حقق قطار الرياض أحلام سكان العاصمة، وتحوّل من كونه حلمًا جميلًا إلى واقع يُرى ويتسابق الناس إلى استخدامه.. قطار الرياض قصة نجاح كتب فصولها بدقة، وخطط لأحداثها بعناية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله-. `لا مراء أن قطار الرياض ليس مشروعًا للنقل العام فحسب، بل هو تجسيد واستشراف للمستقبل يواكب متطلبات مدينة الرياض، العاصمة التي لا تهدأ وأضحت في السنوات الأخيرة محط أنظار العالم، ومقر اجتماع القادة والزعماء والرؤساء لمناقشة مختلف القضايا؛ بغية التوصل لحلول ناجعة لتلكم القضايا والتحديات في وقتنا المعاصر. كانت مدينة الرياض ولا تزال من أسرع العواصم تطورًا، وتعجّ بالحركة والنمو السريع، ومواكبة لذلك وبنظرة استشرافية ثاقبة انبثقت فكرة قطار الرياض من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -رعاه الله- عندما كان أميرًا لمنطقة الرياض، ورئيسًا للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وذلك في عام 1424ه / 2004م؛ حيث وجّه -رعاه الله- بإعداد دراسات للمشروع؛ لتعزيز مكانة العاصمة بين المدن العالمية الكبرى، وتوفير جودة حياة لسكانها. وخَلُصت هذه الدراسات إلى وضع (الخطة الشاملة للنقل العام في مدينة الرياض)، التي اشتملت على تأسيس شبكة للنقل بالقطارات وشبكة موازية للنقل بالحافلات، تعمل على احتواء متطلبات التنقل القائمة والمتوقعة في المدينة، وعُرضت تلك الدراسات على الملك سلمان -حفظه الله- ومجلس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ثم صدرت الوثيقة الأولى التي تشمل التصاميم الهندسية والمواصفات الفنية ووثائق طرح هذه المرحلة في منافسة للتنفيذ، ورُفعت للمقام السامي -آنذاك- في 20/ 10 / 2009م. وعمل في مشروع قطار الرياض (65) ألف عامل من جنسيات مختلفة في (250) موقع عمل، وتطلّب المشروع عمل تحويلات مرورية تعادل بطولها (1200 كيلومتر)، إضافة إلى تحويل خدمات بطول (400 كيلومتر)، فيما بلغت مساحة المسطحات البنائية "المحطات فوق الأرض وتحتها – المسارات" (4.5 ملايين متر مكعب). ورغبة من مسؤولي الهيئة في إِشراك المجتمع في مشروع الوطن، أطلقوا عدة مبادرات توعوية وتثقيفية منها مسابقة تسمية الحفارات العملاقة المستخدمة في تنفيذ المشروع، فأطلق الأهالي عدة مسميات عليها مستمدة من طبيعة المجتمع وثقافته، من بينها: (سنعة – ظفرة – منيفة – صاملة – ذربة – جزلة..إلخ). واستمرت أعمال تنفيذ مشروع قطار الرياض وبدأت تتحقق الآمال والأحلام برؤية محطات القطار ومساراته، وتحرّك العربات في مرحلة التجربة، وصولًا إلى الإطلاق الرسمي في يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024م. ويزدان قطار الرياض بأربع محطات رئيسية غاية في الروعة والجمال والإبداع الهندسي تجمع بين الهندسة الحديثة والعمارة القديمة، وهي: محطة مركز الملك عبدالله المالي (KAFD)، ومحطة STC، ومحطة قصر الحكم، والمحطة الغربية. في مساء يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024م افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله – مشروع قطار الرياض الذي يُعد العمود الفقري ل "شبكة النقل العام بمدينة الرياض"، وأحد عناصر منظومة النقل في المدينة. ولم تنته قصة نجاح قطار الرياض ولم يُسدل آخر فصولها بعد، وها هي القصة تُستكمل في مطلع شهر يناير 2025م، وتحديدًا في 5 يناير بتشغيل آخر المسارات المسار الثالث "الخط البرتقالي" محور طريق المدينةالمنورة، لتُسدل بعدها فصول مشروع بدأ حلمًا في الأذهان وتحوّل بعزيمة قيادة رشيدة إلى واقع جميل للعِيان.