نحج باحثون بريطانيون في تجربة استخدام الطاقة الكهربائية، التي تنتج من البرق، في شحن هاتف ذكي، ما يبشّر بسبل مبتكرة لحل مشكلة فراغ البطارية السريع في هذه الأجهزة. ثمة قاسم مشترك، أو في تعبير أدق، عيب مشترك في كل الهواتف والأجهزة اللوحية الذكية، إلى أي عائلة انتمت. إنها البطارية التي تفرغ سريعًا، بسبب تواصل عمل الخوادم في الهواتف الذكية على مدار الساعة. وهذا ما دفع بشركات تصنيع الهواتف الخلوية الذكية إلى البحث جديًا في ما يمكن أن يسعفها في شحن بطاريات أجهزتها، طالما أن الشعار الموحد هو اتصال بلا انفصال. قوة البرق قال باحثون بريطانيون في جامعة ساوثامبتون، تعاونهم شركة نوكيا المصنعة للهواتف الذكية، إنهم نجحوا في تجربة استخدام الطاقة الكهربائية، التي تنتج من البرق، في شحن هاتف ذكي. فقد نجح هؤلاء الباحثون في توليد طاقة كهربائية توازي الطاقة التي يولدها البرق، وفي تحويلها عبر محوّل خاص لشحن بطارية هاتف من جيل نوكيا لوميا الجديد، من دون أن تنفجر البطارية، أو أن تتأثر أي من القطع أو الدوائر الكهربائية الداخلية في الهاتف. فقد ولدوا طاقة تقدر قوتها بما يزيد على 200 ألف فولت، مررت عبر محوّل، فيه فجوة مدارها 300 ملم، من أجل توليد ضوء وحرارة مماثلة لصاعقة البرق. وجرى توجيه الصاعقة هذه إلى الهاتف موضوع التجربة، من أجل شحن بطاريته. خطوة مهمة ونيل بالمر عالم مشارك في هذه التجربة، قال إن الدوائر في ذلك الهاتف استقرّت بعدما التقطت التيار الكهربائي الذي مر في الهواء، والذي قام مع رفاقه بتوليده. أضاف: "تثبت هذه التجربة أنه يمكننا تسخير التيار الناتج من الصواعق والمار في الهواء لشحن الأجهزة، وهذه خطوة مهمة في مسيرة فهم طرق تسخير الطاقة الطبيعية للاستخدام الشخصي"، إلا أن بالمر أكد أن نجاح هذه التجربة لا يعني أن أي مستخدم للهاتف الذكي يمكنه القيام بها بنفسه، ففيها الكثير من الخطورة على حياته. ونسبت تقارير صحافية لكريس ويبر، نائب الرئيس التنفيذي للمبيعات والتسويق في نوكيا، قوله: "سيستغل مهندسو نوكيا هذه التجربة، لاستنباط أفكار جديدة ومبتكرة حول سبل شحن بطاريات الهواتف في المستقبل".