مرة أخرى تجددت في مصر أزمة عاصفة حول رغبة المطربين في رفع الأذان. وبدأت الأزمة مع بداية شهر رمضان الكريم وتحديدا عندما قامت المطربة شيرين عبدالوهاب برفع الأذان بصوتها ضمن أحد الأدعية الدينية التي بثتها الإذاعة المصرية.
وفى أول رد فعل على هذا الحدث غير المسبوق هاجمت (جبهة علماء الأزهر) قيام الإذاعة ببث الأذان بصوت المطربة الشابة، مطالبة بمنع إذاعة هذا الدعاء، لكن شيرين وغيرها من المطربين الراغبين في رفع الأذان بأصواتهم قالوا إنهم يستندون إلى فتاوى من علماء دين أباحوا لهم ذلك من أبرزهم–رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي، الذي أكد أن الإسلام يرحب بكل وسيلة تحبب الناس في الدين وترغب فيهم تعظيم شعائره.
ولم تمض سوى أيام قليلة حتى خرج المطرب الشاب تامر حسني ليعلن في مجلة (الكواكب) الأسبوعية الأربعاء 26-8-2009 أنه سيعتزل الغناء إذا رفع الأذان بصوته، مشيرا إلى أنه حاول بالفعل تنفيذ رغبته هذه لكنه اصطدم بالإجراءات التي يفرضها الأزهر الشريف والتي تشترط ضرورة توافر مؤهلات معينة فيمن يرغب رفع الأذان.
وقال تامر:"عندما سألت عن الخطوات التي تؤهلني لرفع الأذان بصوتي، قالوا لي إنه يجب أن أكون أزهريا معتمدا، وفي الوقت نفسه لو قدمت الأذان بصوتي وأذيع في التلفزيون فسيكون هذا معناه اعتزالي الغناء".
وتابع:"الأذان في حد ذاته له حرمة ورهبة وإطلالة وطريقة خاصة به، وبالتالي لا يمكن أن أرفع الأذان، وفي الوقت نفسه أغني أغاني رومانسية، ولكني أحلم بتحقيق ذلك".
من جهته، أكد الأستاذ بجامعة الأزهر الدكتور عمر القاضي أن المطرب الذي يؤدي الأغاني العاطفية والغرامية أو تلك التي تثير الغرائز مكروه أن يرفع الأذان بصوته.
وقال ل (عناوين):"المطرب إذا أدى الأذان في عمل فني، فلا ضير، لكن إذا قام برفع الأذان في المسجد، فهذا مكروه شرعا عملا بالقاعدة الشرعية التي تشدد على ضرورة سد الذرائع".
يُذكر أن رغبة المطربين فى رفع الأذان بأصواتهم فجّرت أزمات دينية – ثقافية منذ سنوات طويلة، إذ كانت أم كلثوم أول مَن سعى إلى تسجيل الأذان، بل القرآن بصوتها، ووقتها وقف الأزهر بقوة أمام رغبتها، والأمر نفسه تقريبا حدث مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، وأخيرا مع المطرب علي الحجار.