضًا محاباة النشر، فما هي معايير النشر للمقالات والمطبوعات في الآندية الأدبية؟ مهما كانت المعايير سنظل متهمين ب”الاصطفاء”.. لماذا تم اختيار هذا ولم يتم اختيار ذاك، فالاختيار مشكلة، والمحاباة مشكلة أكبر، ونحن الآن في نادي جدة نلجأ إلى التحكيم، ورغم ذلك فقد اتهمنا بأننا لا نطبع للسعوديين في مطبوعاتنا ولكن نطبع لعزالدين إسماعيل وجابر عصفور وعبدالتواب
يوسف وأيمن ميدان ونورالدين صمود وحماد صمود؛ لذلك نحن متهمون في كل الأحوال، ولكن هذا دليل على اختيار الكيف وليس اختيار المكان.. لماذا؟ لأننا نطبع كيفًا لا كمًّا، وعزالدين الدين إسماعيل قبل وفاته رشحّه النادي الأدبي بجدة لجائزة زايد بن سلطان وقال لي وقتها إنني لو حصلت عليها سأتبرع بها كاملة لجمعية النقد الأدبي في مصر، إذن الاصطفاء والمحاباة سيظلان سيفًا مسلطًا علينا لكن الأهم هو ما حملة وسؤالك المحاباة مايجب أن يقال هو ما المعايير التي تتبع لنشر كتاب من عدمه؟،وأقول أولاً يمر الكتاب على المجلس ظاهريًّا وفيه من الأدباء والمفكرين ولهم حق القول في أن هذا الكتاب يتم قبوله للتحكيم أو يرد، فإن تم قبوله يرسل للمحكمين سواء من داخل المملكة أو خارجها فهناك لجنة تحكيم وقراراتها ملزمة، وهناك بعض الكتب قد أكون غير راضٍ عنها لكنى أنشرها لأنها نجحت في التحكيم ولأنها أكملت المنظومة حيث أنني جزء منها، ولا يمكن أن يخرج كتاب شعرًا أو نثرًا أو رواية أو عملاً إبداعيًّا بشكل عام إلا بعد أن يمر على محكّمين ذوى اختصاص. الرواية والإنسان * ما هي أهم الانشطة والقضايا الثقافية التى تعملون عليها الآن؟ عندنا جماعة حوار، وفي سنة من السنوات بحثنا “السعودي في الرواية العربية” وكان هناك كثير من المبدعين يقيمون في المملكة وقاموا بالتأليف، فمنهم من ألّف كتاب “نجران تحت الصفر” وفي القنفذه ألّف أحدهم “حمى البرارى” فالمهم تم إنتاج مجموعة روايات، ولكن أين الإنسان السعودى داخل هذه الروايات، وفي السنة التالية طرحنا الإنسان غير السعودى سواءًا كان عربيًّا أو غير عربي في الرواية السعودية، وقبلها ناقشنا الرواية النسائية، وهذا العام نظّمنا ملتقًى كاملاً عن الرواية في الجزيرة العربية وطبع الآن في مجلدات. لا إشكالية مع نادي الباحة * أثار ناديكم مشكلة مع رصيفه أدبي الباحة بتوجيه الاتهام له بسرقة موضوع الرواية في ملتقاه الأدبي للحوار.. ما هي ملابسات هذه القضية؟ أولاً نحن في نادي جدة الأدبي الثقافي نشتغل على الرواية قبل أن يشتغلون عليها في نادي الباحة، وقد جاء أحد الكُتّاب إلينا وهو أحد المدعوين في ملتقيات وجماعة حوار وقدّم ورقة عمل عن الرواية فأعشى نظره عن ذلك وكتب، وهذه هي المشكلة عندنا كعرب أن تعترف بالحق وتتجاهله، وإن رئيس النادي كان ممتنًا وفرحًا بأن الرواية اشتغلت على كافة الأصعدة ويؤمن بأن الساحة تتسع للجميع وأنا بنفسي حضرت ملتقى الرواية في الباحة وقمت بإدارة بعض الجلسات، فليس هناك إشكالية في ذلك، وملتقى نادي جدة في هذا العام سيكون عن الشعر وأيضًا ملتقى جازان كان عن الشعر، ونحن لا نشعر بغصة مطلقًا لمناقشة نادي الباحة للرواية العربية فكل منا يكمل مسيرة الآخر، فالآندية الأدبية همها الأول هو رعاية الأدب والثقافة، وهذه التقاطعات موجودة في كل مكان، فنحن لدينا في المملكة ستة عشر ناديًا. قاعة جديدة * سمعنا أنكم تحاولون الآن تخفيف الزحام في النادي بتجهيز قاعة جديدة سيطلق عليه اسم الراحل حسن عباس شربتلي.. فماذا عن ذلك؟ بالفعل نادي جدة يسرع الخطا حاليا للإنتهاء من قاعة حسن عباس شربتلي وهي تسع لأكثر من ألف شخص وقد انتهى بنائها بالفعل وقد بدأ التبرع لها بخمس ملايين ريال وصلت بعد إلى خمسة عشر مليونًا أو يزيد وكلها تبرع خالص من أسرة الشربتلي، وهنا أسجل شكر النادي والمثقفين في المنطقة لهذه الأسرة على ما قدمته من تبرع سخي يليق بمدينة جدة ذات التمازج الثقافي والحضاري. ضد التقسيم * أدبي جدة متهم بالانحياز إلى الفعاليات الرجالية خصمًا على النسائية.. فما مدى صحة ذلك؟ نحن نحاول ألا يوجد هذا التقسيم بين فعاليات ذكورية وأخرى نسائية لكن عندما يأتي اليوم العالمي للمرأة على سبيل المثال أو الأمومة أو الأسرة فإن المرأة ستحضر بالتأكيد، وبعيدًا عن ذلك فكل الآنشطة مشتركة بين الرجال وبين النساء وهناك جلسات تديرها المرأة ويكون المتحدثين فيها رجال، ولا يوجد لدينا هذا التقسيم العنصري بين الرجال والنساء في نادي جدة. غربلة الأدب * المتابع للساحة الأدبية يلحظ ثمة طفرة في الرواية النسائية السعودية.. فكيف تراها.. وهل مفردة “طفرة” مناسبة لتوصيف ما تشهده الساحة؟ تجاوزًا في تسمية الرواية فإن السؤال المطروح فعلاً هو هل كل ما يكتب يعتبر رواية، وهل يمتلك فنية الرواية وحبكتها وشخوصها وأبطالها ومكانها إلى آخره، ولكن كون أن المرأة تكتب وتعبر وتنتج فهذا شيء جميل، وبعد ذلك يتم النظر هل ما كتبت يستحق أن يكون رواية أو هو مذكرة أو ما يشبه السيرة الذاتية المكبوتة، فكل ما يكتب في صالح الساحة الثقافية السعودية بسلبياته وإيجابياته، فرواية “بنات الرياض” على سبيل المثال لا أعتبرها رواية ذات القيمة الفنية العليا وإنما تحدثت عن المسكوت عنه هذا إذا كان هناك مسكوت عنه بالفعل، ويهيئ لي لو أن “بنات الرياض” جاءت بعد عشرين عامًا فلن تحدث ما أحدثته الآن، لكنها جاءت في مجتمع متهم بأنه يحارب المرأة وأنه ضد المرأة إلى آخره وهو ما ساعدها على الانتشار وليس القيمة الفنية العالية لها، وعمومًا فإن كل ما يكتب من الإنتاج النسوي عندنا يحتاج إلى غربلة وقراءة لكن هل هو في صالح الساحة أم نقول إنه في صالح الساحة الثقافية، وأنا لم أقم بقراءة جميع الروايات لاعلى مستوى الرجال أو النساء، وفي الحقيقة أنا ضد التصنيف في الأدب النسوي والأدب الذكوري إلى آخره؛ فأنا إما أن أكون أمام أدب أو لا أدب، ولكن ما يمكن قوله إن كتابات الرواية في المملكة نشيطة جدًّا منذ عشر سنوات خاصة على مستوى الكم وتحاول أن تكون نشيطة كيفًا. جائزة بادبيب عربية * ماذا عن المسابقة التي سينظمها نادي جدة بتمويل من أحد رجال الأعمال السعوديين وتحمل اسمه؟ بالفعل تبرع رجل الأعمال أحمد باديب ب”أربعمائة ألف ريال” وزعت على جائزتين كل عامين إحداهما بإسم محمد حسن عوّاد والأخرى بإسم أدبي جدة وبالتناوب، وذلك في الإبداع والأدب بشكل عام وقد تم إعداد اللائحة الخاصة بالجائزة والآن نشتغل على التنفيذ وإعلان الجائزة وسنبدأ بجائزة محمد حسن عواد، وقد أخذ إقرار هذه الجوائز وقتًا لأن المستشار باديب كان يريد أن يقصرها على أهل جدة ولكننا غيّرنا المسمى وفضّلنا أن تكون على مستوى العالم العربي بشكل عام. مولود شرعي * في رؤيتكم هل الحركة النقدية السعودية حاليًا نشطة بقدر الحركة الإبداعية؟ دائمًا الإبداع يسبق النقد وهو المحرك للنقد ولولا الإبداع ما ولد النقد فهو مولود شرعي للإبداع وما دام مولودًا عليه أن يكون وفيًّا له ما أمكن الوفاء شريطة أن يكون له دوره المقوم لأنه إذا لم يتحرك النقد فلن يهتز صنع الإبداع، لأنه إذا لم يكن هناك قلق حقيقي من ألسنة النقد فلن يكون هناك إبداع، لأنه إذا كان النقد مولود شرعي للإبداع فالإبداع أيضًا مولود شرعي للقلق وعدم الاستسلام. إبداع خجول * هذا يدفعنا للسؤال عن إبداع القحطاني نفسه والذي يأتى خجولاً وليس بقدر ثقله وقامته على الساحة الأدبية.. فما قولك؟ أنا لست شاعرًا مع أنني اشتغلت على أوزان الشعر فكأني تلميذ للخليل بن أحمد الفراهيدي، ولكني مقل جدًّا في التأليف وليس عندي سوى أربعة كتب وبعض البحوث التي تزيد عن خمسة عشر بحثًا، وأنا أتفق أن مشاركاتي الكتابية كما يعتبرها البعض تسير على استحياء بسبب قلتها، ربما أكون قد ظلمت نفسي لكن قناعتي الشخصية أن الكتابة الصحفية تسطّح الأشياء وأنا ممن يخافون من التسطيح. زيارة تاريخية * زراكم مؤخرًا في نادي جدة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وكان يتحدث عن ثقافة الإحباط وطالبكم بإحلال ثقافة التفاؤل محلها.. فهل تقومون بذلك فعلاً؟ بالفعل زارنا صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وكانت زيارته تاريخية بالنسبة لنا فمجلسه عامر بالمناقشات وقد طرح ضرورة التخلي عن ثقافة الإحباط واستبدالها بثقافة التفاؤل ونحن نحاول تنفيذ ما جاء على لسان سموه، ونادي جدة كان استشرافيًّا في كل طروحاته حتى المرأة التي قد تتهمنا أحيانًا بالتقصير تجاهها وأنا لا ألوم المرأة في مطالباتها بالمزيد فهذا ليس عيبًا، ودائمًا أردد أن مبدأ النقص هو الجميل وليس مبدأ الكمال، فالأمل مولود شرعي لمبدأ النقص، لذا فمبدأ النقص شيء جميل في حياتنا وليس مبدأ الكمال لأن الكبر والاستكانة والغرور وغيرها كل ذلك يأتي نتيجة للإحساس بمبدأ الكمال، ولكن العمل والجد والكفاح وعدم الاستسلام فهذا كله يأتي نتيجة لمبدأ النقص لأن الإنسان لن يكتفي بما أنجز بل يسعى للأضافة على طريق التطلع والطموح، وعلى صعيد المرأة فإن نادي جدة أول من أنشأ قاعة خاصة للمرأة وأسمع صوتها وتعليقاتها ومحاضراتها للجمهور، وكانت بعيدة بعض الشيء عن النادي وبعد قيامي بتولي مهمة رئاسة النادي قمنا بنقلهم من المبنى القديم وجعلناهم في قاعة عليا داخل النادي ثم بعد ذلك أصبحن معنا الآن في قاعة واحدة وعزلناها بحاجز حتى يستطيعون رؤية المحاضر، نادي جدة هو جزء لا يتجزء من المجتمع وأمامه استشراف وتطلعات ونحن أمام سياسة دولة بأكملها وعلينا أن نستغل كل هذه السياسات التي تعطي ولا تمنع ولكن إياك أن توجد مشكلة للنادي وللدولة من ورائه،.. إعمل بجد فالدولة تطلق أيدينا في الساحة الثقافية ،والآندية الأدبية حاليًا تشبه المؤسسات المدنية بل يمكن القول أنها المؤسسة للمجتمع المدني، ومع ذلك الدولة لم تمنح ميزانية للأندية الأدبية وإنما أعطت منحة والمنحة حق يمكن التصرف فيها من جانب النادي كيفما شاء ولكن لا يأخذها، فالنادي ليس عليه رقيب من الدولة مما يجعل على الآندية مسؤولية إنفاق هذه المنحة في كل ما يخدم شؤون الثقافة السعودية.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.