المفاخرة بكثرة الأصناف على موائد الطعام, تعدّ أمرا مخالفا لقواعد الإتيكيت, وقد لا يعلم بعضهم أن موائد الطعام والولائم التي يقيمها الوجهاء في المجتمعات المتقدّمة, تتبع أسلوبا يتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي؛ إذ إنهم يحرصون على عدم التبذير, وهو الباب الذي انبثقت منه فكرة (البوفيه), ولا سيما أن أغلبية شعوب العالم الذين نصفهم بالمتقدمين, يعدّون الإقبال على المأكل وجها من أوجه الجشع، ولهذا نجد في عادات بعض الأوروبيين أن استخدام الملعقة لغير الحساء أمر منبوذ, وهم يتهمون من يأكل بالملعقة بأنه شخص يهتم بملء بطنه, فضلا عن أن عادات الإتيكيت لديهم ترفض أن يضع الشخص في صحنه أكثر من حاجته, بل ينبغي أن يقدّر حاجته من الطعام, وإذا احتاج إلى مزيد منه فإن بمقدوره الأخذ مرة أخرى, على عكس ما لو أخذ لنفسه ما يزيد عما سيأكله, إذ سيبقى في صحنه بقايا طعام لا يمكن الاستفادة منها, ولذلك حثّ الدين الإسلامي على ضرورة عدم الإسراف في المأكل والمشرب.