أخيرا ظهرت حقيقة ما جرى لمنصور الكيخيا رجل حقوق الإنسان البارز الذي تحولت قصة اختفائه قبل قرابة 20 عاما لنموذج على معانأة المعارضات العربية في مواجهة الأنظمة المستبدة . و قالت معلومات توافرت فجر اليوم الخميس الثالث عشر من سبتمبر أن السلطات الليبية توصلت لجثة المعارض الليبي السابق ، نهار الأحد الماضي بفيلا موجودة على أطراف العاصمة الليبية كان الكيخيا قد احتجز فيها بأوامر من العقيد الليبي الراحل معمر القذافي لمدة 3 سنوات صدر بعدها الأمر بتصفيته . وكان منصور الكيخيا عضو مجلس أمناء المنظمة وأحد أبائها المؤسسين، قد اختطف من القاهرة في 11 ديسمبر1993، وسط تخمينات بأنه نقل إلي ليبيا بتعاون مخابراتي مصري ليبي واكب التحسن الكبير في العلاقات بين البلدين .
و ظلت قضية الكيخيا حاضرة في المحافل الحقوقية العربية و الدولية ، دون أي استجابة من جانب الحكومة المصرية وقتها لكشف ما لديها من معلومات بهذا الصدد ، غير أن قيام الثورة في البلدين ، و اسقاط النظامين بهما ، مع القاء القبض على قيادات الجهاز الأمني الليبي و في مقدمتهم رئيس الاستخبارات عبدالله السنوسي ، فتح الباب لكشف غموض القضية برمتها . وقال الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان ل " عناوين " إن السلطات الليبية توصلت منتصف يوم الأحد 9 سبتمبر الجاري لمعلومات ترجح توصل السلطات الليبية إلى موقع دفن جثمان الراحل في فيلا بضواحي العاصمة الليبية طرابلس، وذلك خلال التحقيقات التي تتواصل مع عبد الله السنوسي مدير المخابرات الليبية السابق وصهر "معمر القذافي" إثر تسلمه من موريتانيا نهاية الأسبوع الماضي.
و أضاف شلبي " قبل ساعة، قالت مصادر المنظمة الميدانية في ليبيا -والتي توالي متابعة التحقيقات- أنها تلقت إفادة رسمية من المحققين تؤكد أن الجثمان الذي جرى استخراجه يعود للراحل منصور الكيخيا".
وأفادت المعلومات السنوسي كان أحد المتورطين في عملية اختطاف الكيخيا، وأنه ضالع في قتله ودفنه بالفيلا التي أرشد عنها ، علما بأن الكيخيا ظل محتجزاً بالفيلا التي دفن فيها لأكثر من ثلاث سنوات، وأنه قُتل في العام 1997.
وقال بيان للمنظمة العربية إنها دأبت طوال التسعة عشر عاماً الماضية، على التأكيد على متابعتها الدائمة لقضية اختطاف "الكيخيا"، وواصلت توجيه الاتهام للسلطات المصرية والليبية بالمسئولية عن اختفائه ، مؤكدة ضرورة فتح تحقيق مستقل وإجلاء مصيره ومحاسبة المسئولين.
كما واصلت المنظمة اتهام الإدارات الأمريكية المتعاقبة بالمساهمة في الجريمة، وذلك عبر إصرارها على عدم توفير المعلومات التي أشارت تصريحات رسمية لمتحدثيها بأن الإدارة الأمريكية تملكها.
و أوضح شلبي أن المنظمة أوفدت في مطلع يوليو 2011 فريقاً ميدانياً إلى مناطق الشرق الليبية التي لم تكن خاضعة لسيطرة القذافي وقتها ، ووثقت خلال زيارتها شهادات ومعلومات تؤكد وصول الكيخيا برا إلى القاعدة العسكرية الجوية في طبرق في يوم 12 ديسمبر1993، ونقله بطائرة ركاب مدنية إلى العاصمة الليبية طرابلس.
و أضاف أن المنظمة أكدت في بيان صحفي في 16 يوليو 2011 عزمها ملاحقة كل من الرئيس المصري السابق حسني مبارك والليبي معمر القذافي (أنذاك) في جريمة اختفاء "الكيخيا" بهدف إجلاء الحقيقة وكشف مصيره ومحاسبة المتورطين.