اعتبر عدد من المثقفين المصريين تحدثت إليهم (عناوين) أن اختيار الممثل أحمد راتب للمشاركة في مسلسل شيعي - من وجهة نظرهم يجسد حفيدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحسن والحسين ومعاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد (رضي الله عنهم) - اختراق شيعي إيراني للدراما المصرية ، رغم أن منتج المسلسل الكويتي محمد العنزي صاحب شركة (المها) الكويتية صرح في وقت سابق للصحافة بأن العمل مبني على قاعدة حسن الظن بين الصحابة وإظهار مؤامرات اليهود التي أدت للخلافات فيما بينهم ، مؤكدا أنه حصل على 6 فتاوى سنية وشيعية تجيز تجسيد آل البيت ومعاوية ويزيد , مشددا على أن العمل (يقوم على احترام الصحابة وتقديرهم وتبيان دورهم الفعال في نهضة الأمة) ، وأنه (حصل على 6 فتاوى من كبار الشخصيات الدينية السنية والشيعية في الكويت وخارجها أجازت تجسيد هذه الشخصيات ولكن بشرط الالتزام بالروايات التاريخية المعتدلة التي لاتسئ إلى آل البيت أو الصحابة واختيار الممثلين بحيث يتسم الممثل بالخلق والاعتدال. إلا أن بعض المثقفين المصريين ردوا بأن العمل في الأصل يناقش قضايا الشيعة ، مما يؤكد أن نوايا المنتج ليست بعيدة عن اختراق الفن المصري. ويرى الناقد أحمد رأفت بهجت أن هناك غزوا مخططا له بذكاء يجب التنبه له ، معتبر أن المسألة تحتاج إلي اليقظة الغيبوبة التي تسيطر علي الوسط الفني ، ويري أنه لا فائدة من الخوض في تلك المسائل الدرامية حيث أن مثل هذه الأعمال تخلق تذبذبا في المجتمع الإسلامي والذين يوافقون علي تجسيد هذه الشخصيات إنما يفعلون ذلك لأسباب سياسية وتبشيرية محضة مخطط لها ، وهي ليست لها دخل بالدين. وذكر الناقد السينمائي محمود قاسم رأيه ل (عناوين) قائلا "إن الايرانيين رغم تشددهم أنتجوا فيلمًا عام 2006 بعنوان (المسيح) وظهرت فيه شخصية المسيح ، فالمسلمون منقسمون علي أنفسهم من سنة وشيعة حول مسألة التجسيد فالشيعة يرون انه لا حرج أما السنة فتري العكس لدرجة أن فيلما مثل فيلم (خالد بن الوليد) منع من العرض بفعل آراء الفقهاء. وأضاف قاسم بأن الايرانيين لا يرون مقدسًا إلا الرسول (صلي الله عليه وسلم) و سيدنا (علي) رضي الله عنه. وطالب الناقد أحمد الحضري في حديثه إلى (عناوين) بالابتعاد تماما عن مسألة تجسيد الأنبياء والصحابة ، تفاديا للوقوع في أخطاء ، ويتذكر الحضري (وداد عرفي) مخرج فيلم (ليلي) عام 1927 حينما طلب من الفنان الراحل يوسف وهبي أن يمثل شخصية النبي محمد (صلي الله عليه وسلم) ووافق وهبي بالفعل ولكن الأزهر رفض وخاف يوسف وهبي أن تتم مهاجمته فقرر ألا يقوم بالدور. أما السيناريست مصطفي محرم فيري أن تجسيد آل البيت والصحابة لا مانع منه ولا حرمة فيه ، وتساءل "ما الحرام في ظهور الحسين في عمل درامي ، ولماذا يتوقف البعض عند هذا العمل ويعتبروه اختراقا ، ناسيين أن (العنزي) هو منتج مسلسل خالد بن الوليد بجزئيه الأول والثاني". جدير بالذكر أن الممثل السوري سامر المصري سيجسد شخصية الإمام الحسين وسيجسد الممثل السوري سلوم حداد دور معاوية، والممثل جهاد سعد شخصية عبدالله بن سبأ، واللبناني محمود سعيد يجسد (شخصية أبو هريرة)، وأحمد راتب من مصر، ومن الكويت فيصل العميري، ومن تونس فتحي الهداوي، وخالد القيش.. وسيخرجه عبد الباري أبو الخير في أول تجربة له بعد سنوات عديدة من عمله كمخرج منفذ عن نص للسيناريست محمد اليساري.